مصير حماس بعد "ضربة" مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟
١٨ أكتوبر ٢٠٢٤عقب مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تعالت الأصوات الدولية الداعية إلى العمل على إنهاء الحرب في غزة التي دخلت عامها الثاني.
فخلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في برلين، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس الجمعة (18 أكتوبر/تشرين الأول) عن أمله في أن يفتح مقتل السنوار الباب أمام وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي في القطاع.
مقتل السنوار.. "بداية لفصل جديد"
ويرى الكاتب والباحث السياسي اللبناني، محمد القواص، أن مقتل السنوار يمثل "حدثا ينهي مرحلة، لكن بالتأكيد لن ينهي الحرب. هناك مراحل أخرى قادمة. يمكن القول بأن المقتل سيكون بداية لفصل جديد".
وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف القواص أن "شروط صفقة وقف إطلاق النار ربما تغيرت، لذا يتعين على الوسطاء التحرك بشكل آخر بعد مقتل السنوار. في الجانب الآخر هناك معارك في جنوب لبنان، فضلا عن انتظار الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني".
وخلال المؤتمر الصحافي مع شولتس، قال بايدن إن مقتل السنوار يشكّل فرصة أمام "إطلاق مسار للسلام" في الشرق الأوسط و"مستقبل أفضل في غزة بدون حماس".
وفي ذلك، أشار القواص إلى وجود "حراك قد بدأ في العواصم الغربية عن ضرورة إنهاء الحرب في ضوء مستجد مقتل السنوار، لكن التصريحات الصادرة مازالت سطحية".
وأضاف "ربما مجيء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، قد يحمل جديدا من الولايات المتحدة، بناء على هذا الحدث."
ويُـتوقع أن يبدأ رأس الدبلوماسية الأمريكية جولة خلال الأيام المقبلة ستكون العاشرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، حيث كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن واشنطن تريد استئناف المحادثات بشأن مقترح لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة، معتبرا أن مقتل السنوار "حدث مزلزل".
ماذا عن موقف نتنياهو؟
وذهب العديد من الخبراء إلى ترجيح أن مقتل السنوار قد يعزز الآمال في إعادة إحياء المفاوضات المتوقفة والرامية إلى التوصل لاتفاق سعى إليه بايدن طويلا لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن.
بيد أنه في المقابل، قال البعض إن مثل هذه النتيجة ليست مؤكدة على الإطلاق، إذ أن بايدن يواجه صعوبات متتالية ومتشابكة في الشرق الأوسط في ضوء استمرار القتال في جنوب لبنان وتصاعد التوتر بين إسرائيل و إيران.
ونقلت رويترز عن جوناثان بانيكوف، النائب السابق لمسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، قوله إن "وفاة السنوار من شأنها أن توفر فرصة جديدة للرئيس بايدن للدفع مرة أخرى نحو تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ومن شأنها أن تزيد الضغوط على نتنياهو من أجل القيام بذلك".
وأضاف بانيكوف أن "إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية من عدمه سوف تعتمد على الزعيم الجديد لحماس- وعلى استعداد نتنياهو للإعلان أخيرا عن النصر وإبرام اتفاق".
وقال بعض المحللين إن نتنياهو قد يفضل الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن في يناير/كانون الثاني المقبل وتجربة حظوظه مع الرئيس المقبل سواء المرشحة الديمقراطية نائبة بايدن كاملا هاريس أو منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي تربطه بنتنياهو علاقات وثيقة.
وفي مقابلة مع DW عربية، قال الباحث السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي، محمد السطوحي، إن نتنياهو "لن يقبل بوقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية."
حماس ما بعد السنوار
وأكدت حماس مقتل يحيى السنوار، رئيس مكتبها السياسي الذي تولى المسؤولية عقب مقتل إسماعيل هنية في تموز/يوليو في طهران.
وحاول خبراء رسم سيناريوهات حيال تأثير مقتل السنوار على مستقبل حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وفي مقابلة مع DW، قال نيل كويليام، زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز تشاتام هاوس، إن مقتل السنوار "يعد بالتأكيد ضربة لحماس نظرا للدور المهم الذي لعبه داخلها".
لكنه أشار إلى أن حوادث مقتل قادة من حماس في السابق "لم تفعل الكثير لتقويض إرادة حماس وقدرتها على محاربة إسرائيل"، مضيفا "سوف تتعافى حماس من خلال الاعتماد على جيل جديد من القادة وإعادة تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية وجذب الشباب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية الذين تعرضوا لمعاملة وحشية بسبب الصراع مع إسرائيل".
بيد أن السؤال الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن سيكون مفاده: ما هو تأثير مقتل السنوار على قدرة حماس في الانخراط في مفاوضات الهدنة المتوقفة في الوقت الراهن؟
وفي تعليقه، قال الباحث السياسي محمد القواص إن السنوار "كان أقرب إلى إيران لأنها كانت تدفعه وتؤمن له الإمكانات التي كان يريدها من أجل مواجهة إسرائيل".
وأضاف "اليوم، أن تنتقل مسؤولية مفاوضات (الهدنة) إلى قيادات حماس في الخارج، فهذا يعني أن هذه المفاوضات ستخضع لحسابات الخارج أيضا، لأن كل هذه القيادات في الخارج متأثرة بالعواصم التي تتواجد فيها. ربما من خلال هذه العواصم بإمكان (حماس) أن تقدم تنازلات وتبدأ سياسة جديدة. ويجب انتظار موقف إيران التي تمتلك أيضا تيارا كبيرا داخل حماس".