ميركل تعلن استعداد بلادها تقديم نصف مليار يورو إضافي لحماية التنوع الحيوي
٢٨ مايو ٢٠٠٨وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء 28 مايو/آيار، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لحماية التنوع الحيوي في بون، بتقديم نصف مليار يورو من أجل حماية الغابات والأجناس الحية، وذلك بدءا من عام 2009 حتى عام 2012، على أن تدفع ألمانيا مثل هذا المبلغ بشكل مستمرعاماً بعام بداية من سنة 2013. الجدير بالذكر أن ألمانيا تقدم حتى الآن مبلغ 200 مليون يورو سنويا لهذا الغرض.
وقالت ميركل في كلمتها التي ألقتها في بدء المرحلة النهائية من المؤتمر، والتي تتسم بالطابع السياسى:"أنا على يقين من أن هذا المبلغ يعد استثماراً جيداً لمستقبلنا ولكن ألمانيا لا تستطيع وحدها تحمل عبء مثل هذه المهمة الكونية ". وتوجهت ميركل بالشكر لجميع الدول التي تقدمت بمساهمات مالية وقالت :"إن كل مساهمة مرحب بها".
وأشارت ميركل إلى أن البشرية فقدت مواد طبية فعالة كانت مجهولة للعلماء حتى الآن وقالت إن مؤتمر الأمم المتحدة في بون يتيح الفرصة للبشر لتحمل مسئولية ثروات الأرض والأجناس الحية، والتي تعتبر الأساس الذي يحفظ الحضارة البشرية على المدى البعيد. وطالبت المستشارة الألمانية بإحداث تحول في مجال حماية التنوع الحيوي. وتابعت : "يجب علينا أن نثبت أننا نرغب في حماية ثروات كوكب الأرض، ومقومات الحياة البشرية على المدى الطويل". وأضافت إن مكافحة الفقر وحماية التنوع الحيوي هما وجهان لعملة واحدة، كما أعربت عن أملها في أن يخرج المؤتمر الحالي بقرارات مصيرية لضمان التنوع الحيوي، مشيرة في هذا الجانب إلى ضرورة مراعاة التوازن بين مصالح الدول النامية والصناعية.
ترحيب منظمات حماية البيئة
من جانبها، رحبت منظمات بيئية بالوعود المالية لألمانيا معتبرة إياها إشارة هامة وجيدة للمفاوضات التي يجريها المؤتمر الأممي في بون. وقال منسق المؤتمر مارتين كايزر من منظمة السلام الأخضر "جرينبيس" إن المهم أيضا أن ميركل تعهدت بالسعي لدى الدول الصناعية الأخرى لتقديم دعم مالي وأن ذلك يجعل من الممكن لقمة دول الثمانية المقبلة في اليابان التطرق لهذه القضية. كذلك دعت اتحادات أخرى لحماية البيئة إلى إلغاء الدعم الحكومي للمنتجات الضارة بالبيئة.
التنوع البيئي قضية تتعلق بحياة البشرية
وفي الإطار نفسه، حث وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل على اعتبار الوقود الحيوي جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة، مؤكداً في كلمته التي افتتح بها المرحلة الرئيسية من المؤتمر اليوم الأربعاء إن التنوع البيئي أصبح قضية تتعلق ببقاء البشرية. وأضاف:"كوكبنا يصبح كل يوم أكثر فقرا في الأجناس الحية كما تتضاءل موارده وتتراجع المساحات الصالحة للعيش عليه". وأشار الوزير الألماني في كلمته إلى أن البشرية بصدد تدمير ما نشأ في الطبيعة عبر آلاف السنين خلال عقود من الزمان فقط
من ناحية أخرى، أعلن جابريل عن حدوث "نقطة تحول" كبيرة في الخلاف حول استغلال الموارد الطبيعية للدول الفقيرة وإشراك هذه الدول في عائدات الاستفادة من هذه الموارد. وقال إن المؤتمر توصل بعد 16 عاما من المفاوضات إلى تكليف المؤتمر المقبل، الذي يقام في اليابان عام 2010 لإتمام هذه المفاوضات. غير أن منظمات بيئية عبرت عن تشككها إزاء هذه الخطوات، قائلة إنها لم تنته إلى قرارات ملزمة. وقال كايزر مؤكدا هذا الرأي: "سيظل السطو على الثروات الطبيعية ممكنا خلال العامين المقبلين أيضا".
و منذ بداية الأسبوع المنصرم يعكف سياسيون وخبراء وعلماء من مختلف دول العالم على عمل خطة واضحة تخلف معاهدة الأمم المتحدة الخاصة بخفض تدهور التنوع الحيوي و التي سينتهي العمل بها في عام 2010، ويستمر المؤتمر حتى الجمعة القادمة. لكن منظمات بيئية كشفت عن أن المحادثات لم تخرج بعد من عنق الزجاجة، لاسيما فيما يتعلق بالنقاط المحورية.