مشاريع إنمائية ألمانية لحياة أفضل لأهالي قطاع غزة
٢٦ مارس ٢٠١٣لم يمنع الانقسام الفلسطيني الداخلي من استمرارية المنح والتعاون الألماني في الضفة الغربية وقطاع غزة. بصمة المشاريع الألمانية وجدتها DWعربية حاضرة في قطاعات مختلفة في قطاع غزة. وما يعزز هذا الدعم الألماني زيارات متكررة لغزة من وزراء في الحكومة الألمانية ووفود من مؤسسات ألمانية مانحة هدفت للتنمية المُستدامة وتعزيز القوى المعتدلة. وفى إطار زيارته لقطاع غزة في نوفمبر/تشرين ثان 2010 وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، وضع حجر الأساس لمشروع اكبر محطة معالجة للمياه العادمة بمنطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة. وأكد في حينه" أن فلسطين نقطة محورية للدعم الفني الألماني وتحظي بأعلى نسب دعم فني قياسا إلى نسبة السكان". إذ تم مؤخرا افتتاح هذه المحطة، فضلا على مشاريع مانحة في قطاع الزراعة والمياه العادمة والتخلص من النفايات وخلق فرص عمل لتشغيل الأيدي العاملة عبر بناء المدارس، و دعمٍ لجامعاتٍ ومستشفياتٍ ومؤسساتٍ مدنية في غزة. ويتضح أن ألمانيا الاتحادية من أكبر المانحين لمشاريع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" في الأراضي الفلسطينية.
البنية التحتية ومعالجة المياه العادمة
يحظي قطاع غزة بدعم ألماني لافت لقطاع المياه. وخلال تجوالنا رصدتDWعربية مشروع محطة معالجة المياه العادمة بمنطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة. مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق اعتبر هذا المشروع من المشاريع ذات الأهمية الكبرى" إذ يهدف إلى وقف الضخ العشوائي والمباشر لكميات الصرف الصحي غير المعالجة إلى شاطئ بحر مدينة غزة، والتقليل من تلوث مياه البحر والبيئة الناجم عن ضخ مياه الصرف الصحي إلى وادي غزة من المحافظة الوسطى، وستعمل على رفع وتحسين مستوى كفاءة التشغيل والأداء من محطة المعالجة في مدينة غزة، مما سيمكننا من إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة وحقن الخزان الجوفي". وزير التنمية الألماني ديرك نيبل الذي افتتح المشروع في مؤتمر صحفي لفت إلى أن هذا المشروع جاء بعد تعهد بلاده بتقديم 150 مليون يورو من خلال مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد عام 2009لدعم احتياجات قطاع غزة. وأشار نيبل إلى تعهد ألمانيا بتقديم 50 مليون يورو لتنفيذ مشروع آخر لمحطة المعالجة المركزية الواقعة شرق البريج لتأمين معالجة الصرف الصحي مضيفا:" سنعمل ليس فقط في غزة بل بالمحافظة الوسطى بأكملها لمدة 25 سنة قادمة". وشدد الوزير نيبل على أنه "لا بديل عن الاستثمار والبني التحتية في قطاع غزة لأن الشبان في القطاع يحتاجون إلى عملية بناء مستقبلهم..ولذلك التنمية الألمانية تساعد في تنمية الصغار".
بناء مدارس ..ومنح دراسية
خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008-2009 دُمرت الكثير من المدارس. DW عربية رصدت العديد من المدارس التي بُنيت بعد الحرب بدعم ألماني، اتضح هذا خلال لافتات وحجر أساس على مداخلها
تشير بتبرع الحكومة الألمانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من اجل بناء هذه المدارس وتبرع مماثل لها لبرنامج التغذية المدرسي بقيمه 2,8 مليون دولار لأكثر من مائتي مدرسة تابعة للأونروا في مختلف أرجاء قطاع غزة. وعلى صعيد الدعم الألماني للتعليم في جامعات غزة يُشيد الدكتور سامي مصلح نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المؤسسة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD) في دعم الجامعات الفلسطينية في مجالات متعددة. مؤكداً أن جامعة الأزهر تولي أهمية كبيرة للمنح الدراسية والزيارات والبحوث العلمية الألمانية "وتعمل جاهدة من أجل استفادة اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من هذه المنح ليحصلوا على فرص أفضل وتعليم أرقى". يوافق هذا الراى الدكتور كمالين شعث رئيس الجامعة الإسلامية في غزة الذي أثنى على العلاقات الوطيدة التي تربط الجامعة بمؤسسة (DAAD) الألمانية "التي تنم عن صور الشراكة الناجحة والمثمرة للجامعة والمؤسسة سواء تعلق الأمر بالمنح الدراسية أو اتفاقيات التعاون أو ورش العمل المشتركة".
تمويل مشاريع المؤسسات المدنية
للجمعيات والمؤسسات المدنية نصيب في الدعم الألماني. ومن خلال زيارات ميدانية لـDWعربية لبعضٍ من تلك المؤسسات وُجِدَ نشاط ملحوظ في سلسلة من الدورات والندوات والزيارات والأنشطة المختلفة ضمن مشاريع ألمانية داعمة. منها تمويل لجمعية أطفالنا للصم والمهمشين في قطاع غزة من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون والإنماء الاقتصادي BMZ، من خلال مؤسسة CBM. مشروعٌ يُنَفَذ ما بين شهر أغسطس 2012- ديسمبر 2014 لدورات في التأهيل المهني في مجالات الأعمال الخشبية والرسم على الفخار و فن الطهي وتصميم المنتجات والسيراميك والتصوير وصناعة الفضيات ومحو الأمية وأساليب الصحة والتغذية السليمة . ويهدف هذا المشروع وفق القائمين عليه " إلى تمكين مجتمع الصم والمهمشين من تطوير قدراتهم وإكسابهم حرف مهنية تساعدهم على زيادة فرصهم في سوق العمل". إلى ذلك مؤسسة التعاون الدولي الألماني GIZ تدعم مشاريع وأنشطه تعليمية وترفيهية ودورات وندوات وبرامج للصحة النفسية للأهالي والأطفال تساهم في تطوير قدرات الطفل المختلفة ومن أجل تطوير العمل النفسي الاجتماعي بما يتلائم مع الثقافة والبيئة الفلسطينية.
وفود طبية ألمانية تُجرى عمليات نوعية
لم تنقطع الوفود الطبية الألمانية عن قطاع غزة. ووفقا لأطباء في مشافي الشفا والقلب والأوعية الدموية التابع لجمعية الخدمة العامة، وغزة الأوروبي أفادوا لـDWعربية أن عددا من الأطباء الألمان اجروا عمليات جراحية نوعية في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري وجراحة الأطفال والتخدير وعمليات الأوعية الدموية مثل "عملية قسطرة لمجرى الدمع وتوسيع قنوات الدموع دون استخدام المشرط الجراحي". ووفقا لهذه المشافى فان هذه العمليات أسهمت في تخفيف عناء السفر على المرضي."وان الوفود الطبية الألمانية قامت بتدريب الطاقم الفلسطيني المختص على إجراء مثل هذه العمليات".