مدونة سورية وراء القضبان وأمها تناشد الرئيس بشار إطلاق سراحها
٢ سبتمبر ٢٠١٠دق عدد من المدونين المتابعين لأوضاع حقوق الإنسان في سوريا ناقوس الخطر لإثارة الانتباه إلى حالة المدونة السورية طل الملوحي التي تم اعتقالها في السابع والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، من قبل أجهزة الأمن السورية. وإذا كان اعتقال المدونين وناشطي حقوق الإنسان "ممارسة عادية" جاري بها العمل في سوريا، فإن ما أثار الانتباه والقلق هذه المرة هو، صغر سنها الذي لا يتجاوز تسعة عشرة عاما، إضافة إلى عدم تعرضها في مدونتها لأي من الموضوعات التي يدخلها النظام السوري في "باب المحرمات"، كقضايا الإصلاح الديمقراطي وحرية التعبير والمشاركة السياسية، كما أكد ذلك لدويتشه فيله كل من الدكتور رياض زيادة مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان والأستاذ في جامعة جورج واشنطن والأستاذ رجب سعد طه الباحث في مجال حقوق الإنسان ومحرر نشرتي "سواسية و "رواق عربي" اللتين يصدرهما مركز القاهرة لحقوق الإنسان.
أم طل الملوحي تناشد بشار الأسد
تلقت أم طل منذ شهور وعودا متتالية لإطلاق سراح ابنتها كان آخرها وعد من أجهزة الأمن السورية بتحقيق ذلك خلال شهر رمضان الجاري، وها هو رمضان يشرف على الانتهاء دون أن يتحقق الوعد، ما دفعها إلى مناشدة الرئيس السوري بشار الأسد علانية للتدخل لإطلاق سراح ابنتها أو على الأقل تزويدها بمعلومات تساعد الأسرة على التعرف على أسباب الاعتقال وخلفياته. واعتبر عدد من الحقوقيين الذين استفسرتهم دويتشه فيله أن فرض تعتيم كامل على عملية الاعتقال ودوافعها، ومنع الأسرة من زيارة طل يعتبر عقابا نفسيا للأسرة أيضا، خصوصا وأنه لم يعرف عن طل أي نشاط سياسي معارض للنظام ما يجعل العائلة والأقرباء في حيرة من أمرهم.
وبعد صبر وطول انتظار قررت أم طل مخاطبة الرئيس الأسد مباشرة عبر وسائل الإعلام للفت انتباهه إلى مصير ابنتها الغامض، آملة في أن تساعد هذه الخطوة في عودة فلذة كبدها إلى البيت قبل حلول عيد الفطر. ولعل ما يلفت النظر في حالة طل هو الطابع العبثي للقبض عليها، والمؤشر الوحيد على أن لاعتقالها علاقة بنشاطها التدويني هو استيلاء أجهزة الأمن السورية على جهاز كومبيوتر لها وجدوه في بيتها أثناء القبض عليها، وهو ما ندد به الدكتور رضوان زيادة ووصفه ب "اعتقال عشوائي لفتاة لم تتجاوز 19 من عمرها".
رسالة مشفرة للمدونين السوريين
وحول مغزى رسالة قوات الأمن السورية بخصوص هذا الاعتقال، قال رضوان زيادة "هذا مؤشر خطير لجهة عدم تشجيع الشباب للاستفادة من مزايا الانترنت الحديث للتعبير عن رأيهم، فاعتقال طفلة بسبب مدونتها سيؤثر بلا شك على الشباب من جيلها". وذهب الباحث الحقوقي رجب سعد طه في نفس الاتجاه مذكرا بحجب السلطات السورية مؤخرا للفيس بوك أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية بذريعة أن "المخابرات الإسرائيلية تستعمله لتجنيد الشباب السوري". وأشار رجب سعد طه إلى ما نقلته نيوزويك الأمريكية مؤخرا إلى أن معتقلي الرأي في سوريا يناهزون حوالي ثلاثة ألف شخص، مضيفا بهذا الصدد "يمكن اعتبار سوريا مكانا تتحقق فيه كل كوابيس النشطاء والمدونين الذين يناضلون من أجل تعزيز حقوق الإنسان فالمحاكمات الصورية الهزلية باتت هي نمط في الحياة السياسية في سوريا".
ويذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود تصنف سوريا ضمن أسوء عشرة بلدان في العالم في مجال الرقابة على الانترنت، ومن حيث الضغط على المدونينين والصحافيين. ويشكل الاعتقال العبثي لطل الملوحي تصعيدا جديدا يهدف إلى ترهيب الشباب ودفعهم إلى الامتناع عن استعمال الشبكة العنكبوتية نهائيا؟ الدكتور رياض زيادة يعتبر أن المستهدف ليسوا رواد الإنترنت فقط وإنما "كل من يهتم بالشأن العام سواء ناشطي حقوق الإنسان أو المحامين أو المدونين أو الصحافيين أو السياسيين، هناك اعتقالات تجري باستمرار.
حسن زنيند
مراجعة: طارق أنكاي