"مراسلون بلا حدود" تطالب إسرائيل بحظر تصدير برنامج "بيغاسوس"
٢١ يوليو ٢٠٢١دعت منظمة مراسلون بلا حدود المدافعة عن حرية الصحافة، الحكومة الإسرائيلية الأربعاء (21 تموز/يوليو 2021) إلى فرض حظر على تصدير برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طوّرته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية والذي بات في قلب قضية تجسس عالمية مفترضة.
وحصلت منظمة "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية، على لائحة تتضمن خمسين ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص اختارهم زبائن الشركة الاسرائيلية لمراقبتهم منذ 2016. وشاركتهما يوم الأحد الماضي مجموعة من 17 وسيلة إعلامية دولية، من بينها صحف "لوموند" الفرنسية و"ذي غارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت مراسلون بلا حدود في بيان إن "البرمجيات مثل بيغاسوس التي طورتها شركات إسرائيلية تشير بوضوح إلى تورط دولة إسرائيل"، واضافت المنظمة: "حتى لو لم يكن للسلطات الإسرائيلية سوى دور غير مباشر، لا يمكنها الهروب من مسؤوليتها".
وصرح كريستوف ديلوار الأمين العام لمراسلون بلا حدود في هذا البيان: "ندعو رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى فرض حظر فوري على صادرات تقنيات المراقبة حتى يتم وضع إطار تنظيمي وقائي".
"التصدير فقط إلى جهات حكومية"
ولم يرد الناطقون باسم رئيس الوزراء نفتالي وبينيت ووزير الدفاع بيني غانتس وشركة "إن إس أو" رداً على أسئلة لوكالة فرانس برس الأربعاء، على دعوة "مراسلون بلا حدود" ومقرها فرنسا.
وحسب مصادر فإنه ضمن قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج بيغاسوس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وأكثر من 180 صحافياً في العالم، بما في ذلك وكالة فرانس برس، كانوا على اللائحة واستهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته الشركة الإسرائيلية.
ويسمح البرنامج إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات مالكه.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها لم تطلع على المعلومات التي جمعها زبائن "إن إس أو"، وأضافت أن إسرائيل "توافق على تصدير منتجات إلكترونية حصرياً إلى جهات حكومية لاستخدامها بشكل قانوني وفقط لغرض منع الجرائم والتحقيق فيها ومكافحة الإرهاب". ولا تكشف الشركة عن الحكومات التي تشتري منتجاتها.
إسرائيل "تنظر في" في مزاعم التجسس
لكن مصدراً إسرائيلياً قال إن الحكومة شكلت فريقاً من مسؤولين كبار من عدة وزارات "للنظر في" مزاعم منتشرة حول إساءة استخدام برامج تجسس تبيعها شركة إسرائيلية على نطاق عالمي، مضيفاً أنه من غير المرجح إجراء مراجعة لصادرات الشركة.
وذكر المصدر أن الفريق يقوده مجلس الأمن القومي الذي يرفع تقاريره لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ويضم خبرات أوسع من المتاحة لدى وزارة الدفاع التي تشرف على تصدير برنامج "بيغاسوس" الذي تنتجه شركة "إن.إس.أو".
وقال المصدر: "هذا الأمر خارج نطاق اختصاص وزارة الدفاع"، مشيراً إلى تداعيات دبلوماسية محتملة بعد تقارير إعلامية هذا الأسبوع عن الاشتباه في سوء استخدام برنامج "بيغاسوس" في فرنسا والمكسيك والهند والغرب والعراق. وشكك المصدر، المطلع على تشكيل الفريق الإسرائيلي والذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، في احتمال فرض قيود جديدة على تصدير البرنامج.
بينيت يشيد بـ"البراعة التكنولوجية الإسرائيلية"
وفي مؤتمر لتقنية المعلوماتية الأربعاء في تل أبيب لم يعلق بينيت، الذي جمع ثروته من التكنولوجيا قبل دخول السياسة، على التقارير التي طالت شركة "إن إس أو"، لكنه دافع عن أمن الكمبيوتر الصناعي المزدهر في إسرائيل.
وأشاد بينيت بالبراعة التكنولوجية الإسرائيلية، وقال: "من كل 100 دولار تم استثمارها في الدفاع السيبراني في جميع أنحاء العالم تم استثمار 41 دولاراً منها في شركات الدفاع الإلكتروني الإسرائيلية"، وأضاف: "نحن كحكومة وكأمة علينا الدفاع عن أنفسنا".
وعزا الازدهار المحلي لهذا القطاع إلى وحدات الجيش النخبوية التي تعتبر حاضنة للشركات الناشئة، مؤكداً أن "ما لدينا في إسرائيل هو نواة شباب أذكياء جداً يدخلون الجيش في سن مبكرة جداً، في المخابرات العسكرية، ويتولون مسؤوليات مهمة".
وأشار إلى أن الاهتمام العالمي بالتكنولوجيا الإسرائيلية لا يزال قوياً، وقال إن "عشرات الدول" وقعت مذكرات للحصول على أدوات إسرائيلية للدفاع ضد الهجمات الإلكترونية.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب ، رويترز)