موسكو تشن هجوماً حاداً على وزيرة الخارجية الألمانية
٥ أبريل ٢٠٢٢هاجمت الحكومة الروسية وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأشد العبارات وذلك بعد طرد عشرات من الدبلوماسيين الروس من ألمانيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الثلاثاء (الخامس من نيسان/أبريل 2022) إن بيربوك تتبع "نهجا عدوانيا مناهضا لروسيا" ومحملا بسخرية من نوع خاص.
تأتي تصريحات زاخاروفا كرد فعل على قرار بيربوك الصادر أمس الاثنين بإعلان 40 دبلوماسيا روسيا "أشخاصا غير مرغوب فيهم".
وقالت زاخاروفا إن هناك 40 روسيا يعملون في ألمانيا سيتعين عليهم مغادرة البلاد "بدون أي أسباب معقولة"، وأضافت أن هذا إجراء غير مسبوق ويهدف إلى "تدمير بنية كاملة في العلاقات الثنائية".
وكانت بيربوك اتهمت الدبلوماسيين بأنهم "كانوا يعملون هنا في ألمانيا كل يوم ضد حريتنا وضد تماسك مجتمعنا".
وقالت زاخاروفا إن ما صرحت به بيربوك هو من قبيل "دعاية الكراهية". وأعلنت أن بلادها ستتخذ رد فعل ملموسا على خطوة المواجهة التي وصفتها بأنها تمثل ضربة ضد "روابطنا مع ألمانيا"، وأكدت زاخاروفا أن الجانب الألماني وحده هو المسؤول عن التداعيات المدمرة واتهمت برلين بأنها أظهرت مرة أخرى نهجها غير الودي حيال موسكو.
واتهمت زاخاروفا بيربوك بأنها تعاني "هيستريا معاداة الروس" لافتة إلى أن الوزيرة الألمانية اتخذت قرارها في ضوء الموقف في بلدة بوتشا الواقعة في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
ونفت زاخاروفا مجددا قيام جنود روس بقتل مدنيين عزل أو مكبلين.
تلميح إلى الاستعداد لتوريد المزيد من الأسلحة
ألمحت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك إلى استعداد بلادها المبدئي لتوريد المزيد من أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا. وخلال مؤتمر دولي للداعمين لمولدوفا، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، في برلين اليوم الثلاثاء: "لن نقول لا بل إننا سننظر في الحلول الموجودة، وسنفعل ذلك معا كاتحاد أوروبي وكحلف شمال الأطلسي (ناتو) وقبل أي شيء كشركاء في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى".
وأوضحت بيربوك أن بلادها وردت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أسلحة مثل صواريخ مضادة للطائرات ومدافع مضادة للدبابات "وليس هناك دول أخرى عديدة قدمت أكثر من ذلك".
ويدور نقاش عام حول توريد ناقلات جنود مدرعة مستعملة طراز ماردار ستحتاج إلى إصلاح من قبل شركة راينميتال حتى تصبح صالحة للحرب.
وأضافت بيربوك أن الحكومة الألمانية تنظر في توريد أنظمة أسلحة لم توردها ألمانيا إلى أوكرانيا من قبل "ومع ذلك فإن الجيش يكاد لا يوجد لديه شيء من هذا في المستودعات".
وتابعت بيربوك أنه عند الحديث عن أنظمة أسلحة قديمة فإنه يجب مراعاة "العديد من الأسئلة المتعلقة باللوجستيات والتدريب وقطع الغيار، قطع الغيار التي ربما لم تعد موجودة" لافتة إلى أنه كلما كان نظام السلاح أقدم، زادت صعوبة الإجابة على هذه الأسئلة.
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بضرورة أخذ إجراء منسق لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في ظل "وحشية" الفظائع الحربية التي جرى ارتكابها في بلدة بوتشا.
يذكر أن ألمانيا تتولى حاليا رئاسة مجموعة السبع.
وقالت بيربوك إنه سيجري التشاور خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل غدا الأربعاء حول كيفية تحسين وتعزيز دعم أوكرانيا في مجال الدفاع، واستطردت:" بالضبط كما هو الحال في العقوبات، فإن النهج المشترك له التأثير الأكثر شدة".
تأييد خطط حظر استيراد الفحم الروسي
وأبدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك تأييدها المبدئي لخطط المفوضية الأوروبية الرامية إلى فرض حظر على استيراد الفحم الروسي، لكنها طالبت بجدول زمني مشترك للتخلي الكامل عن كل واردات الطاقة الأحفورية القادمة من روسيا.
وخلال مؤتمر الداعمين لمولدوفا، قالت السياسية في برلين اليوم الثلاثاء إن الرد على جرائم الحرب التي شوهدت في أوكرانيا، يجب أن يتمثل في حزمة العقوبات الخامسة. وأضافت بيربوك "وفي أن نتخلى كاتحاد أوروبي بشكل كامل عن الاعتماد على الطاقة الأحفورية القادمة من روسيا ابتداء بالفحم ثم النفط ثم الغاز".
وكانت المفوضية الأوروبية قدمت اليوم اقتراحا لحزمة شاملة تتضمن عقوبات جديدة على روسيا. وتتضمن الحزمة حسب تصريحات رئيسة المفوضية أورزولا فون دير لاين حظر استيراد الفحم من روسيا وإغلاق الموانئ أمام السفن الروسية بالإضافة إلى فرض قيود على التجارة مع روسيا.
وستبت الدول الأعضاء الـ27 فيما إذا كان سيتم تطبيق العقوبات بالشكل الذي تم اقتراحه من قبل المفوضية.
وأشارت بيربوك إلى تفاوت درجة اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على روسيا في مجال الطاقة "وإذا كنا نريد فعلا الوصول إلى شيء ما معا، فإننا بحاجة إلى خطة زمنية أوروبية مشتركة حول كيفية تخلينا كاتحاد أوروبي عن واردات الطاقة الأحفورية من روسيا بالكامل".
وأوضحت بيربوك أن بلادها كرئيس لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تضطلع بمسؤولية حيال مراعاة ألا تؤدي مثل هذه الخطوات إلى انهيار مالي أو انقطاع كامل للطاقة في الدول غير القوية اقتصاديا.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)