سوريا: الائتلاف يحسم موقفه من جنيف منتصف ديسمبر
٨ ديسمبر ٢٠١٣
قتل قائد عسكري بارز في حزب الله اليوم الأحد (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2013)، في المعارك الجارية في سوريا حيث يشارك الحزب اللبناني في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، بحسب ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وكان أفيد خلال الساعات الماضية عن مقتل عنصرين آخرين في الحزب في سوريا. وقال المصدر "قتل اليوم في منطقة معارك لم تحدد في سوريا علي بزي، وهو قائد عسكري بارز في حزب الله". وأشار المصدر إلى أن بزي ينحدر من بنت جبيل في جنوب لبنان وهو متزوج وله ثلاثة أولاد.
ولم يكن في الإمكان جمع معلومات مفصلة عن بزي، علما أن حزب الله ينعي إجمالا عناصره الذين يقتلون في سوريا باستخدام كلمة "الشهداء" الذين يسقطون أثناء "قيامهم بواجبهم الجهادي المقدس" من دون أن يذكر ظروف مقتلهم ومكانه. ونشر موقع بنت جبيل الجنوبي الإلكتروني القريب من حزب الله صورا لبزي باللباس العسكري وبلقطات عدة مع رشاشه، وقد غطى الشيب لحيته، بينما غطى رأسه بقبعات عسكرية.
ومن جهة أخرى، قال نشطاء اليوم الأحد إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت ما لا يقل عن خمسة أطفال خلال قتال من أجل السيطرة على مدينة النبك (50 كيلومترا) شمالي العاصمة دمشق. ويدور القتال في النبك بين القوات الحكومية والميليشات المتحالفة معها وبين فصائل من المعارضة المسلحة من بينها جماعتان مرتبطان بالقاعدة هما جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره لندن وقريب من المعارضة) إن خمسة أطفال قتلوا رميا بالرصاص عندما دخلت قوات الأسد المنطقة الصناعية في النبك. ونشر نشطاء صورا لجثث الأطفال الخمسة المخضبة بالدماء على مواقع اجتماعية على الإنترنت وقالوا إن عدد القتلى قرابة سبعة. وألقى بعضهم بالمسؤولية على ميليشيا شيعية لكن لم يمكن التأكد من ذلك. ومعظم مقاتلي المعارضة من السنة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن ما يعرفه المرصد هو أن الأطفال قتلوا رميا بالرصاص. ولم يتم التمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الأنباء. يشار إلى أننا لم نتأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
قرار المعارضة السورية النهائي بشان جنيف2 منتصف الشهر
في غضون ذلك أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن القرار النهائي بشأن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف2 سيتخذ منتصف كانون الأول/ديسمبر خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض المقرر عقده في اسطنبول، إلا انه شكك في انعقاد المؤتمر.
وقال صبرا في تصريحات لوكالة فرانس برس على هامش حضوره في الدوحة مؤتمر "قضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني" إن "القرار النهائي بشأن حضورنا مؤتمر جنيف 2 سيتم اتخاذه خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف منتصف هذا الشهر في اسطنبول". وحول ما إذا كان قد تم البت فعلا في مشاركة المعارضة بسبب الضغوط الدولية القوية، قال جورج صبرا "أشك في أن المؤتمر سينعقد من أصله". وقال صبرا "لا أحد من السياسيين يجرؤ على الذهاب إلى جنيف أو أي مؤتمر آخر دون تشاور مع قوى الداخل صاحبة القوة الحقيقية على الأرض".
من جهته قال رئيس المجلس الوطني السوري السابق المعارض برهان غليون إن "الاتجاه العام داخل المعارضة يتجه إلى حضور مؤتمر جنيف 2 لكن بشرط الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2218".
#links#وفي بروكسيل، قالت مسؤولة أوروبية بارزة اليوم الأحد إن سورية تواجه "الأزمة الإنسانية الأكثر كارثية خلال عقود"، وذلك في ذكرى مرور ألف يوم على بدء الصراع المسلح في سورية. وقالت كريستالينا غورغيفا، مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، "ألف يوم من العنف الذي أدى إلى فقدان عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لحياتهم، وتشريد الملايين في البلاد وخارج حدودها بحثا عن الأمان". وأضافت غورغيفا "ألف يوم من الموت والخوف والمشقة والحرمان واليأس. ألف يوم ونحن نشهد خلق جيل ضائع".
وخلف الصراع الدائر في سورية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات أكثر من 100 ألف قتيل كما أجبر أكثر من 3 ملايين لاجئ على الفرار من البلاد، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تجرى محادثات سلام طال انتظارها بين حكومة دمشق والمعارضة السورية في مدينة جنيف السويسرية في 22 كانون الثاني/ يناير المقبل. وقالت غورغيفا إن آمالها "معلقة" على هذه المحادثات. وتابعت "في نفس الوقت، سأواصل تكرار مناشدتي، وكذلك مناشدة المجتمع الإنساني الدولي بأسره، للأطراف المشاركة في هذا الصراع الرهيب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين".
م.س/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)