هجوم الحوثيين على الإمارات.. تبعات محتملة على أكثر من صعيد
١٨ يناير ٢٠٢٢شنّ الحوثيون الاثنين (17 يناير/ كانون الثاني 2022)، هجوما استهدف مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في المصفح وعددا من المواقع والمنشآت المهمة والحساسة، فيما أعلنت إمارة أبوظبي انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة إنشاءات جديدة قرب مطار أبوظبي، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
وجاء الهجوم بعد أيام من توجيه مقاتلي الحوثي تحذيرا لأبوظبي بعد تكثيف عملياتها الجوية ضدهم.
جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب مجدداً؟
من جهتها، ردّت أبو ظبي بأنها سوف تحتفظ لنفسها بأحقية الردّ بالطريقة والتوقيت التي تراهما مناسبين. فيما قلّل أنور قرقاش، المستشار في الرئاسة الإماراتية، من خطورة هذا التطور النوعي على أمن البلاد، مشددا على أن "عبث المليشيات الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر في مسيرة الأمن والأمان الني نعيشها، ومصير هذه الرعونة والعبثية الهوجاء إلى زوال
واندحار".
وفي مساء نفس يوم الجهوم الحوثي شن التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غارات على أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تتمركز فيها حكومة الحركة غير المعترف بها دوليا.
خارجيا أدانت الولايات المتحدة بأشد العبارات الهجوم "الإرهابي" الحوثي، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان: "لقد تبنى الحوثيون
هذا الهجوم، وسنعمل مع الإمارات العربية المتحدة والشركاء الدوليين لتحميلهم المسؤولية"، مضيفا أن "التزامنا بأمن الإمارات العربية المتحدة هو التزام راسخ، ونحن نقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين في وجه كافة التهديدات التي تتعرض لها أراضيهم".
بينما نقلت بلومبرغ عن مصدر مقرب من الحكومة الإماراتية القول إن أبوظبي ستطلب من الولايات المتحدة إعادة إدراج جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، على قائمة المنظمات الإرهابية، على خلفية الهجوم.
تهديدات متواصلة للإمارات
ونفذ الحوثيون الهجوم تزامنا مع زيارة يقوم بها القيادي الحوثي البارز محمد عبد السلام لطهران، حيث التقى، وفقا لقناة "المسيرة" الحوثية، بالرئيس الإيراني ومسؤولين آخرين.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) الثلاثاء عن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي عبدالوهاب المحبشي القول إن "بنك الأهداف في الإمارات لا يزال حقلا واسع الفرص بالنسبة للجيش في اليمن"، وحذر من أن"الرد على الإمارات بدأ وسيستمر ما لم تعلن تغيير سياستها وتباشر سحب يدها من الشأن اليمني".
وشهدت منطقة الخليج سلسلة من الهجمات على سفن ومنشآت نفطية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018.
وفي كل مرة كانت واشنطن تحمل المسؤولية للميليشيات المدعومة من إيران، ومن بينهم الحوثيون في اليمن.
النووي الإيراني وأسواق النفط
ولم تستبعد وكالة "بلومبرغ" للأنباء من أن يعكر هذا الهجوم صفو الجهود الدبلوماسية الرامية لتخفيف التوترات في الخليج، فضلا عن جهود إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع طهران الجهة الداعمة للحوثيين.ونقلت بلومبرغ عن توربغورن سولتفيدت، المحلل في مؤسسة "فيريسك مابليكروفت" المتخصصة في استشارات المخاطر، القول إن الهجوم "يعكس التهديد المستمر لكل من البنية التحتية المدنية والبنية التحتية الخاصة بالطاقة في المنطقة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية".
وتوقع سولتفيدت أن تثير الأنباء عن تضرر صهاريج ومخزونات نفطية "مخاوف مراقبي سوق النفط الذين يتابعون أيضا عن كثب مسار المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران". وحذر من أنه مع التلويح باحتمال نفاد الوقت المتاح للمفاوضات، "تتزايد احتمالات حدوث تدهور في المناخ الأمني للمنطقة".
وواصلت أسعار العقود الآجلة للنفط ارتفاعها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء ليصل خام برنت إلى أعلى مستوياته منذ سبع سنوات في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن يتمتع بأهمية استراتيجية بالنظر لوقوعه على ممر مائي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، الذي يمر منه معظم نفط
العالم. وأدى الصراع في البلاد إلى مقتل عشرات الآلاف وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم.
و.ب/ع.ج.م (د ب أ)