مخاوف بين اللاجئين بعد كشف النقاب عن خلية دوسلدورف
٤ يونيو ٢٠١٦حذرت حملات مناهضة للهجرة لبعض الوقت من أن عددا صغيرا من الجهاديين كانوا يسافرون سرا، وسط الملايين من اللاجئين الشرعيين عبر الطريق، الذي يسلكه المهاجرون إلى أوروبا.
اثنان على الأقل من منفذي اعتداءات باريس سلكا "طريق البلقان" قبل تنفيذ جرائمهم الإرهابية في العاصمة الفرنسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية في ذلك الوقت.
كما تم الكشف عن المزيد من الأدلة لتسلل جهاديين عندما اعتقلت الشرطة الألمانية يوم الخميس (الثاني من يونيو/ حزيران 2016) ثلاثة سوريين يشتبه في تآمرهم لتنفيذ هجوم على مدينة دوسلدورف بغرب ألمانيا.
اثنان على الأقل من الرجال المعتقلين سافرا إلى تركيا قبل أن ينتقلا بشكل منفصل عبر اليونان إلى البلقان ثم وصلا إلى ألمانيا في مارس/ آذار ويوليو/ تموز من العام الماضي. وتم كشف المؤامرة الإرهابية فقط عندما قصد مشتبه به رابع الشرطة الفرنسية في فبراير/ شباط قائلا إن لديه معلومات عن خلية نائمة في ألمانيا.
بينما حاولت دول من الاتحاد الأوروبي تشديد إجراءات تسجيل اللاجئين، تواجه بروكسل والحكومة الألمانية على الأرجح انتقادات من جديد بأن الضوابط الحالية لا تزال تسمح لأشخاص يشتبه أنهم مسلحون تابعون لتنظيم "الدولة الإسلامية" في دخول القارة، مدعين أنهم لاجئون.
حكاية تعزز كراهية الأجانب
بالنسبة لكثيرين من الـ 1.2 مليون شخص تقريبا، الذين وصلوا إلى ألمانيا خلال العام الماضي، جدد إحباط المؤامرة الإرهابية يوم الخميس المخاوف لديهم بشأن الصور النمطية والأحكام المسبقة عن اللاجئين.
"نحن نتحدث عن مجرد عدد قليل من الناس الذين يصلون كل شهر أو نحو ذلك، ويقومون بتدمير سمعة اللاجئين هنا،" حسب ما قال المواطن العراقي مصطفى أحمد حسين لـ DW.
حسين، الذي فشلت أولى محاولاته الخطرة لعبور البحر المتوسط عندما تم اعتراض القارب، الذي كان يستقله، من قبل سلطات الحدود في الاتحاد الأوروبي، يدرس الآن في مدينة بون في غرب ألمانيا. وبعد إلقاء القبض عليه، وإعادته إلى تركيا، استطاع أن يقوم بمحاولة عبور ثانية إلى اليونان ووصل في نهاية المطاف إلى شمال أوروبا.
مطالب بفرض رقابة أفضل
وقال حسين لـ DW إنه في حين أن معظم اللاجئين يتوقون للاندماج في الثقافة الألمانية، فإن هناك بعضهم ما زالوا غير راغبين في الاندماج وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الشك في جميع اللاجئين. وأضاف "إنهم يأتون إلى هنا متخفين في عباءة اللاجئين. ولكن ربما أنهم مجرمون، وربما أنهم مطلوبون للعدالة (في أوطانهم). ومن الصعب بالنسبة لنا، كلاجئين، معرفة هوية كل شخص".
وحث حسين السلطات الألمانية من أجل تكثيف جهود مكافحة الإرهاب على امتداد باقي طرق المهاجرين المفتوحة. وبعد كشف النقاب عن تفاصيل آخر مؤامرة إرهابية فاشلة، حذر رئيس نقابة الشرطة الألمانية راينر فيندت من أن إستراتيجية "تنظيم الدولة الإسلامية " سعت لتشويه سمعة جماعات اللاجئين بأكملها وزرع الخوف بين السكان الألمان. وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "يجب علينا التصدي لهذا."
السورية دلشان علي، التي تقيم في ألمانيا منذ تسعة أشهر، قلقة أيضا من أن هجوم دوسلدورف الإرهابي الذي أحبطته السلطات الألمانية قد يؤثر على طالبي لجوء حقيقيين. وقالت في حديثها لـ DW: "الأمر يتحول إلى صورة نمطية. الجميع سوف ينظر إلى اللاجئين ويقول إنهم مجرمون، وإنهم إرهابيون. وهو أمر غير مقبول، ويجرحني".
وتضيف دلشان علي، وهي من أصل كردي، أنها ترى أن ألمانيا ستكون وجهتها النهائية، ما لم تنشأ دولة كردية إقليمية على أرض الواقع. وتابعت دلشان علي إن لديها شكوكا في أنه فضلا عن الجهاديين - ومع وجود خطط لشن هجمات في أوروبا – فإن بعض المتطرفين، الذين ارتكبوا بالفعل فظائع في سوريا وغيرها، يسعون سرا للحصول على لجوء في ألمانيا.
مخاوف بشأن حالات اللجوء
مواطن إيراني يدعى أمير عليبورامجات، وهو أيضا من أصل كردي، قال إن رحلته للقدوم إلى أوروبا كانت قبل حوالي 11 شهرا، وقال في حديثه لـ DW إنه لم يشهد أي حديث بين متطرفين (عن أعمال إرهابية) في أسفاره.
وأضاف إن من المهم عدم تلويث سمعة جميع المهاجرين ووصمهم جميعا بنفس الصفات مضيفا أن الأوروبيين بحاجة إلى فهم أفضل للصراعات المختلفة في الشرق الأوسط. وتابع بورامجات في حديثه لـDW إن "الكرد لا ينفذون هجمات خارج وطنهم. لأن الصراع عندهم داخلي في الجبال. ونحن لن نجلب صراعاتنا إلى بلد آخر".
وأشار المواطن الإيراني إلى أنه ما زال ينتظر الموافقة على طلبه للحصول على لجوء سياسي في ألمانيا، بعد أن تم استدعاؤه للمحكمة وبعد استجوابه مرتين من قبل السلطات الألمانية.
وعبر بورامجات عن مخاوفه من أن كشف النقاب يوم الخميس عن مؤامرة دوسلدورف الإرهابية يعطي ذخيرة سياسية للجماعات المناهضة الهجرة واليمين المتطرف وقال: "إذا كان هؤلاء المتطرفون سيقللون من فرصي في نجاح قضية اللجوء، فإن هذا ظلم".