معارك في صنعاء، وانفجارات في عدن، ووضع إنساني صعب في أبين
١٥ سبتمبر ٢٠١١قالت مصادر إعلامية إن المعارك استؤنفت في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث حرت اشتباكات مساء ليل الأربعاء الخميس (15 سبتمبر/ أيلول) بين القبائل الموالية للزعيم القبلي صادق الأحمر وقوات علي عبدالله صالح في منطقة الحصبة. واندلعت الاشتباكات قرب وزارة الداخلية في قلب العاصمة بين الموالين للأحمر والحرس الجمهوري، الذي يقوده العقيد أحمد، الابن البكر للرئيس صالح. وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد الذي انضم إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، "نتعرض للقصف من كل حدب وصوب ولا سيما من جهة وزارة الداخلية ومقر التلفزيون الرسمي" في حي الحصبة في شمال العاصمة". وأضاف المصدر أن القصف أسفر عن إصابة اثنين من مسلحي الشيخ الأحمر بجروح. وتابع "لقد قتل مدنيان من جراء قذيفة سقطت على منزلهم قرب سوق الحصبة".
وقال سكان وشهود عيان لوكالة فرانس برس إن انفجارات قوية دوت في حي الحصبة والإحياء المجاورة له بعيد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وذلك في أعقاب معارك عنيفة بالأسلحة الرشاشة دارت بين القوات الموالية للرئيس صالح وقوات موالية للواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن النظام وأعلن انضمامه إلى صفوف المعارضة. ودارت المعارك عند المدخل الجنوبي لـ"ميدان التغيير" قرب جامعة صنعاء مهد الحركة الاحتجاجية في المنطقة التي تقع تحت قوات اللواء الأحمر.
تفجيرات في عدن وقتال في أرحب
يأتي ذلك فيما تشهد منطقة أرحب (40 كم شمالي صنعاء) معارك منذ أشهر بين قبيلة بكيل، التي انضمت إلى التظاهرات المناوئة للرئيس ووحدات من الحرس الجمهوري، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص خلال اليومين الماضيين.
وفي مدينة عدن الجنوبية ذكرت وسائل إعلام عربية أن انفجارين هزا مكتبين أمنيين تابعين للحكومة اليمنية صباح اليوم الخميس. وبحسب المصادر فقد وقع الانفجار الأول في مقر المكتب الأمني في ميناء عدن، فيما وقع الآخر في مركز شرطة المعلا في المدينة نفسها. الانفجارين. وصرح مسؤول أمني بأن الانفجارين نتجا على الأرجح عن عبوتين ناسفتين لم تتمكنا من اختراق الأسوار الخارجية للمبنيين اللذين يفصل بينهما 400 متر. وأكد المسؤول وفاة صبي وقال إن عدة أشخاص أصيبوا بجروح عندما أطلقت قوات الأمن النار لفترة وجيزة. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجومين.
أوضاع صعبة للاجئين
ووجه وزير شؤون مجلسي النواب والشورى أحمد محمد الكحلاني نداء إلى دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تقديم المساعدات للنازحين، البالغ عددهم أكثر من مائة ألف شخص، نزحوا من محافظة أبين إلى محافظتي لحج وعدن المجاورتين، جراء المواجهات بين القاعدة وقوات الأمن في جنوب البلاد. ورغم إعلان الجيش السبت الماضي استعادة زنجبار، كبرى بلدات محافظة أبين، من أيدي القاعدة إلا أن المواجهات ما زالت مستمرة في المدينة التي هجرها سكانها وعددهم تسعون ألفا عندما سيطر عليها مسلحون تابعون لتنظيم "أنصار الشريعة" المرتبط بالقاعدة.
ومن جهة أخرى خرج آلاف اليمنيين يوم أمس (الأربعاء 14 أيلول/ سبتمبر) في مسيرات بشوارع محافظة الحديدة شرقي اليمن للتنديد بما وصفوه بسياسة "العقاب الجماعي" التي تنتهجها الحكومة، مهددين بتصعيد تحركاتهم للإطاحة بحكومة الرئيس علي عبدالله صالح. كما شهدت مدينة تعز ثاني أكبر المدن اليمنية وأحد محاور الانتفاضة ضد عبدالله صالح مسيرة حاشدة مناهضة للنظام. وما تزال الاعتصامات قائمة في صنعاء وعدة مدن يمنية منذ نحو ثمانية أشهر مطالبة بـ"رحيل" صالح و"إسقاط النظام".
(ف ي/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي