مصر: حرب في الفضاء الإلكتروني بموازاة المظاهرات في الشوراع
٢٧ سبتمبر ٢٠١٩"الموضوع مش مستاهل خالص"، أول تعليق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مستهل يوم وقبل ساعات من مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة مرتقبة. صفحة الرئيس المصري على موقع "فيسبوك" نشرت صباح اليوم الجمعة (27 أيلول/ سبتمبر) فيديو تحت عنوان "جانب من استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي عند وصوله أرض الوطن بعد مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
بدأ السيسي كلامه بالتقليل من أهمية المظاهرات المرتقبة. وفيما ركزت الكاميرا معظم الوقت على الرئيس المصري والصف الأول من مستقبليه الذين كان من بينهم رجل دين مسلم وآخر مسيحي، استمرت أصوات الهتافات في خلفية الفيديو، الذي وصفته وسائل إعلام قريبة من الحكومة بأنه "استقبال شعبي حاشد".
السيسي أكد في الفيديو المصور على الأرجح بالقرب من مطار القاهرة، أن هناك "محاولة لتزييف الحقائق وخلق صورة مغايرة للواقع" مؤكدا أنه عندما يطلب نزول الناس (مؤيديه) إلى الشارع، فلن يقبل بأقل من نزول الملايين كما حدث يوم التفويض (03 تموز/ يوليو 2013).
مؤيدو السيسي رحبوا بالتصريحات وبتعليقه على الأحداث:
واستخدمها آخرون للرد على أخبار تم تداولها في الأيام القليلة الماضية..
فيما فسرها المعارضون بشكل آخر:
الفيديو دفع بعض المغردين لطرح أسئلة أخرى:
المشاهير.. سلاح في يد النظام
ومع اندلاع مظاهرات غير مسبوقة في مصر ضد الرئيس السيسي والتي حركتها مقاطع فيديو للمقاول والممثل المصري، اتهم فيها السلطات بإهدار المال العام، تبدو "حملات التأييد" مشابهة كثيرا لما حدث خلال الاحتجاجات على حكم مبارك. فالاعتماد على رسائل التأييد من مشاهير الفن والرياضة، بدا واضحا خلال الأسابيع الماضية وأثار الكثير من الجدل.
ومن أبرز "فيديوهات التأييد"، كان الفيديو المسجل لوالد لاعب كرة القدم الشهير محمد صلاح والذي وضع الكثير من علامات الاستفهام وأثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية. والد صلاح سجل رسالة مرتين وبدا وكأنه يقرأ من ورقة مكتوبة أمامه. الفيديو القصير لوالد اللاعب الشهير أثار موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي:
مغردون رأوا في الفيديو حالة من القهر والإجبار
وآخرون ربطوا الواقعة، بعدم تصويت الاتحاد المصري لمحمد صلاح في مسابقة أفضل لاعب في العالم:
نتائج عكسية لحملات التأييد؟
بعض أشكال التأييد من المشاهير أثارت جدلا آخر بعيدا عن الموقف السياسي، كفيديو الراقصة فيفي عبده الذي انهالت فيه بالشتائم النابية على المعارضين، لتعود وتعتذر عن الألفاظ التي استخدمتها في الفيديو وتبرر ذلك، بأنها لم تكن في وعيها بسبب خوفها على مصر.
كليب الممثل محمد رمضان "هما عايزينها فوضى" أثار هو الآخر حالة من الجدل، إذ أنه هجوم واضح على المقاول محمد علي. ما لفت انتباه رواد وسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن محتوى الأغنية، بعد أن تجاوز عدد علامات عدم الإعجاب "الديسلايك" بالأغنية علامات الإعجاب "اللايك" بها، والتي سجلت أكثر من مليوني مشاهدة خلال ساعات قليلة، قام رمضان بوقف تفعيل رصد علامات الإعجاب وعدم الإعجاب.
فيما تداول عدد من المغردين لقطات مصورة قديمة لما قالوا إنه محمد رمضان وهو في ميدان التحرير 2011.
حرب السوشال ميديا
في الوقت نفسه تواصلت وبقوة حرب الوسوم والتعليقات بين المؤيدين والمعارضين على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى تويتر تواصلت وسوم: #ارحل_يا_سيسي و #جمعة_الخلاص و #انت_انتهيت_يا_سيسي، في مواجهة وسوم #لا_للفوضى و #تفويضنا_للسيسي_تاني و #تحيا_مصر.
وبعيدا عن سخونة الحرب المشتعلة على الفضاء الالكتروني، تتجه أنظار المؤيدين والمعارضين والمراقبين في الداخل والخارج إلى مصر، للوقوف على الحجم الحقيقي للرفض والتأييد للسيسي.
ا.ف/ ع.ج