مسقط في انتظار افتتاح الجامعة الألمانية للعلوم التقنية
٢٨ مايو ٢٠٠٧منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وما ترتب عليها من نتائج تراجع إقبال أبناء دول الخليج العربي على الدراسة في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، غير أنه في الوقت ذاته ازداد احتياج دول الخليج إلى أشخاص من ذوي المؤهلات العليا وزادت الرغبة في استبدال العمالة الأجنبية بشباب من أبناء الدولة نفسها. وهو ما وجه أنظار هذه الدول إلى إمكانية بناء جامعات عالمية مشتركة لإيصال العلم إلى أبناء الخليج داخل أوطانهم.
وفي هذا السياق وفي 27 ديسمبر/كانون الثاني 2006 تم توقيع عقد تأسيس جامعة عمانية ألمانية خاصة لعلوم التكنولوجيا بين جامعة آخن التقنية بولاية راينلاند ويستفاليا ومجموعة من الممولين العمانيين. هذا ومن المقرر أن تبدأ الدراسة في هذه الجامعة مع قدوم خريف 2007.
الجامعة الألمانية الأولى في منطقة الخليج
وعن الهدف من إنشاء هذه الجامعة قالت باربارا شتويبله، عالمة الفيزياء السويسرية والمستشارة في وزارة التعليم العالي في سلطنة عمان ومديرة مشروع الجامعة الألمانية العمانية، في حديث لدويتشه فيله: "هناك العديد من الجامعات المتنوعة في المنطقة. فهناك مؤسسة قطر، التي تشمل جامعات أمريكية وإنجليزية، وفي أبو ظبي تم افتتاح فرع لجامعة السوربون الفرنسية، ودبي تعتبر سوقاً مفتوحة للهيئات التعليمية. ونحن نريد أن نجد مكاننا وسط هذا المجتمع التعليمي الدولي. وجامعتنا تعتبر الجامعة الألمانية الأولى في منطقة الخليج". وتعد الجامعة العمانية رابع الجامعات الألمانية في العالم العربي، لكنها أولى الجامعات الألمانية في دول مجلس التعاون الخليجي.
شهادة معترف بها دولياً
وقد تم التخطيط لإنشاء هذه الجامعة التقنية بالتعاون بين الحكومة العمانية وجامعة آخن التقنية، وأقيمت مكاتب الجامعة في العاصمة العمانية مسقط. وتشمل الجامعة أقساما ذات إقبال كبير مثل تكنولوجيا المعلومات والسياحة، كما تشمل أيضاً تخصصات هامة لتطوير السلطنة، مثل التخطيط الإقليمي وتخطيط المدن والجيولوجيا. وفي هذه الأقسام يعتمد التدريس في الجامعة بشكل أكبر على الأسلوب العملي ودعم الأبحاث في المجالات المختلفة. وتعد جامعة آخن مسؤولة عن وضع المناهج وعن أسلوب التعليم كما تعد مسؤولة أيضاً عن الشهادة التي يحصل عليها الطلبة، كما تؤكد شتويبله. وهذا التعاون يسمح للطلاب بإكمال تعليمهم في أوروبا، حيث إن الشهادات التي يحصلون عليها معترف بها على المستوى الدولي.
الكفاءة هي الأهم
تبدأ الجامعة في سبتمبر/أيلول من هذا العام في استقبال الدفعة الأولى من الطلبة بها، ولا تتوقع شتويبله أن يكون عدد الطلبة المنتسبين للجامعة كبيراً منذ البداية، فالجامعة تهتم بالدرجة الأولى بكفاءة الطلبة الملتحقين بها وليس بكثرة عددهم. كما أن القائمين على الجامعة يطمحون بأن تجذب هذه الجامعة الطلبة من المنطقة كلها، وفي هذا الإطار تقول باربارا شتويبله: "نأمل بأن يصل عدد الطلبة إلى 2000 طالب مع نهاية المرحلة الأولى، وبالطبع من المتوقع أن يكون كلهم في البداية من سلطنة عمان، لكن جامعتنا جامعة دولية، ونتمنى أن تنجح في جذب طلبة من المنطقة كلها وأيضاً من الهند وإفريقيا".