معرفة مصير المفقودين في سوريا تشكل "تحديا هائلا"ومأساة سورية
٥ يناير ٢٠٢٥رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في مقابلة مع فرانس برس أن معرفة مصير المفقودين في سوريا يطرح "تحديا هائلا" بعد أكثر من 13 عاما من حرب مدمرة، مضيفة أن الأمر قد يتطلب سنوات. ويشكل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا، والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري دفن فيها معتقلين قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد نزاع تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وقالت سبولياريتش في مقابلة مع فرانس برس يوم أمس السبت الرابع من يناير / كانون الثاني 2024 في دمشق التي تزورها لمدة ثلاثة أيام إن منظمتها تعمل حاليا "مع السلطات، والمؤسسات الوطنية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية، وخاصة مع جمعية الهلال الأحمر الوطني، لبناء الآليات التي ستسمح لنا بالحصول على صورة أوضح". لكنها أضافت أن "تحديد هوية المفقودين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يمثل تحديا كبيرا، وسيستغرق وقتا لاستيعاب حجم المهمة التي أمامنا. ما يمكنني قوله الآن هو أن المهمة ضخمة". وأشارت إلى أن الأمر "سيستغرق سنوات لتحقيق الوضوح وإبلاغ جميع المعنيين، وستكون هناك حالات قد لا نتمكن من تحديدها أبدا". وأوضحت أن "جمع البيانات، وحمايتها، وإدارتها، وتحليلها جزء من التحدي الذي نواجهه في ما يتعلق بالمفقودين".
والتقت المسؤولة خلال زيارتها برئيس الوزراء المكلف للمرحلة الانتقالية محمد البشير وبممثلين عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا الذي يشكل رمزا لقمع السلطات خلال فترة حكم بشار الأسد. وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن منظمتها كانت تتابع حتى "وقت قريب/ 35 ألف حالة"، لكن "منذ أن أنشأنا خطا ساخنا جديدا في ديسمبر / كانون الأول 2024 أضيف 8 آلاف طلب آخر" للبحث عن مفقودين. وأضافت أن "هذا يشكل فقط جزءا محتملا من الأرقام الموجودة والتي يمكننا مواصلة العمل عليها". وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية منذ بدء النزاع في العام 2011.
وتم تحرير الآلاف من السجون بعدما أطاحت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها بحكم الأسد في الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024 لكن العديد من السوريين ما زالوا يبحثون عن إجابات بشأن مصير أبنائهم. ويبلغ السكان في سوريا -منذ سقوط الأسد- عن مواقع محتملة لمقابر جماعية، في ظل ضعف الخبرات المحلية في التعاطي مع ملفات مماثلة.
"ضرورة تأمين الأدلة وجمعها وحفظها"
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير في ديسمبر / كانون الأول 2024 السلطات الانتقالية الى "تأمين الأدلة وجمعها وحفظها، بما فيها تلك الموجودة في مواقع المقابر الجماعية والسجلات والأرشيفات الحكومية" وإلى التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر "التي يمكنها أن تقدم الخبرة والدعم الأساسيَّيْن لحماية هذه السجلات". ودعت المنظمة الى ضرورة "حماية" مقبرة جماعية في حي التضامن في دمشق، حيث عاين فريقها الأسبوع الماضي "أعدادا كبيرة من الرفات البشرية في موقع مجزرة وقعت في أبريل / نيسان 2013".
وقالت سبولياريتش إن منظمتها قدمت "عرض خدمات للحكومة المؤقتة، ونسعى للعمل بشكل وثيق مع الوزارات المختلفة والسلطات المختلفة لبناء القدرات اللازمة لجمع البيانات بأسرع وقت ممكن"، ومع ذلك "لا يمكننا استبعاد احتمال فقدان بعض المعلومات في الوقت الحالي، لكن يجب أن نعمل بسرعة لحماية أكبر قدر ممكن، وجمع ما يمكننا جمعه، وتحليل البيانات في أسرع وقت ممكن".
الشيباني من الدوحة: "نكرر دعوتنا لرفع العقوبات عن سوريا"
من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم الأحد 05 / 01 / 2025 ، موقف بلاده الداعم لسوريا وجاء ذلك خلال استقبال آل ثاني اليوم وفدا سوريا رفيع المستوى يزور قطر حاليا يضم أسعد الشيباني وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة ومرهف أبو قصرة وزير الدفاع وأنس خطاب رئيس جهاز الاستخبارات وقال وزير الخارجية السوري من الدوحة: "نكرر دعوتنا لرفع العقوبات عن سوريا".
تحذير المدنيين من الألغام في مناطق سورية
من جانبه أعلن الدفاع المدني السوري (الخُوَذ البيضاء) إتلاف 822 ذخيرة غير منفجرة أغلبها من القنابل العنقودية خلال الفترة من أول ديسمبر / كانون الأول وحتى يوم الجمعة الماضي 03 / 01 / 2025. وحدد الدفاع المدني السوري ، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني ليل السبت / الأحد 05 / 01 / 2025 أكثر من 80 نقطة مؤكد تلوثها بالذخائر غير المنفجرة في عموم المناطق السورية.
وقال إنه خلال عمل فرق إزالة مخلفات الحرب بالفترة من 27 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي 2024 وحتى أول أمس الجمعة 03 / 01 / 2025 حددت الفرق 117 حقل ألغام ونقطة يوجد فيها ألغام في محافظات حلب، وإدلب، وحماه، واللاذقية، ودير الزور، مشيرا إلى أن الفرق قامت بتحديد أماكن هذه الحقول مع وضع علامات تحذيرية حولها وتحذير المدنيين منها بأساليب مختلفة كون أن هذه الفرق غير مختصة بإزالة الألغام وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية.
ولفت الدفاع المدني أن فرقه وثقت منذ يوم 27 من الشهر قبل الماضي وحتى أول أمس مقتل 27 مدنيا بينهم ثمانية أطفال وامرأة، وإصابة 43 مدنيا بينهم 19 طفلا بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية. وأشار إلى وقوع ثلاثة انفجارات لألغام من مخلفات الحرب في سوريا أمس السبت في ريف إدلب ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين.
قتلى في اشتباكات سوريين أكراد وموالين لتركيا
على صعيد سوري آخر أسفرت الاشتباكات المتواصلة بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية -الموالية للأكراد- في ريف منبج في شمال سوريا عن أكثر من 100 قتيل خلال يومين حتى فجر اليوم الأحد 05 / 01 / 2025 بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ع.م / م.س (أ ف ب ، د ب أ)