نائب في الكنيست: مطلوب مفاوضات حقيقية لإنهاء الصراع
٢ يوليو ٢٠١٤ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلت الليلة الماضية 48 شخصا للاشتباه في قيامهم بأعمال شغب وممارسة العنف ضد سكان عرب، في أعقاب تشييع جثامين الشبان الثلاثة التي تم العثور عليها بعد اختطافهم قبل نحو ثلاثة أسابيع. وأوضحت الإذاعة أن مئات الإسرائيليين كانوا تظاهروا وسط القدس واعتدى بعضهم بالضرب على عدد من الشبان العرب الذين يعملون في المحلات التجارية في هذه المنطقة. كما ألحق المتظاهرون أضرارا بالممتلكات، ورددوا هتافات تدعو إلى الانتقام لمقتل المستوطنين الثلاثة. كما عثر على جثة شاب فلسطيني، وردت معلومات عن أنه خُطف قبل ذلك.
ولمعرفة موقف الجانب العربي في إسرائيل حيال هذه التطورات، أجرت DWعربية هذا الحوار مع محمد بركة، النائب في الكنيست الإسرائيلي:
DW: هل تتوقعون مزيدا من التصعيد ضد عرب إسرائيل؟
أعتقد أن في المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو مزيد من االتطرف، وهذا الأمر يشكل خطرا على أبناء الشعب الفلسطيني . أتوقع أن يكون هناك انفلات ضد الفلسطينيين، بما في ذلك إمكانية نقل المواجهة إلى داخل أراضي الـ48.
DW: ما هو تقييمكم لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع هذه التطورات؟
الأمر برأيي يحدث برعاية الحكومة الإسرائيلية، أو بصمت هذه الحكومة، التي عمليا من خلال تصريحاتها تسخن الأوضاع بشكل غير مسبوق، أيضا من خلال ممارساتها هي. كان عليها أن تنتهج نهجا يوقف دوامة الدم.
حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية هذه الأوضاع فهي أفشلت المفاوضات التي استمرت لتسعة أشهر دون أن تفضي إلى شيء، بمعنى وضعت المنطقة أمام طريق مسدود. وحقيقة قانون الطبيعة يؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك احتلال بدون غضب وبدون مقاومة وبدون احتجاج. حكومة نتنياهو تقفل أي أفق لتسوية تفضي لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
DW: كيف سيكون رد الفعل من عرب 48، في حال تكررت مثل هذه التصرفات؟
نحن نحاول أن نقف في وجه الحملات العنصرية التي تمارس ضد شعبنا الفلسطيني. هناك تظاهرات، وهناك مسيرات. ولكن المسألة أكبر من ذلك. بمعنى أن هذه القضية تستوجب تحركا عربيا وتحركا دوليا. على مستوى الدول وعلى مستوى الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكي تدخل حكومة نتنياهو في مسار تفاوضي حقيقي.
DW: يعني لن تلجؤوا إلى القضاء أو إلى طرق أخرى؟
القضاء ليس عنوانا لمثل هذه المسائل. سيقولون إن هنالك تحقيقا يجري الآن. ومن يدير التحقيق هو الشرطة، ومن يقدم لائحة اتهام هي النيابة العامة ومن يحاكم هي المحاكم؛ وكلها تتبع لجهة واحدة. في حال توفرت لدينا معلومات فمن الممكن أن نلجأ إلى القضاء. أما الذهاب إلى القضاء لطلب العون، فأعتقد أن هذه لعبة لا طائل من ورائها.
نحن ضحية للعنف ولا نلجأ إلى العنف. الذي يمارس العنف هو قوات القمع الإسرائيلية. في الضفة الغربية تمارس ذلك ضد شعبنا الفلسطيني وتمارس التضييق على حياتنا في داخل إسرائيل رغم أننا نحمل جواز السفر الإسرائيلي ونحمل المواطنة الإسرائيلية. نحن لا نهدد بالعنف، ولكن نحن عازمون على أن نبقى متمسكين ببلادنا وبوطننا.
DW: وما هي النشاطات الأخرى التي تقومون بها؟
بدون أدنى شك النضال الجماهيري لوقف هذا التصعيد موجود دائما على سلم أولوياتنا. قبل عدة أيام فقط، كانت هناك مظاهرة كبيرة في أم الفحم للتضامن مع شعبنا الفلسطيني وللتضامن مع الأسرى وقوبلت هذه المظاهرة بقمع وحشي من قبل الشرطة، حيث أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وغيره. بهذا المفهوم نحن لن نخفض أعلامنا.
حاوره: فلاح آل ياس
محمد بركة: سياسي من عرب 48، عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعضو عربي في الكنيست ضمن كتلة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، التي يرأسها. شغل في دورات برلمانية سابقا منصب نائب رئيس الكنيست.