مصر تشهد أسوأ يوم دموية منذ عقود وفيسترفيله يدعو لتحقيق مستقل
٨ يوليو ٢٠١٣أمر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بفتح تحقيق في أعمال العنف التي أوقعت 42 قتيلا على الأقل فجر اليوم الاثنين (8 تموز/ يوليو 2013) خلال تظاهرة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة كما ذكر التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون إن "رئيس الجمهورية كلف لجنة قضائية بالتحقيق في الأحداث التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري". وكان منسق جبهة الإنقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، محمد البرادعي والجبهة طالبا في وقت سابق بفتح تحقيق في هذه الأحداث.
وارتفعت حصيلة ضحايا الأحداث، وقال رئيس هيئة الاسعاف المصرية ان عدد القتلى في أحداث دار الحرس الجمهوري إرتفع الى 51قتيلا. وقال محمد سلطان ان عدد الجرحى بلغ 435 مصابا. وقال الجيش ان "جماعة ارهابية" حاولت اقتحام دار الحرس الجمهوري. وحملت جماعة الإخوان المسلمين الجيش مسؤولية "الجريمة البشعة" بحق مناصريها. في صرح التلفزيون المصري الرسمي نقلا عن القوات المسلحة قولها في بيان، إن "مجموعه إرهابية مسلحة" حاولت فجرا اقتحام نادي ضباط الحرس الجمهوري وإن ضابطا قتل وأصيب 40 آخرون.
"جبهة أحرار الإخوان" تحمل الجماعة المسؤولية
وفي تطور موازٍ، حملت "جبهة أحرار الإخوان" المنشقة عن قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر كلا من محمد بديع مرشد الجماعة والداعية صفوت حجازى مسؤولية أحداث "الحرس الجمهوري. وكانت الجبهة قد أعلنت يوم أمس الأحد انشقاقها عن قيادات الجماعة "التي تدعونا إلى ما هو يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن".
ووجهت الجبهة في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سؤالها لبديع وحجازي: "أليس هؤلاء أبناؤكم .. بالله عليكم كيف تجرؤون على الإجهاز على حياتهم وأمن وطننا، قلتها يا د. صفوت وأشعلت الحماس في صدورهم ثم مضيت ولم تتواجد وما تواجد إلا إخواننا يتلقون الرصاص في صدورهم".
ودعت الجبهة شباب الجماعة للانضمام إليها، وأضافت: "نعلنكم خارجون عن تعاليم الدين والسنة. اليوم نحملكم دماء إخواننا وكل دماء مصرية أريقت على الأرض في فتنة أشعلتموها". وفي وقت سابق من صباح اليوم الاثنين، قامت السلطات الأمنية بإغلاق مقر الإخوان، بعد أن تم ضبط أسلحة وذخائر داخل المقر، حسبما أفاد مسؤول أمني رفيع لوكالة فرانس برس.
فيسترفيله يدعو لإجراء تحقيق مستقل
ومن جهته أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن صدمته إزاء إطلاق نيران أمام دار الحرس الجمهوري فجر اليوم الاثنين والذي اسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وطالب فيسترفيله بإجراء تحقيق مستقل في هذه الواقعة مشيرا إلى أن هناك "قلقا كبيرا" من إمكانية حدوث مزيد من التصعيد للعنف في مصر. ودعا فيسترفيله كل المسؤولين إلى التصرف بتعقل ونبذ كل أشكال العنف. وكان الادعاء العام المصري أعلن عن فتح باب التحقيق مع 200 من المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم في أعقاب هذه الأحداث التي أودت بحياة 42 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وقد حذرت الحكومة الألمانية رعاياها من الرحلات السياحية النيلية في مصر في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر في الوقت الحالي. وأوصت الخارجية اليوم الاثنين المواطنين الألمان رسميا و"بشكل ملح" بتجنب القيام برحلات سياحية في مدينتي الأقصر وأسوان. كما حذرت الخارجية في آخر تحديث لدليلها السياحي الخاص بمصر رعاياها من القيام برحلات سياحية لأماكن على الحدود المصرية الإسرائيلية وشمال سيناء. واعتبر دليل الخارجية الألمانية المناطق السياحية المصرية على البحر الأحمر آمنة.
ومن جهتها حذرت منظمة هيومن ريتش ووتش، من أي إجراءات تعسفية أو انتقامية بحق جماعة الإخوان المسلمين وقادتها. وجاء في بيان نشرته المنظمة االحقوقية الاميركية غير الحكومية، على موقعها الالكتروني "أنه يجب العودة إلى المواثيق الدستورية والعمل والالتزام بحقوق الإنسان"، بما في ذلك السماح لقادة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين من ممارسة نشاطهم السياسي بما في ذلك حرية التعبير.
و.ب / م. س (أ.ف.ب، رويترز)