مفوضية اللاجئين: طرفا النزاع الليبي يستغلان المهاجرين
١٧ يناير ٢٠٢٠ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن لديها روايات تتحدث عن مساومة أشخاص كانوا في مراكز احتجاز بين البقاء في تلك المراكز لفترات غير محددة أو الانضمام للقتال على الخطوط الأمامية في مناطق حرب العصابات.
وقال المبعوث الخاص للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمنطقة البحر المتوسط، فنسنت كوشتيل، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية في برلين يوم الخميس (16 يناير/كانون الثاني): "لدينا روايات من أشخاص كانوا في مراكز الاحتجاز طلب منهم الاختيار ما بين البقاء هناك لفترة غير محددة من الزمن أو القتال على الخطوط الأمامية".
ولم يتمكن كوشتيل من تحديد عدد المهاجرين الذين قبلوا العرض من كلا الطرفين.
وقال كوشتيل: "لقد رأينا أن جهود التجنيد هذه كانت تستهدف السودانيين في الأساس، ونحن نفترض ذلك لأنهم يستطيعون التحدث باللغة العربية" مضيفاً أنهم "في حال ما قرروا القيام بذلك، فإنه يتم منحهم زيًا عسكريًا، وإرسالهم فورًا إلى مناطق حرب العصابات الحضرية".
وتتمكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- وهي واحدة من المنظمات الدولية القليلة الموجودة في ليبيا- أحياناً من الوصول إلى معسكرات الاعتقال. وخفضت المفوضية عدد موظفيها في البلاد في الآونة الأخيرة لأسباب أمنية.
وتتنافس إدارتان على حكم البلد الغني بالنفط منذ الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي في عام 2011: حكومة رئيس الوزراء فايز السراج في طرابلس والمدعومة من الأمم المتحدة، والأخرى، ومقرها مدينة طبرق شرقي البلاد، موالية للمشير خليفة حفتر، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي.
أمريكا تشارك في مؤتمر برلين
على جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه سيشارك في مؤتمر يعقد في برلين ويهدف إلى إطلاق عملية سلام في ليبيا، وفق بيان صادر عن الخارجية، معربا عن تأييده للجهود التي تبذل للتوصل إلى هدنة في هذا البلد الإفريقي.
وأفاد مسؤول أمريكي أن بومبيو سيدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا واستئناف عملية السلام هناك التي تدعمها الأمم المتحدة، ولكن الأولوية بالنسبة اليهم تثبيت الهدنة الهشة بين الأطراف المتحاربة.
وقال المسؤول للصحافيين مشترطاً عدم الكشف عن هويته: "الأولوية ستكون للمحافظة على استمرار وقف إطلاق النار".
وغادر المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا موسكو هذا الأسبوع من دون التوقيع على اتفاق لوقف لإطلاق نار وافقت عليه حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج لإنهاء تسعة أشهر من القتال.
ودعمت الولايات المتحدة الحملة العسكرية التي قادتها أوروبا للإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، ولكن دورها في الآونة الأخيرة كان ثانوياً.
ونشطت قوى أجنبية أخرى بشكل متزايد في الحرب الليبية، حيث دعمت تركيا حكومة الوفاق في طرابلس المعترف بها دوليا، في حين دعمت روسيا والسعودية ومصر حفتر الذي شن حملة للاستيلاء على طرابلس.
وتدعم الولايات المتحدة رسمياً حكومة الوفاق، لكنها تحافظ على اتصالاتها مع حفتر الذي أشاد به الرئيس دونالد ترامب بعد مكالمة هاتفية العام الماضي.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، أ ف ب)