"مهرجان أكتوبر": احتفال عالمي بالجعة وألوان البهجة البافارية
٢٥ سبتمبر ٢٠١٢نادلات بالبنطال الجلدي والزي البافاري، مشاهد غير مألوفة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي، اعتبارا من عام 2010، فقد وصف ما يقرب من 50 مليون شخص أنفسهم بأنهم من أصل ألماني. ومن هذا المنطلق، لم يعد من المستغرب أن يكون ثاني أكبر "مهرجان أكتوبر" خارج ميونيخ، في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، التي تضم جالية كبيرة من الألمان وتستقبل أكثر من نصف مليون زائر خلال هذا المهرجان.
يصبح الشارع الخامس في هذه المدينة الجذابة مسرحا كبيرا للاحتفالات السنوية "Oktoberfest Zinzinnati (مهرجان أكتوبر- سينسيناتي)، التي بدأت في ألمانيا، لكنها اتسعت رقعتها الجغرافية لتشمل مناطق أخرى في العالم.
في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تنظم المئات من الاحتفالات بمناسبة مهرجان أكتوبر، كلها تقف شاهدة على المساهمة الكبيرة التي قدمها المهاجرون الألمان على مدى عشرات السنين للثقافة الأمريكية.
ثمانية أسابيع من الاحتفالات
في القرون الماضية، كان الأكورديون بموسيقاه المتأرجحة ظاهرة غريبة في بريطانيا كما كان الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن حانة الجعة البافارية في لندن روجت لهذه الموسيقى واحتضنتها منذ البداية.
قاعة البيرة الجوفية في وسط مدينة لندن مفتوحة للمستهلكين على مدار السنة، ويضع مسيروها برنامجا خاصا للاحتفالات المتزامنة مع مهرجان أكتوبر. على عكس المهرجان الأصلي في ألمانيا، الذي يستمر لمدة أسبوعين، فمهرجان لندن - ما زال قويا منذ عام 2004 – ويدوم أكثر من ثمانية أسابيع كاملة.
"بدأنا في الأول بأسبوعين فقط "، يقول مسير الحانة جيسي كالكون، "لكن إقبال الناس على الاحتفالات جعلنا نواصل إضافة الأسابيع تلوى الأخرى حتى وقفنا حاليا عند ثمانية أسابيع."
من أستراليا إلى فلسطين
نحن الآن في النصف الأدنى من الكرة الأرضية. الجميع يعرف أن الاستراليين مشهورون بولعهم الكبير باحتساء الخمر، ويستمتعون بذلك في كل المناسبات وأحيانا كثيرة بشكل مبالغ فيه. ومن هنا لا عجب أنهم قد تبنوا أيضا أكبر احتفال بالبيرة: "مهرجان أكتوبر".
في أكبر مدينتين في استراليا، تشهد سيدني وملبورن عددا كبيرا من الاحتفالات بهذا المهرجان. لا تقتصر أماكن الاحتفال على مصانع الجعة الألمانية والحانات فقط، ولكن تمتد إلى المطاعم الصغيرة والفضاءات الجامعية، وأي مكان آخر يمكن أن يتخذ للهو، فالناس هنا تبحث عن كل الذرائع للشرب والمرح.
أمريكا الجنوبية، مثل أستراليا، بعيدة بمئات الكيلومترات عن مدينة ميونيخ. بيد أن بلوميناو في البرازيل، التي أسسها المستوطنون الألمان، تستضيف أكبر "مهرجان أكتوبر" في أمريكا الجنوبية وواحدة من أكبر المهرجانات في العالم. أكثر من 500 ألف شخص يحضرون هذا المهرجان سنويا.
أخيرا، قد تظهر لأول وهلة قرية صغيرة في الضفة الغربية في فلسطين مكان غير مرجح أبدا لاحتضان مهرجان الاحتفال بالبيرة. لكن هذا بالضبط ما يحدث في قرية مسيحية اسمها "طيبة".
في عامها الثامن، يحتفل سكان هذه القرية الصغيرة بالمأكولات العربية والموسيقى والبيرة المنتجة محليا، وتسمى أيضا "طيبة"، التي تعني باللغة العربية الفصحى "لذيذ". ومن المقرر ينظم المهرجان الوحيد للبيرة في الشرق الأوسط خلال هذا العام في السادس والسابع أكتوبر.
ازدهرت احتفالات مهرجان أكتوبر في العديد من البلدان، وذلك نتيجة هجرة الألمان لكل ركن من أركان العالم على مدى مئات السنين. ولكن يمكن أيضا أن يكون سبب تقدير مهرجان أكتوبر وانتشاره على نطاق واسع راجع إلى المشروبات الوطنية الألمانية المعروفة بجودتها العالية وذوقها الرفيع.