التغير المناخي .. مشاهد قاتمة من دول عربية
١٤ ديسمبر ٢٠٢١التغير المناخي ليس مجرّد أخبار تنشرها وسائل الإعلام ولا مجرّد تحذيرات تطلقها المنظمات المهتمة بالبيئة، بل هو خطر داهم يتربص بالإنسانية قد يجعل الحياة في عدة بلدان أمراً صعبا وقد يؤدي إلى انتشار الجوع والفقر والهجرة وحتى الوفيات.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تفاعلياً تحت عنوان "بطاقات بريدية من عالم مشتعل"، احتوى على معلومات عن مخاطر التغيٍّر المناخي على 193 دولة عبر العالم، كانت منها العديد من الدول العربية.
ففي المغرب مثلا، ذكر التقرير أن ثلثي الواحات اختفت خلال القرن الماضي، أما الكويت، فقد سجلت إحدى مناطقها، وهي النويصيب، درجة حرارة قُدرت بـ 53,1 درجة مئوية، وهي من الأعلى في العالم.
وفي السعودية، وعلى غير العادة، ظهرت وديان صغيرة من الثلج المذاب في جنوب المملكة المعروفة بدرجات حرارتها المرتفعة. أما في السودان، فمعاناة العديد من المناطق مع العواصف الرملية اشتدت مؤخرا، وبات الكثير من السكان مضطرين يوميا لكنس الرمل من أمام منازلهم.
وفي موريتانيا، زاد معدل الحرارة ما بين عامي 1901 و2020 بمقدار سنوي قدره 0.16 درجة مئوية، أما في الجزائر، فالمشهد كان حرائق الغابات التي أودت بحياة 90 شخصا على الأقل. وفي مصر، لم يعد الخطر يتهدد فقط المحاصيل الزراعية، بل كذلك الأهرامات التي باتت تحت خطر التضرر بسبب ظروف الطقس المتطرف. كما يكرر خبراء تحذيراتهم من احتمال غرق مدينة الإسكندرية وكذلك أجزاء واسعة من دلتا النيل بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط بفعل التغير المناخي.
وفي اليمن، أشارت الصحيفة إلى خطر من نوع آخر، يخصّ العسل اليمني المعروف في المنطقة، إذ إن الأمطار الغزيرة باتت تجعل الأشجار تزهر بشكل مبكر وتدفع الأزهار خارج الأغصان، قبل أن يصل لها النحل لامتصاص الرحيق، ما يعني تهديد تجارة يعمل بها أكثر من مئة ألف يمني، في بلد يعاني أصلا من تدهور الأحوال المعيشية.
وكانت مسودة تقييم وضعتها الأمم المتحدة قد بينت أن منطقة حوض البحر المتوسط التي تشمل دولا عربية وأوروبية تعد "مركز التغيّر المناخي"، وستشهد موجات حر غير مسبوقة وجفافا وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
ع.ا/ص.ش