مدريد تسعى بكل الوسائل لمنع الاستفتاء على استقلال كتالونيا
٣٠ سبتمبر ٢٠١٧في إطار سعيها لمنع الاستفتاء على استقلال كتالونيا، أغلقت السلطات الإسبانية أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2315 في كتالونيا بحلول منتصف اليوم السبت (30 أيلول/ سبتمبر) لمنع إجراء استفتاء على استقلال الإقليم، بحسب ما أعلنت مدريد في حين أصر الانفصاليون على الاستمرار بالدفاع عن حقهم في التصويت.
وكان أساتذة وطلاب وناشطون دخلوا 160 مدرسة تم اختيارها كمراكز اقتراع في المنطقة الغنية الواقعة في شمال شرق البلاد للدفاع عن الاستفتاء المنتظر غدا الأحد، في تحد لتحذيرات مدريد.
وقال ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا، انريك ميو، للصحافيين إنه تم إقفال 1300 مركز اقتراع حتى الآن. وأضاف أن 163 من هذه المراكز كان يحتلها مؤيدون للانفصال لدى إغلاقها، ما يعني أنه سُمِح لمن كانوا في داخلها بالمغادرة ولكن لم يسمح لأي أحد بالدخول.
من جهته، صرح رئيس إقليم كتالونيا كارلس بيغديمونت اليوم السبت في مقابلة مع فرانس برس قبل أقل من 24 ساعة من الاستفتاء الذي حظرته مدريد "أن نعود إلى منازلنا ونتنازل عن حقوقنا هو أمر لن يحصل (...) لقد اتخذت الحكومة (الكتالونية) كل التدابير ليتم كل شيء في شكل طبيعي"، داعيا المواطنين إلى تجنب أي أعمال عنف.
لكنه دعا في المقابل إلى وساطة في الأزمة مع مدريد، مبديا استعداده للتخلي عن الاستفتاء الراهن إذا وافقت الحكومة الإسبانية التي يتراسها ماريانو راخوي على بدء مفاوضات تتيح في النهاية إجراء استفتاء قانوني. وقال "إذا قالت الدولة الإسبانية +فلنتفق على استفتاء+ سنوقف هذا الاستفتاء. نعم بالتأكيد، إنه المسار الذي يأمل به جميع الكتالونيين"، مؤكدا إنجاز كل التحضيرات للاستفتاء الذي تسعى مدريد إلى منعه بأي ثمن.
الإصرار على إجراء الاستفتاء
من جهة أخرى تظاهر الآلاف في مدن إسبانيا الرئيسية: مدريد وبرشلونة وإشبيلية وسانتاندير وفالنسيا واليكانتي وملقة، دعما لوحدة إسبانيا. وقد أثار الاستفتاء الانقسامات كذلك بين الكتالونيين أنفسهم أيضا، وإن كانت غالبية كبيرة منهم ترغب في تسوية المسألة عبر تصويت قانوني.
وأمرت السلطات في مدريد الشرطة بضمان عدم السماح بالإدلاء بأية أصوات في الاستفتاء الذي اعتبره القضاء غير دستوري.
ومنذ أيام تصادر الشرطة مواد خاصة بالاستفتاء مثل أوراق الاقتراع فيما أمر المدعون بإغلاق مواقع إنترنت مرتبطة بالاستفتاء واعتقال أعضاء رئيسيين من الفريق المنظم للعملية.
ولكن مؤيدي التصويت بدأوا تحركهم كذلك، فيوم أمس الجمعة، جالت جرافات في شوارع برشلونة وبعضها رفع راية "استيلادا"، علم الانفصاليين المقلم بالأحمر والأصفر مع نجمة بيضاء على مثلث أزرق. وقد تعهد سائقو الجرافات وعناصر الإطفاء بحماية مراكز الاقتراع.
وتعهد كارلس رييرا، وهو نائب في برلمان الإقليم عن حزب "ترشيح الوحدة الشعبية" المتشدد، والذي يشكل جزءا من تحالف كتالونيا الانفصالي، بأن يستمر التحرك بعد استفتاء الأحد -- في حال صوتت الغالبية بـ"نعم" وعارضت مدريد النتيجة، وهو السيناريو الأرجح. وقال للصحافيين "نحن في عملية تحرك شعبي يتوقع أن تستمر لمدة". وأضاف "هذه موجة ديمقراطية. سيكون على هذا التنظيم الذاتي بمستواه الحالي أن يستمر لفترة طويلة للدفاع عن الجمهورية".
وأمس الجمعة، أفاد بيان صادر عن وزارة التعليم الإسبانية أن مدراء المدارس في كتالونيا "ليسوا معفيين من المسؤولية" إذا تعاونوا وسمحوا بفتح مدارسهم من أجل الاقتراع. وابتكرت بعض المدارس وسائل للتحايل على الأوامر بعدم السماح باستخدام الأماكن العامة للاستفتاء عبر تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال طوال عطلة نهاية الأسبوع. ولم يتضح كيف يمكن للناس الدخول إلى المدارس المغلقة غدا الأحد للإدلاء بأصواتهم، حتى ولو كانت مشغولة.
من جهتها، حذرت الشرطة الكتالونية من خطر "الإخلال بالنظام العام" في حال جرت جهود لمنع الناس من الإدلاء بأصواتهم.
أما مدريد، فأرسلت الآلاف من عناصر الشرطة الإضافيين من قوات أخرى إلى كتالونيا، لمنع إجراء الاستفتاء.
ع.ج/ ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)