ملفات شائكة تهيمن على أول جولة خارجية لولي العهد السعودي
قضايا ساخنة تطغى على أول جولة خارجية لرجل السعودية القوي محمد بن سلمان منذ تسلمه ولاية العهد. محمد بن سلمان اختار القاهرة محطة أولى لجولته التي تشمل لندن وواشنطن أيضا.
تخفيف الضغط الدولي
على الرغم من "الإصلاحات" التي يقوم بها ولي العهد السعودي وطالت نواح ٍ مختلفة في الداخل السعودي، إلا أن حملات الاعتقالات لمثقفين وصحفيين وأمراء وشيوخ أدت لانتقادات دولية واسعة. ويحاول بن سلمان التغلب على ذلك بتسويق رؤيته لسعودية أكثر انفتاحاً.
تقديم أوراق اعتماد
وقد تكون جولة الأمير بن سلمان محاولة من الأمير الشاب لتسويق نفسه للغرب كداعم لليبرالية والحريات المدنية استعداداً لتوليه مقاليد الحكم في المملكة التي بدأت تبتعد عن التشدد والانغلاق، إذ سُمح للمرأة بقيادة السيارة ودخول ملاعب الكرة، كما باتت تنضم حفلات موسيقية في إطار سياسية الترفيه الجديدة.
إيران..على رأس "مثلث الشر"
في تصريحات صحفية اعتبر ولي العهد أن إيران أحد أضلع مثلث قوى الشر في المنطقة بجانب من أسماهم بالعثمانيين والجماعات الإرهابية، واصفاً إياها بـ"نمر من ورق" وهي لهجة الخطاب التي يعتمدها ولي العهد تجاه كل ما يتعلق بطهران التي يرى أن تشعب تواجدها في المحيط الاستراتيجي السعودي يشكل تهديداَ محدقاً بالأمن القومي لبلاده.
إيران .. "نمر من ورق" يثير قلقاً لا ينتهي
ويستغل بن سلمان القلق الدولي المتصاعد من تنامي القوة العسكرية الإيرانية بجانب الموقف الأمريكي المعهود من إيران لممارسة مزيد من الضغوط على طهران. وتستطدم الجهود السعودية بمواقف الدول الأوروبية التي تسعى إلى علاقة متوازنة مع طهران.
الأزمة مع قطر
ولا يبدو أن مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة من الأزمة القطرية-الخليجية تسير وفق ما كان مخطط له من الجانب السعودي، وربما يكون ذلك واحد من أسباب اقتصار جولة ولي العهد لأوروبا على بريطانيا فقط كنوع من إبداء الغضب ليس من الموقف الأوروبي تجاه هذه القضية فحسب وإنما أيضا من ملفات أخرى لم تجرِ فيها الرياح وفق ما اشتهته سفن المملكة.
اليمن .. "فيتنام" السعودية
ووتزامن الزيارة مع تصاعد الضغوط الدولية على التحالف العربي بقيادة السعودية في حربها ضد الحوثيين باليمن والتي تسببت في مصرع آلاف المدنيين ودمار هائل لحق بالبلد الفقير وأوقع واحدة من أسوأ المجاعات في العالم. وتواجه السعودية بسبب هذه الحرب ضغوطاً من عواصم أوروبية قرر بعضها منع تصدير السلاح للمملكة.
المستنقع اليمني
ورغم تأكيد الأمير محد بن سلمان على أن الحرب جاءت بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية وأنها قد حققت أهدافها وتقترب من نهايتها إلا أن اليمن تبدو كمستنقع موحل لا تستطيع الأقدام السعودية سحب نفسها منه بسهولة ودون خسائر كبرى خاصة مع تناقص الدعم الدولي.
نيوم و "رؤية 2030" ..
يعول الأمير محمد بن سلمان كثيراً على مشروع نيوم الذي رُصدت له ميزانية هائلة وصلت نصف تريليون دولار وستكون المباحثات الاقتصادية - وفي القلب منها نيوم ورؤية 2030 - أحد أهم الملفات التي يصطحبها معه ولي العهد السعودي إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
محاولات لجذب المستثمرين
سيلتقي ولي العهد بعدد كبير من رجال الأعمال وخصوصاً الأمريكيين لتسويق مشروع نيوم العملاق وبحث فرص جذب استثمارات أجنبية، ما يعزز من أوراق اعتماده كملك مستقبلي يعمل على رخاء بلاده. الكاتب: عماد الدين حسين