هامبورغ تحاكم صوماليين في أول قضية قرصنة بألمانيا منذ قرون
٢٢ نوفمبر ٢٠١٠بعد ساعة ونصف النصف من افتتاح الجلسة الأولى لمحاكمة عشرة قراصنة صوماليين في هامبورغ علق رئيس المحكمة برند شتاينميتس الجلسة بعد أوجاع أصيب بها أحد المتهمين في كليته تم نقله على إثرها إلى المعالجة الطبية.
الادعاء يتهم والدفاع يشكك
وبدأت المحاكمة الأولى من نوعها منذ 400 سنة في التاسعة صباحا بحضور الادعاء العام ومحامي الدفاع بقراءة نص الدعوى المرفوعة ضد القراصنة العشرة واتهامهم باستخدام العنف ضد باخرة "تايبان" الألمانية، والاستيلاء عليها بالقوة، ومحاولة خطفها إلى الصومال بعد إطلاق النار عليها وعلى ملاحيها، والتعدي على الخطوط البحرية.
وقرأ محامو القراصنة بيانا باسم موكليهم شككوا فيه بقانونية المحاكمة في ألمانيا وطالبوا بتوضيح وضع أحد القاصرين الصوماليين الذي ادعى أنه لا يتجاوز الثالثة عشرة من العمر. كما طالب المحامون المحكمة بفحص ما إذا كان اعتقال البحرية الهولندية للعشرة تم بصورة قانونية ومعرفة مدى مشاركة السلطات الألمانية في عملية القبض عليهم. وفي حال إثبات ذنب المعتقلين دعا محامو الدفاع إلى إصدار أحكام دقيقة تتناسب مع الجناية التي ارتكبها كل منهم.
رئيس المحكمة: لن نحاكم أطفالا
وعقّب رئيس المحكمة على بيان المحامين بالقول إنه سمح لهم بعرض مطالبهم قبل البدء بالاستماع إلى الشهود والتدقيق في الأدلة على الرغم من أن ذلك يناقض نظام العقوبات. وأكد بأن المحكمة لن تحاكم أطفالا على الإطلاق. وكان الادعاء العام قدم تقريرا لخبير يؤكد أن المتهم المذكور غير قاصر، لكن محاميه رفض ذلك قائلا إنه غير مقنع أبدا وطالب المحكمة بإطلاق سراح موكله.
وأخذت الإجراءات القانونية الشكلية وقتا غير قليل للتأكد من صحة أسماء المتهمين ومن تاريخ ميلادهم حيث أن معظمهم لا يعرف سنة ميلاده، وصرّح أحدهم بأن كل ما يعرفه هو أنه ولد تحت شجرة.
ويعتقد مراقبون أن المحاكمة لن تقود إلى أي نتيجة، كما أن الأحكام التي ستقرر ولن تتجاوز بضع سنوات لن تردع لا المتهمين ولا قراصنة الصومال عن نشاطهم الذي يدر أموالا كبيرة عليهم.
البحرية الهولندية حررت الباخرة بعد خطفها
وجرت عملية خطف الباخرة "تايبان" في الخامس من نيسان / أبريل الماضي وهي على بعد 530 ميلا بحريا من شواطئ الصومال وكانت في طريقها من مرفأ حيفا الإسرائيلي إلى مومبازا تحت قيادة قبطان ألماني و14 بحارا من روسيا وأوكرانيا وسريلانكا وبحار ألماني. وتتبع الباخرة الشركة البحرية الألمانية كومروفسكي في هامبورغ وتم انقاذها على يد قوة هولندية خاصة تابعة للفرقاطة "ترومب" وتم إلقاء القبض على القراصنة العشرة ومصادرة خمسة رشاشات آلية الحركة وجهازي "إر بي جي" وذخائر كثيرة. ويُعتبر سبعة معتقلين بالغي العمر، واثنان فوق الثامنة عشرة من العمر وواحد قاصر. وعيّنت المحكمة عشرين محاميا للمعتقلين الذين يلوذون بالصمت. وحسب القوانين الألمانية يتهدد البالغين في العمر عقوبة سجن من 15 سنة والقاصرين عشر سنين كحد أقصى.
وكان تم ترحيل القراصنة المتهمين من جيبوتي الى هولندا بعد أن أصدرت المانيا مذكرات اعتقال أوروبية بحقهم وسمحت محكمة هولندية في حزيران/يونيو الماضي بتسليمهم الى المانيا. وتشكّل القرصنة مشكلة متفاقمة قبالة سواحل الصومال مع غياب سلطة القانون فيها، كما تزايدت في السنوات الماضية أعمال خطف القراصنة للبواخر، وبالتالي طلبات الفدية علما أن "تايبان" ليست الباخرة الألمانية الأولى التي تتعرض للخطف.
ويقول المكتب البحري الدولي في لندن إن القراصنة الصوماليين يحتجزون 23 سفينة و500 من أفراد طواقمها. وحصل القراصنة على ملايين الدولارات عبر طلبات الفدية مقابل الإفراج عن سفن احتجزوها رغم تكليف دول عدة بينها ألمانيا سفنا حربية تابعة لها بمكافحة القرصنة في القرن الأفريقي وضمان سلامة عبور السفن التجارية إلى جانب مهمة تأمين وصول الإمدادات الإنسانية التي ترسلها الأمم المتحدة إلى سكان الصومال ومنع الاستيلاء عليها.
اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند