مصر وإسرائيل- سلام صعب بعد 40 عاما من اتفاقية كامب ديفيد
في سبتمبر/ أيلول 1978 وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية سلام أنهت حالة الحرب بينهما وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها. الاتفاقية لم تحظ بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
سلام صعب
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977 وصل الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن واقترح في الكنيست عقد سلام "عادل ودائم" في كل المنطقة. لكن اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها فيما بعد لم تلق التأييد من العرب الذين رأوا فيها آنذاك "خيانة" للقضية الفلسطينية، لاسيما وأن منظمة التحرير الفلسطينية ظلت خارج اللعبة.
زيارة مفاجئة إلى القدس
خلال زيارته إلى القدس صافح السادات صافح أعداءه اللدودين ثم أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن. وكانت الزيارة تاريخية لأن كل الاتصالات المصرية الاسرائيلية كانت سرية. في الصورة بيغن يهمس في أذن السادات خلال مأدبة عشاء بفندق الملك داوود بالقدس في الـ 20 من نوفمبر 1977.
مفاوضات تمهيدية شاقة
مناحيم بيغن وأنور السادات يتصافحان وفي الوسط الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في الـ 17 سبتمبر 1978 بكامب ديفيد. وكان الرجلان قد شاركا قبلها طوال 13 يوما في محادثات لبلورة إطار اتفاقية للسلام في الشرق الأوسط يتم التوقيع عليها في الشهور الثلاثة التالية. وخلال القمة نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى.
توقيع أذهل العالم
السادات وبيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر يوقعون على اتفاقية كامب ديفيد التي كادت أن تفشل. وبدأت القمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر في كامب ديفيد مقر الرؤساء الأمريكيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مائة كيلومترا عن واشنطن. ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.
رعاية أمريكية لاتفاقية صعبة
كارتر يتبادل أطراف الحديث مع السادات في كامب ديفيد، حيث تم التوقيع على اتفاقية السلام التي تنص في مقدمتها على أن "القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين اسرائيل وجيرانها هي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بكل أجزائه". وتحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني "إطار للسلام في الشرق الأوسط" و"إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل".
جائزة نوبل للسلام
في تشرين الثاني/ نوفمبر منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن لأنهما "كسرا الجليد الذي كان يفصل بين شعبيهما". وفي 26 آذار/ مارس 1979 وقع السادات وبيغن أول معاهدة سلام عربية اسرائيلية استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء عام 1982.
اتفاقية مرفوضة شعبيا
رأت الدول العربية في المعاهدة "سلاما منفردا" وشكلا من الخيانة، لاسيما تجاه الفلسطينيين. وقد قطع العرب علاقاتهم مع مصر التي عُلقت عضويتها في الجامعة العربية. وفي تشرين الأول/ اكتوبر 1981 تم اغتيال أنور السادات الذي كان يواجه انتقادات حادة في بلده. وفي عام 1994 أصبح الأردن ثاني بلد عربي يقوم بتطبيع علاقاته مع اسرائيل.