مصر: لمن تذهب أصوات مؤيدي المرشحين الخاسرين في الإعادة؟
٣١ مايو ٢٠١٢أسفرت نتيجة الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية عن وجود جولة إعادة بين الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء لمبارك، والدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. هذه النتيجة وضعت مؤيدو المرشحين الخاسرين لاسيما مؤيدو حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى أصحاب المراكز الثلاثة التالية بالترتيب، في حيرة من أمرهم إذا ما كانوا سيصوتون لصالح أحد مرشحي الإعادة أو سيمتنعون عن التصويت.
"صوتنا لمرسي بشروط"
"سأذهب لأصوت لمرسي بالطبع فلا يمكن أن نقبل عودة النظام السابق المتمثل في شفيق"، بهذه الكلمات بدأ مصطفى عبد اللطيف، عضو حملة عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسية، حديثه مع DW عربية. "حتى الآن لم تقرر الحملة موقفا رسميا تجاه المرشحين ولم يخبرنا أحد بشيء لكن الدكتور أبو الفتوح أعلن دعمه لمرسي على حسابه بتويتر"، يقول عبد اللطيف. ورغم إعلانه الصريح عن تحيزه لمرشح حزب الحرية والعدالة عبر عبد اللطيف عن مطالبته وأعضاء الحملة المرشح مرسي وجماعة الإخوان المسلمون بتقديم ضمانات حقيقية للقوى الثورية بعدم الإقصاء أو انفراد الجماعة بالحكم، على حد تعبيره.
ولم يختلف ما قالته صفاء سليمان، إحدى مؤيدي مشروع مصر القوية لحملة أبو الفتوح، في حوارها مع DW عربية عن ما قاله عبد اللطيف حيث طالبت بتقديم جماعة الإخوان لضمانات حقيقية ملموسة تشعر قوى الثورة برغبة الإخوان الجادة في التوحد الوطني. "لطالما قالت الجماعة وعود ولم تفي بها وذلك لا نستطيع أن نقبله في هذا الوضع الحرج الذي نمر به فإما ضمانات ملموسة وإلا ستتحول الجماعة لحزب وطني جديد". وعبرت سليمان لـDW عربية عن رفضها لشفيق بكل حال من الأحوال متمنية أن يعطيها مرسي وجماعته السبب المقنع لانتخابهم وإلا فستمتنع عن التصويت.
"في كل الأحوال الوضع سيء لكننا لا نستطيع أن نضع يدنا في يد ملوثة بالدماء" يقول محمد شاكر، أحد المتحمسين و المؤيدين لأبو الفتوح لـDW عربية. وعبر شاكر في حواره عن نيته التصويت لمرسي دون شروط، لكنه في ذات الوقت تمنى أن يُقدم مرسي على تعيين "حكومة مدنية ائتلافية" وألا تكون السلطة كلها في يد الجماعة، على حد تعبيره.
"الامتناع عن التصويت القرار الأقرب"
أما مويدو المرشح الخاسر حمدين صباحي، فقد كان قرار الحملة بعدم دعم أي من المرشحين في الإعادة يتوافق مع معظم أراء مؤيديه. "غالباً سوف أمتنع عن التصويت فالخياران أسوء من السوء ولا أستطيع أن أعطي صوتي لأي منهما". ويقول عمرو جمال، أحد مؤيدي المرشح الناصري: "قرار الحملة جاء في محله فكلاهما لا يستحق تأييدنا".
وترى مريان ماهر، إحدى المشاركات في الدعاية لصباحي، أن فرص مرسي ستتضائل إذا لم يصوت له مؤيدي صباحي وأبو الفتوح وتقول في حوارها لـDW عربية "لنكن واقعيين صباحي وأبو الفتوح حصدا أغلبية الأصوات إذا ما جمعنا ما حصلا عليه سويا ورغم حزني على عدم توحدهم إلا أن الوضع الحالي يقول إن من يستطيع استقطاب مؤيدي هؤلاء سيفوز بالإنتخابات". وعن موقف صباحي وحملته في عدم دعم أي من المرشحين ترى ماهر أنه الموقف الصائب حالياً ليترك كل شخص يختار من يراه اقل سوءاً من وجهة نظره. "بالنسبة لي ورغم ميولي الثورية، أرى أن شفيق قد يكون أفضل من مرسي فكيف لبرلمان من الإخوان أن يراقب حكومة من الإخوان عينها رئيس من الإخوان؟!"
وعلى الجانب الآخر، عبر محمد عماد، أحد الشباب الذين اشتركوا بمجهود شخصي في الدعاية لصباحي طوال فترة الانتخابات، في حواره مع DW عربية عن إحباطه من النتيجة التي آلت اليها الانتخابات لكنه أيد قرار الحملة الرسمية لصباحي بعدم دعم أحد في جولة الإعادة. "لقد تحطم الحلم في جميع الأحوال ولم يتبقى أمامنا سوى الكوابيس ولن يفرق الآن اختيار اي من الكابوسين". ويعتقد عماد رغم ذلك أن أنصار صباحي سيختار أغلبيتهم الإمتناع عن التصويت أو إبطاله بينما قد يتجه القليل سواءا لمرسي كآخر أمل متاح للحفاظ على الثورة أو إلى شفيق خوفاً من الدولة الإخوانية، على حد تعبيره.
"مرحباً بشفيق ولا للإخوان"
أما بالنسبة لفريق المرشح الذي حل في المركز الخامس عمرو موسى، فرغم بقاء حملة تأييد مرشحهم على الحياد إلا أن دعم الفريق شفيق يعتبر الأقرب بنسبة كبيرة لكثير منهم. "لا لدولة الإخوان مهما حدث" تقول منال مصطفى، إحدى مؤيدي موسى، لـDW عربية. "ما بين شفيق ومرسي سأختار بالطبع شفيق فهو رجل يمثل الدولة المدنية، أياً كانت خلفيته". وعلى نفس المنوال سارت نهى جمال معلنة تأييدها لشفيق في جولة الإعادة للانتخابات المصرية "انتخبنا موسى لإرساء قواعد الدولة المدنية والآن اصبح الأمر في يد الفريق أحمد شفيق لن نسمح بتسليم الدولة للإخوان".
ولم يحيد صلاح عزمي، سائق الأجرة الذي كرس سيارته للدعاية لعمرو موسى من خلال تعليق صورة وإعطاء الزبائن نسخة من برنامجه، عن ما قاله سابقيه فقال في حواره لـDW عربية "كنت شديد التعصب لعمرو موسى فقد كان الأصلح بكل المقاييس لكن الله لم يرد له النجاح والآن هدفنا الرئيسي هو منع الإخوان من الوصول إلى كرسي الحكم حتى لا نعود لعصر الجاهلية". ويرى عزمي أن القدر كان رحيماً بالمصريين،على حد تعبيره ، بوجود شفيق في الإعادة حيث كان متخوفاً من اقتصار الإعادة على أبو الفتوح ومرسي "الآن لا يسعني إلا أن أقول، نعم وألف نعم لأحمد شفيق".
أحمد حمدي-القاهرة
مراجعة: هبة الله إسماعيل