مني المراهقة قد لا يكون الأفضل!
١٨ فبراير ٢٠١٥انفصام الشخصية، وانفتاح الظهر بسبب عدم التحام فقرات العمود الفقري، ومرض التوحد (اضطرابات النمو): كلها أمراض قد تستمر مدى الحياة ولها عواقب وخيمة على الطفل. وفي هذا الشأن، قال فريق من الباحثين من مدينتي مونستر الألمانية وكامبريدج البريطانية -استنادا إلى دراسة طبية أجروها حديثا- إن احتمال إصابة الطفل بمثل هذه الأمراض، الناجمة عن تشوه المورثات الجينية، تكون أعلى حين يكون الأب شابا مراهقا عمره أقل من 19 عاما. وأكد الباحثون أن احتمال إصابة الطفل تزداد بنسبة الثلث حين يكون عمر الأب أقل من 20 عاما مقارنةً بأب يتراوح عمره بين 20 و 35 سنة.
واستند الباحثون في دراستهم على تجارب أجروها على 24 ألف حمض نووي (دي إن إيه)، وهي جينات ورّثها آباء ينحدرون من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لأولادهم دون أن يطرأ عليها أي تأثيرات بيئية خارجية. ولكن الباحثين لا يستثنون وجود عوامل خارجية غير قابلة للتقصي أو غير ممكنة القياس قد يكون لها تأثير على نتائج الدراسة.
وكانت دراسة سابقة أوضحت عام 2007 أن خطر إصابة الأطفال بأمراض متعلقة بالتشوه الجيني يزداد حين يكون الآباء شبابا مراهقين. وبينت الدراسة أن احتمال الإصابة يقل بين عمر 20 و 25 سنة، وأنه يعاود الارتفاع تدريجيا ابتداءً من سن الـ 30 عاما. وأوضحت دراسات سابقة أن الحيوانات المنوية للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 35 تتمتع بأفضل مرتبات الصحة، وفق ما يقول الباحثون.
لكن الدراسة الجديدة بينت سبب ذلك. وأظهرت أن التشوه الوراثي قد يحدث عن نشوء المادة الوراثية، وأن العطل يحدث عند انقسام الخلايا المنوية لدى المراهقين، وأن ذلك قد يعود إلى أن تشكل السائل المنوي قبيل البلوغ لا يكون في أفضل أشكاله. فقبيل انقسام الخلايا المنوية عليها أن تتناسخ الشريط الوراثي (دي إن إيه) الذي قد يحدث له انزلاق خلال ذلك، وينجم عن هذا مصفوفة جينية أقصر أو أطول من تلك التي يتألف منها الشريط الجيني العادي، وتنتقل هذه الإصابة الوراثية من الأب إلى ابنه مسببةً للأخير أمراضا متعلقة بالتشوهات الجينية.
صحيح أن الباحثين يقولون إن ثمة ارتباطا واضحا بين عمر الأب وبين معدل حدوث تشوه في مورثاته الجينية، لكنهم يؤكدون رغم ذلك على عدم وجود ما يبعث على القلق، لأن دراستهم أوضحت أن احتمال إصابة الطفل بمرض متعلق بتشوه المورثات الجينية لا يتجاوز 1.5% حين يتراوح عمر الأب بين 20 و 35 سنة. كما بينت دراستهم أن خطر الإصابة تكون 2% حين يكون الأب شابا مراهقا. ويشدد الخبراء على أن المهم هو أن 98% من الأطفال الذين ينجبهم شباب مراهقون يكونون عادةً أطفالا أصحاء ولا يعانون من الأمراض الناجمة عن التشوهات الجينية.
ع.م/ (DW)