معرض إيفا في برلين يكشف تكنولوجيا شاملة للربط الشبكي
٩ سبتمبر ٢٠١٣بعثُ الرسائل الالكترونية، الدردشة مع الأصدقاء، سماع الموسيقى، مشاهدة أشرطة فيديو أو البحث عن المعلومات، كلها عمليات تأخذ من الألمان ما معدله ثلاث ساعات يوميا. وتجري عمليات التصفح أكثر فأكثر، ليس في البيت أو المكتب، وإنما في الطريق أيضا. كما أن سوق الهواتف الذكية تعرف ازدهارا منقطع النظير، ويحتل العملاق الكوري الجنوبي "سامسونغ" صدارة السوق بمقدار الثلث.
وبالإضافة إلى قطاع الهواتف المحمولة اقتحمت "سامسونغ"، كما منافسيها حقلا جديدا يسمى Wearables، ويتعلق الأمر بتلك الحواسيب الصغيرة التي يتم حملها على الجسم. ومن نماذج ذلك Google Glassأو "نظارة غوغل"، التي يمكن بواسطتها تصفح الانترنت، أو الساعة ـ الحاسوب Galaxy Gearلشركة سامسونغ، التي يمكن اكتشاف مزاياها في معرض إيفا في برلين.
الربط الشبكي بالعالم
الساعة ـ الحاسوب أو الساعة الذكية يتم ربطها بنظام بلوتوث بالهاتف المحمول، وتخبر مستخدمها حين وصول أي رسالة أو مكالمة تلفونية. كما يمكن للمستخدم إجراء مكالماته الهاتفية بواسطتها، فالساعة مجهزة بميكروفون وبمكبر صوت، كذلك يمكن إملاء النصوص عليها أو التقاط صور فوتوغرافية بواسطتها؛ "إنها أداة لربطك بعالم المعلومات"، كما يوضح بحماس كبير براناف ميستري، أحد مهندسي هذا الابتكار الذي تصنعه سامسونغ.
في المقابل هناك من الخبراء من يشكك في مستقبل سوق الساعة ـ الحاسوب، إلا أن كبار المصنعين يخشون عدم ركب قطار هذه التكنولوجيا في الوقت المناسب. فشركة سوني قدمت هذا العام في معرض إيفا نموذجا للجيل الثاني يحمل اسم "سمارت ووتش"، فيما يعمل مهندسو آبل على تطوير نموذج جديد باسم "آي ووتش".
ورطة الشركات المصنعة لأجهزة التلفزيون
رغم أن سوق الهواتف الذكية في تطور مستمر، إلا أن عددا من قطاعات الترفيه الالكتروني شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة. ويتعلق الأمر بالخصوص بمصنعي الأجهزة التلفزيونية الذي يوجد الكثير منهم على حافة الإفلاس، كما يظهر ذلك نموذج شركة لوفه الألمانية التي تبحث عن مستثمر جديد لإنقاذها من الانهيار التام.
ويتعين على هذه الشركة إعادة تحديد أهدافها بشكل كامل كما يوضح رئيسها التنفيذي ماتياس هارش الذي أوضح أن "جهاز تلفزيون للمشاهدة فقط لم يعد كافيا، إنه نموذج أصبح جزء من الماضي. التلفزيون بات يذوب أكثر فأكثر في الانترنت، كما أن المستخدم بات يختار كل شيئ بنفسه ويتفاعل مع الحدث مثلا من خلال الشبكات الاجتماعية". التلفزيون سيصبح فضاء يستعمله كل شخص حسب حاجياته. شركة لوفه حولت تصنيع أجهزتها إلى شركات صينية، فيما ستتجه في الشركة ـ الأم في المستقبل إلى التركيز على البرمجيات الالكترونية.
السائق يسأل و"التطبيقات" تجيب
شركة فورد لصناعة السيارات اختارت معرض إيفا لتقديم تصوراتها لربط سياراتها بشبكة الانترنت في مؤشر على الأهمية المتزايدة للتكنولوجية الالكترونية في مختلف القطاعات الصناعية، فقد طورت فورد نظاما يمكن بواسطته لسائقي السيارات استعمال الانترنت دون الحاجة لاستعمال اليد.
وينسحب الأمر نفسه على شركة آكسل شبرينغه الألمانية مالكة صحف "بيلد" الشعبية و"دي فيلت"، والتي اختارت التحول كليا إلى العالم الرقمي بسبب التراجع المطرد لمبيعات الصحف الورقية. فالانترنت يقتحم بشكل متزايد مجالات جديد ة، وإذا ما صدقنا مخيلة المصنعين، فسيحمل كل واحد منا في المستقبل حواسيب صغيرة على الأنف، في النظارات أو ربما على الذراع، وسيتم ربطها بجهاز التلفزيون أو آلات منزلية أخرى في كل فضاءات البيت، عالم شبكي جديد يحكمه الانترنت في كل لحظة وحين.