هل البرادعي الشخصية الأنسب لرئاسة حكومة مصر الجديدة؟
٧ يوليو ٢٠١٣فرحة عارمة اجتاحت أوساط الشباب المصري بعد تداول إشاعات عن تكليف الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور وأحد قيادات جبهة الإنقاذ بتشكيل الحكومة الجديدة. غير أن رئاسة الجمهورية أسرعت لنفي تلك الإشاعات مؤكدة أن البرادعي يعتبر من أبرز المرشحين لتلك المهمة وأن المفاوضات بهذا الشأن لا تزال مستمرة. وينتظر الكثيرون من تلك الفئة العمرية تكليف البرادعي بتولي الوزارة بهدف تصحيح مسار ثورتهم على حد قولهم. لكن الأوضاع الحالية تضع البرادعي موضع إختبار حقيقي. فهل البرادعي هو الأنسب الآن لتولي رئاسة الوزراء؟ DW /عربية تلقى الضوء على ترشيح البرادعي رئاسة الوزراء من وجهة نظر الشباب وأبرز ما سيواجهه من تحديات.
ثقة في قدرة البرادعي على إحداث التغيير
بسعادة كبيرة يتحدث الشاب يحيى سليمان إلى DW /عربية. " أنا يحيى سليمان عملت كمنسق لحملة البرادعي بالقليوبية في فترة قبل ثورة يناير وحتى بعدها. الدكتور البرادعي هو أهم سبب في انضمامي للعمل العام لأني اقتنعت أن الرجل يملك رؤية". ولا يستطيع سليمان أن يصف سعادته بسماع تلك الإشاعات ويتمنى أن يتم تكليف البرادعي رسمياً برئاسة الحكومة. ويقول لDW /عربية: " أربع سنوات تمر أمام عيني ومعها مشاهد العنف وسقوط الشهداء والتخبط السياسي ولكن هناك رؤية للبرادعي الذي لم يسمعه أحد، وأقول الآن الحمد لله، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا". ويرى سليمان أن أبرز التحديات التي تواجه البرادعي في المرحلة المقبلة تتمثل في ملف المصالحة الوطنية. ويؤمن سليمان بقدرة البرادعي على إحداث التغيير في الملفات السياسية والاقتصادية، موضحاً: "البرداعي رفض أن يخوض الانتخابات الرئاسية لأنه أحس بسيطرة العسكر على الموضوع وأنه سيكون بدون صلاحيات. أنا واثق من قدرته على إحداث التغيير".
ندى عوف، خريجة كلية الإعلام، سعدت جدا أيضا بأنباء عن تعيين البرادعي رئيساً للحكومة. وتقول ندى لDW /عربية: "أنا مؤيدة للبرادعي من البداية وأشعر بأمل كبير لما يمكن أن يفعله كرئيس للوزراء". وترى ندى أن البرادعي بإمكانه الترشح للرئاسة لاحقاً إذا ما أثبت ذاته في منصب رئيس الحكومة. وتعتقد ندى أن البرادعي سيواجه تحديات كبيرة تتمثل في تصحيح وضع الدولة المنهار بشكل كبير. ورغم التحديات تؤمن ندى بإمكانية نجاح البرادعي من خلفية ما يملكه من رؤية للآفاق.
"الإسلاميون سيتربصون بالبرادعي "
أما الطالبة الجامعية نوران بسيوني فوصفت أشاعة تولي البرادعي رئاسة الوزراء في حديثها لDW /عربية بالشيء "العظيم والرائع". ولكن رغم سعادتها لا تستطيع نوران أن تجزم بقدرة البرادعي على تجاوز التحديات التي ستواجهه، حيث إن الإسلاميين سيحاولون العمل بهدف إفشاله وإفساد كل ما قد ينجزه. وكذلك يرى الشاب أحمد شرف أنه وبالرغم من صلاحية البرادعي في نظره لهذا المنصب في الفترة الحالية، فقد يسبب ذلك القرار بعض المشاكل بسبب المواقف غير المتوافقة للبرادعي مع قوى سياسية أخرى. "غير أن البرادعي يظل الوحيد الذي كانت لديه رؤية لما حدث خلال العامين المنصرمين"، حسب شرف لDW /عربية.
ويشيرأحمد شرف الى التحديات التي سيواجهها البرادعي في الفترة المقبلة إذا تولى الحكومة قائلاً: "سيحاول كل من هم ضده تشويهه بقدر المكان والإسلاميون سيتربصون به كذلك. سيضطر في بعض الأحيان للتعامل مع "الفلول" مما قد يجعله يتخلى عن بعض مبادئه وسيكون حينها بين أمرين: إما أن يحارب "الفلول" وقد يفشل في ذلك أو أن يتنازل عن مبادئه فيخسر من شعبيته". غير أن ذلك لايمنع شرف من التأكيد على توقعه بنجاح البرادعي في مهمته. ويحدد شرف عدة عوامل ستساعد البرادعي على النجاح قائلاً: "أولاً، نتمنى ألا تطول الفترة الإنتقالية. ثانياً، أهمية تأييد "الفلول" والثوار له حالياً وثالثاً، وضع التدمر الذي يصيب الأسلاميين حاليا". وفي نهاية حديثه لDW /عربية اقتبس جملة اعتاد البعض ترديدها "أنا مش إخوان لكن بحترمهم" وقال: "أنا مش برادعاوي لكن بحترمه".
"البرادعي يشكل أفضل الوجوه السياسية حالياً"
وفي تحليلها للموقف تقول إيمان رجب، الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن اسم الدكتور البرادعي لا يمثل مفاجأة وهو من الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة الانتقالية وربما يمثل أفضل الوجوه حالياً. وتقول: "أولا، قبوله من القوة الشبابية، خاصة حركة، تمرد والتي هي حركة شبابية من الدرجة الأولى، خاصة وأنهم يعتبرون أن البرادعي يشكل دليلا على وجود صوت للشباب داخل الحكومة. ثانيا شخصية البرادعي. فهو شخصية مصرية دولية وله علاقات خارجية قوية تحتاجها مصر في الفترة الحالية لأسباب سياسية واقتصادية ويستطيع إخراج مصر من النفق المظلم". كما تشير المتحدثة قائلة: „هناك خبرة اكتسبها البرادعي في إقامة جسر بين القوى السياسية، حيث لم يكن لديه مشكلة في التعامل مع التيارات الإسلامية ومع الذين يوصفون بأنهم جزء من "الفلول" وذلك رغم عدائهم له". وتضيف قائلة: "إنه يؤمن بفكرة الدولة المصرية وأهمية المؤسسات بعيدا عن أي تسييس، ومصر تحتاج في هذه الفترة إلى رئيس له مواقف واضحة".
وتعتقد إيمان أن أمام البرادعي تحديات تتمثل في مدى قدرته على الحصول على تأييد من قبل بعض الأطراف المعتدلة داخل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. ومن خلال ذلك سيتحدد حجم الاستقرار الذي ستشهده مصر مستقبلا. ومن بين التحديات „مدى قدرته على إقناع الكفاءات لتولي مناصب في الحكومة الجديدة في ظل الظروف الحالية وخاصة القطاعات الاقتصادية التي تحتاج إلى وزراء أقوياء، قادرين على التخطيط والتصرف السريع.