نقل لاجئين من "جحيم" مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية
٣ سبتمبر ٢٠١٩نقل أكثر من 600 لاجئ من مخيم موريا الذي تخطى قدرته الاستيعابية في جزيرة ليسبوس اليونانية يوم الاثنين (الثاني من سبتمبر/ أيلول 2019) إلى الداخل اليوناني في عملية شهدت تدافعاً للإسراع بـ"الخروج من هذا الجحيم".
وتحت الحرّ الخانق صباحاً، سارع 635 أفغانياً، حاملين أمتعتهم الثقيلة، للصعود إلى حافلات الشرطة تحت رقابة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس.لامبيدوزا.. متحف يوثق الحاضر والماضي المأساوي للهجرة.لامبيدوزا.. متحف يوثق الحاضر والماضي المأساوي للهجرة.
وصعد اللاجئون لاحقاً على متن السفينة "كالدرا فيستا" التي أقلّتهم نحو مرفأ تسالونيكي، حيث من المقرر أن يرسلوا إلى مخيّم اللاجئين في نيا كافالا في كيلكيس في شمال اليونان.
وصعد نحو 500 لاجئ آخر على متن السفينة "أكوا بلو" التي كان مقرّراً أن تبحر بهم بعد ظهر الإثنين من ليسبوس إلى المخيّم نفسه، لكنّ السلطات أرجأت إبحارها إلى صباح الثلاثاء لتمكين حوالى 200 لاجئ إضافي من الصعود على متنها، كون سعتها القصوى هي 700 راكب.
وأتت عملية النقل هذه في إطار قرار الحكومة اليونانية خفض اكتظاظ مخيم موريا. ويضم هذا المخيم والمركز الخاص بالتسجيل وتحديد الهوية في ليسبوس 11 ألف شخص أي بما يفوق بأربع مرات قدرته الاستيعابية وفق تقييم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وواصل عدد المهاجرين في هذا المخيم الارتفاع خلال الصيف.
وأشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى "وصول أكثر من 3 آلاف شخص إلى المخيم في آب/أغسطس".
وعقدت الحكومة اليونانية السبت الماضي اجتماعاً طارئاً، أعلنت بعده نقلاً سريعاً للقاصرين غير المصحوبين براشدين وللأشخاص الأكثر ضعفاً، من الجزر نحو داخل اليونان. لكنها أكدت في الوقت نفسه إلغاء إجراءات استئناف طلبات اللجوء لتسهيل إعادة اللاجئين إلى تركيا.
وتم تعزيز الرقابة على الشاطئ الشمالي للجزيرة حيث ترسو غالباً القوارب المطاطية المحملة باللاجئين. وشاهد فريق من وكالة فرانس برس دوريات الزوارق وهي تجوب البحر، مع يقظة متزايدة لعناصر الشرطة على الشواطئ اليونانية.
وعلى بعد كيلومترات في مخيم موريا، كان حشد من اللاجئين من جميع الأعمار يتوجهون الأحد نحو المرفأ للسباحة في المياه، محاولين الهرب من أشعة الشمس الخانقة.
وعلى الطريق، تروي فهيمة نور محمدي لوكالة فرانس برس كيف خاضت لعشرين يوماً ظروفاً شديدة الصعوبة، قائلةً "كان علينا الوقوف بالصف من أجل كل شيء، من أجل الطعام والاستحمام...لم نشعر بالأمان، قبل أيام فقط طعن شاب في المخيم".
قادمةً من إيران مع ولديها وزوجها "هرباً من التشدد الديني"، تأمل فهيمة أن يلتحق ولديها البالغين 12 و16 عاماً بأسرع ما يمكن بالمدرسة.
وتابعت "في موريا، لا يذهب أولادي إلى المدرسة، يملون، ويخافون طوال الليل. لقد خضنا هذا الدرب كله من إيران ليكون لولدي مستقبلاً، لكي يتمكنوا من العيش في ديموقراطية، ولا لكي يعيشوا في مخيم غير صحي".
ومنذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار/مارس عام 2016، تم تعزيز الرقابة على الحدود، ما صعب الوصول إلى الجزيرة انطلاقاً من تركيا. لكن في الأشهر الاخيرة، يتمكن كل يوم نحو 100 شخص من العبور إليها.
وحاول محمد أليكو الكردي من سوريا العبور ست مرات ودفع نحو 5 آلاف يورو للمهرب. ويقول محمد الذي مضى على وصوله للمخيم شهر واحد "كنت أحلم بالذهاب إلى كندا، لكن الآن أريد فقط حياة هادئة بعيداً عن ليسبوس".
و.ب/ح.ز (أ ف ب)