مسابقة البوبز العالمية للمدونات: اختر مرشحك الآن!
٢ أبريل ٢٠١٤وصل مسابقة البوبز العالمية للنشاط الإلكتروني لهذا العام/ Bobs 2014 ترشيحات جديدة بأفكار مختلفة، كما كان الحال في العام الماضي. وما زال المدونون والصحفيون حول العالم يعانون من قيود الرقابة. أما فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية فقد دفعت الكثير من المبرمجين للعمل على أفكار جديدة من أجل تطوير أساليب للتشفير وشبكات اتصال جديدة.
ورغم أن تظاهرات الصيف الماضي في تركيا ما تزال حاضرة، إلا أن الوضع في أوكرانيا حاز على قدر كبير من النشاط الإلكتروني في هذه الآونة. أما في آسيا وأفريقيا فتبرز الإبداعات التقنية، التي تساهم في تسهيل وصول المعلومات إلى المستخدمين.
ما يميز مسابقة البوبز أن الكثير من المدونات والمواقع والحملات الإلكترونية أنشأها أشخاص يعانون من الملاحقة والانتقام والسجن في بلدانهم. ولذا يعتبر الإنترنت ملاذاً أخيراً وفضاء حراً بالنسبة لهم، سواء للمدافعين عن حقوق المرأة في العالم العربي أو المعارضين للحكومة في الصين. والكثير من النشطاء يعملون على إيجاد خدع جديدة لتخطي عقبة الرقابة وحجب الإنترنت. ومع ذلك ما تزال السلطات الأمنية تتبع آثار نشطاء العالم الافتراضي. وخلال مسيرة مسابقة البوبز طوال السنوات العشر الماضية لم يتوقف الأمر على اختفاء بعض المدونات المرشحة لجوائز المسابقة، بل وصل الأمر إلى حد اعتقال بعض الفائزين بالجائزة. هذا إضافة إلى اختطاف الناشطة الكوبية يواني سانشيز وتعذيبها وتهديدها، بعد الانتقادات التي نشرتها على مدونتها (Generaciَn Y) للوضع في كوبا ولنظام كاسترو. وكانت يواني قد فازت بجائزة البوبز عام 2008 ولم تستطع استلام الجائزة إلا في العام الماضي. لأنها كانت ممنوعة من السفر.
المرشحون
وصل مسابقة هذا العدد أكثر من ثلاثة آلاف ترشيح، وبعد أن قام أعضاء لجنة التحكيم العالمية الـمؤلفة من 15 حكاماً باختيار أفضل الترشيحات التي ستخوض المرحلة الأخيرة من المسابقة، جاء الآن دور المستخدمين للتصويت للمرشحين الموزعين على عشرين فئة، أربع عشرة منها موزعة على اللغات. أما الفئات الست الأخرى فتشترك فيها جميع اللغات. وهنا سيتم اختيار أفضل مدونة وحملة على الشبكات الاجتماعية أو كذلك أفضل إبداع نوعي.
ومن بين المرشحين لهذا العام الحملة البرازيلية المطالبة بمنح كاشف فضيحة التجسس الأمريكية إدوارد سنودن حق اللجوء في البرازيل، ووصل عدد الموقعين على هذه العريضة إلى أكثر من مليون شخص.
أما تطبيق (Lantern) فهو لتجاوز الرقابة. ولكن يمكن الانضمام إليه فقط بعد أن تصل الدعوة للشخص الذي يرغب في الاشتراك به. ويمكن الوصول إلى جميع المواقع والشبكات المحجوبة عبر أي جهاز كمبيوتر مفتوح.
كما تقدم صفحة (Euromaydan) على الفيسبوك معلومات مفصلة حول الأحداث الجارية في ساحة الميدان وسط كييف. ووصل عدد المعجبين بها إلى أكثر من 300 ألف خلال فترة قصيرة.
