مختبر سيرن ورحلة البحث عن أسرار نشأة الكون
١ أكتوبر ٢٠١٣يدور كل شيء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" حول أصغر الجسيمات. وربما من الأفضل القول: إن الجسيمات تدور بسرعة الضوء في مُسرِّع الجسيمات أو مُصادم الجسيمات حتى تصطدم بجسيمات أخرى. وعندها تنفجر وتنشطر إلى جسيمات أصغر. ويقوم علماء فيزياء الجسيمات بتسجيل هذا الانشطار مستخدمين أجهزة قياس عملاقة. ويعتقد العلماء أن لكل جسيم أولي من الجسيمات دون الذرية ضديد أو قرينٌ له نفس الكتلة، لكنه يختلف معه في الشحنة. وعند التقائهما في ظروف معينة يمحق أحدهما الآخر بالتبادل لتنتج الطاقة في صورة أشعة غاما أو بوزونات.
لكن إذا محق كلُ جسيْم قرينه بشكل كامل، فمن أين تأتي المادة التي تكونت منها النجوم ومليارات المجرات؟ في مختبر سيرن يحاول العلماء إثبات وجود فرق بين المادة وضديدها، وهو ما نجحوا فيه العام الماضي عند رصدهم لجسيم بوزون هيغز. حيث رصدوا فرقا ضئيلا خلال تحلل جسيم ما إلى مادة أو قرينها أثناء عمليات التصادم في مُصادم الهدرونات الكبير بالمختبر الأوروبي سيرن.
ويسمح فقط لعلماء مركز سيرن للأبحاث النووية والمهندسين بالدخول. أحد هؤلاء هو عالم الفيزياء كريستوف ريمبزر والذي يُجري أبحاثا في سيرن منذ عام 1997. وحتى يتمكن من الوصول إلى قاعة الأجهزة يجب عليه أن يمر على ماسح أعين للتأكد من هُويته، وإلا فلن يفتح الباب، ويقول مازحا: لا يجب أن يخطر على بالك أن تفقأ أعيننا، فهذا لن يفيدك، لأن ماسح الأعين يختبر إن كانت العين على قيد الحياة أم لا.
مسرع الجسيمات متوقف حاليا وبالتالي فإن أجهزة الكشف والقياس متوقفة أيضا إذ يعمل حاليا تقنيون ومهندسون وعلماء الفيزياء بشكل حثيث لتحضير الأجهزة والآلات لتجارب جديدة في عام ألفين وخمسة عشر لتشغيل المسرّع. تجدر الإشارة إلى أن مركز أبحاث سيرن يستهلك كمية من الكهرباء تساوي الكمية التي تستهلكها مدينة جنيف بسكانها وشوارعها ومصانعها. وفي عام 2015 سيحتاج سيرن إلى ضعف كمية الطاقة التي يستهلكها حتى الآن. ولكي تنجح التجارب يقوم التقنيون بتحديث المنشأة برمتها.
ع.ع/ د.ص/ ط.أ ( DW)