مقرَب من بوتفليقة يوجه انتقادات غير مسبوقة لرئيس المخابرات
٣ فبراير ٢٠١٤قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر عمار سعداني في حوار مع الصحيفة الالكترونية "كل شيء عن الجزائر" إنه "كان على الجنرال توفيق (واسمه الحقيقي الفريق محمد مدين) أن يستقيل، بعدما فشل في حماية الرئيس محمد بوضياف وحماية عبد الحق بن حمودة (الأمين العام لاتحاد العمال)، كما فشل في حماية رهبان تيبحيرين وقواعد النفط في الجنوب وموظفي الأمم المتحدة".
وتابع "جهاز المخابرات لم يتمكن من حماية الرئيس بوتفليقة من محاولة الاغتيال في باتنة (جنوب شرق الجزائر)" في أيلول/ سبتمبر 2007. ويشير سعداني إلى اغتيال الرئيس محمد بوضياف في حزيران/ يونيو 1992 وإلى اغتيال الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين عبد الحق بن حمودة في كانون الثاني/ يناير 1997. وقبلها بسنة خطف وقتل سبعة رهبان من دير تيبحيرين في المدية جنوب غرب الجزائر بين آذار/مارس وأيار/مايو 1996.
أول اتهام للجنرال توفيق بالاسم
وخلال كل هذه الفترة كان الفريق محمد مدين ولا يزال منذ 1990 رئيسا لدائرة الاستعلام والأمن، وهي التسمية الرسمية لجهاز المخابرات الجزائرية. وهذه أول مرة يتم اتهام الجنرال توفيق بالاسم من طرف عمار سعداني بعد تصريحات عديدة دعا فيها إلى إبعاد الجيش عن السياسة في إطار "مدنية الدولة".
وعاد الحديث بكثرة عن الجنرال توفيق (74 سنة) في أيلول/ سبتمبر 2013 بعد التغيير الذي قام به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الجهاز من خلال تجريده من ثلاث مهام أساسية، وهي أمن الجيش والصحافة والشرطة القضائية العسكرية، وإلحاقها بقيادة الأركان تحت سلطة الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع.
واعتبر محللون أن ذلك يعتبر "إضعافا" للجنرال الذي يقال إنه من يصنع أهم المسؤولين السياسيين والعسكريين في البلد منذ توليه إدارة المخابرات قبل 23 سنة. وقال سعداني إن "وجود المخابرات في كل مفاصل الدولة يعطي الانطباع أن الحكم في الجزائر ليس مدنيا.. إنهم في كل مكان، في البلديات والرئاسة وفي الأحزاب السياسية".
"زعزعة استقرار حزب جبهة التحرير"
وتابع "هذا لا يمكن أن يؤدي إلى دولة مدنية". كما اتهم سعداني "عقداء المخابرات وبأمر من الجنرال توفيق بالوقوف وراء زعزعة استقرار حزب جبهة التحرير" وهو حزب الرئيس بوتفليقة الذي يشهد صراعات منذ سنتين على الأقل. واحتدم الصراع منذ آب/ أغسطس 2013 عندما أصبح سعداني أمينا عاما. وبرأ سعداني وزير النفط السابق شكيب خليل من تهم الفساد التي وجهها له القضاء الجزائري واعتبر ذلك "من تدبير المخابرات.. لمنع الرئيس من الترشح لولاية رابعة" في الانتخابات المقررة في 17 نيسان /أبريل .
كما اعتبر سعداني أن السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ليس له علاقة بالحكم وأن ما يقال عنه "مجرد إشاعات". ولم يعلن بوتفليقة المريض منذ إصابته بجلطة دماغية قبل عشرة أشهر والذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ 77 في 2 آذار/ مارس موقفه من الترشح رغم النداءات المتكررة من الأحزاب والنقابات والجمعيات له بالترشح.
ورفض عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني الصادق بوقطاية التعليق على تصريحات سعداني، مؤكدا أنه لم يطلع عليها. وقال لوكالة فرانس برس "اجتمعنا مع الأمين العام أمس وتفارقنا ولم أره منذ ذلك الحين". أما عضو المكتب السياسي السابق وأحد المعارضين لسعداني قاسة عيسى فأكد أن "هذه التصريحات غير مسؤولة ومبنية على فرضيات توحي بالمساس بمؤسسة من أهم مؤسسات الدولة". وأضاف "أقصد خاصة قضية تيبحيرين التي يتم استغلالها في الخارج للمساس بالجيش الجزائري". ويشير سعداني إلى احتمال مقتل الرهبان بخطأ للجيش الجزائري وفقا لشهادة الجنرال فرنسوا بوشوالتر ملحق عسكري سابق في سفارة فرنسا في الجزائر. وقال إن الرهبان قتلوا في غارة شنتها مروحية عسكرية بينما كانوا في مخيم لجهاديين.
ع.ش/ م.س (أ ف ب)