وتقوم صفحة (emmabuntus.org) الفرنسية بعرض أجهزة كمبيوتر مستخدمة للبيع بعد إعادة إصلاحها كي يستفيد منها مواطنو الدول الفقيرة.
وتضم فئة أفضل إبداع أصلي إلى جانب الترشيحات السياسية، ترشيحات ممتعة وشيقة. إذ تعرض صفحة (thug-notes.com) مغني هيب هوب يقوم بعرض أعمال ثقافية عالمية من خلال الفيديو من أجل تقديم النصوص الأدبية لعامة القراء بأسلوب مختلف.
جميع المدونات والترشيحات موجودة على موقع المسابقة مع وصف لكل منها بجميع اللغات. وسيبدأ التصويت لصالح المرشحين ابتداء من يوم الثاني من نيسان/ أبريل، ليتم بذلك اختيار الفائزين بجائزة التصويت.
لجنة التحكيم
تمنح لجنة التحكيم جائزتها الخاصة في الفئات الست المشتركة. وسيلتقي أعضاء اللجنة في شهر مايو/ أيار القادم في العاصمة الألمانية برلين ضمن فعاليات مؤتمر الإنترنت العالمي (re:publica) لاختيار الفائزين. وأعضاء اللجنة هؤلاء ملمون بالتدوين ومطلعون على النشاط الإلكتروني، خاصة وأنهم نشطاء وباحثين وصحفيين.
فعضو لجنة التحكيم العربي، طارق عمرو يشارك للمرة الثالثة على التوالي في هذه المسابقة وهو ناشط مصري منذ سنوات. هذا إضافة إلى المدونة الروسية إلينا بوبوفا التي تشارك للمرة الثانية على التوالي، وسيكون أمام بوبوفا مهمة صعبة خاصة وأن الاهتمام التدويني ينصب حول الأزمة الروسية الأوكرانية. ونظراً لاهتمام بوبوفا بالمشاريع والمبادرات الشعبية عبر الشبكة العنكبوتية، أسست عام 2012 مؤسسة خيرية لدعم مثل هذه المشاريع. عن تجربتها تقول بوبوفا: "النشاط الإلكتروني أثبت أن الشعب الروسي ناضج للتغيير. فنحن نساعد بعضنا البعض ويمكننا معاً فعل شيء ما. واستطاعت هذه الثقة زعزعة الدعاية التي تقوم بها الدولة. فمنذ انتخابات مجلس الدوما عام 2011 استطاعت مشاريع الإنترنت تحقيق شيء على الأرض".
ويشارك المدون الكاميروني فلوريان نغيمبيس لأول مرة باللجنة، ويذكر أن مدونته (Kamer Kongossa) فازت بجائزة المستخدمين كأفضل مدونة عام 2012. وهذه المدونة مشهورة بين المدونات الناطقة بالفرنسية في أفريقيا وتنقل قصصاً لا تقتصر على الحياة اليومية من موطنه الكاميرون فقط، بل تنقل أيضاً أحداثاً سياسية هامة.
مشاكل وقيود
إلى جانب الأعضاء الجدد يشارك في اللجنة أعضاء قدماء، سيعملون من خلال خبرتهم الطويلة مع البوبز على منح المدونات التي يكتبها أصحابها في الدول التي تلاحق النشطاء الثقة بأن يكون لهم صوتاً عالميا. ومن بين هؤلاء الإيراني أراش أبادبور، والذي يكتب حول التدوين في إيران باسم مستعار (كمانجير) من كندا. وكذلك شاهيدل ألام البنغالي، فإلى جانب فوزه بجائزة المصور الصحفي، وشهرته العالمية كناشط، عمل على تشكيل هيئة حقوق الإنسان في موطنه بنغلادش. ومنذ العام الماضي يشترك البروفيسور الجامعي الصيني هو يونغ في اللجنة. ولكنه لن يشارك في اجتماع لجنة التحكيم في برلين، بعد أن نصحته السلطات الصينية بعدم مغادرة البلاد.