هدوء حذر في القدس بعد مواجهات في باحة الحرم القدسي
٢٧ سبتمبر ٢٠٠٩اندلعت مواجهات في القدس الشرقية اليوم الأحد (27 أيلول/سبتمبر) إثر محاولة اقتحام جماعة يهودية المسجد الأقصى حسب ما تناقلته وسائل الإعلام وشهود عيان. وقال شهود عيان إن شبانا فلسطينيين رشقوا بالحجارة عشرات من رجال الشرطة الذين انتشروا في أزقة المدينة، وردت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية. وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال ثمانية أشخاص. كما ارتفع عدد الإصابات جراء الاشتباكات المتقطعة منذ ساعات الصباح إلى 16 فلسطينيا برصاص جنود وعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت أن التوترات اندلعت بعد أن توجهت مجموعة من السياح إلى الحرم القدسي الذي يطلق عليه اليهود جبل الهيكل. وذكرت الشرطة في البداية أن المجموعة التي دخلت من المصلين اليهود، إلا أنها أوضحت في وقت لاحق أنهم سياح فرنسيون. وقال شامويل بن روبي المتحدث باسم شرطة القدس إن "المجموعة التي تعرضت لهجوم بالحجارة في الحرم القدسي كانت في الحقيقة مجموعة من السياح الفرنسيين غير اليهود الذين زاروا المكان في إطار رحلتهم".
هدوء حذر
ويرجح أن يكون الشبان الفلسطينيون اعتقدوا أن السياح من المصلين اليهود لأن مجموعة من نحو 200 من المصلين اليهود تجمعت في ساعات الصباح الباكر أمام بوابة تسمح الشرطة للسياح الدخول عبرها إلى الموقع المقدس. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن مجموعة كبيرة من المستوطنين اليهود بدوا في شكل سياح تجمعت أمام المسجد الأقصى وحاولوا دخول منطقة الحرم. ولدى دخولها لهذه المنطقة واجهت المجموعة أكثر من شاب مسلم رددوا هتافات معادية وألقوا الحجارة باتجاههم. وفي تلك اللحظة تدخلت الشرطة وأخرجت السياح وأغلقت البوابة، حسب الشرطة وشهود عيان. ولكن الهدوء الحذر عاد ليسود المنطقة بعد هذه التوترات.
يشار إلى أن الحرم القدسي يقع ضمن المدينة القديمة في القطاع الشرقي للقدس، ويعتقد اليهود أنه بني على موقع الهيكل اليهودي الذي دمره الرومان في العام 70 ميلاديا وأن آخر آثاره تتمثل بحائط المبكى، أقدس الأماكن في الديانة اليهودية.
استنكار فلسطيني
من ناحيتها، أعربت السلطة الفلسطينية عن بالغ قلقها وغضبها لما يجرى في المسجد الأقصى بحماية ودعم الحكومة اليمينية الإسرائيلية على حد قولها. وقال محمود الهباش، وزير الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية، إن أحداث اليوم في المسجد الأقصى تنذر بعودة العنف من جديد للمنطقة وعواقب وخيمة على عملية التسوية. وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قد انطلقت من منطقة الحرم القدسي بعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون بزيارة لهذه المنطقة في أيلول/سبتمبر 2000.
وتأتي هذه المواجهات فيما تستعد إسرائيل اعتبارا من مساء اليوم الأحد للاحتفال بيوم الغفران (كيبور) بالصوم وإقامة الصلوات. وفي هذه المناسبة تتوقف الحركة في إسرائيل كلياً وتنعزل عن العالم، حيث يتم إغلاق المطارات والمعابر الحدودية. وبالتزامن مع هذه الأعياد فرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية منذ منتصف ليل أمس السبت ويستمر حتى مساء غداً الاثنين، إذ لن يسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل إلا في الحالات الإنسانية والطبية الطارئة.
(هـــــ.ع/ د.ب.ا/ ا.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: سمر كرم