محمود داوود - تحديات في الجمع بين الفنية وواقعية اللعب
٥ ديسمبر ٢٠١٦
يعد لاعب بوروسيا مونشنغلادباخ محمود داوود من أبرز المواهب الكروية الصاعدة في ألمانيا حاليا. فاللاعب السوري الأصل الذي لا يتعدى عمره 20 عاما يمتلك مؤهلات فنية كبيرة تجعل الكثيرين يتنبؤون بأن يصبح له شأن كبير في المستقبل القريب. "هذا الشاب له إمكانيات كبيرة. وأنا شبه متأكد بأننا سنراه قريبا في المانشافت" يقول لاعب خط الوسط بفريق مانشستر سيتي والمنتخب الألماني إلكاي غوندوغان، بعد مباراة مونشنغلادباخ ومانشستر سيتي ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
التقنيات الفنية ليست الميزة الوحيدة التي تُميز محمود داوود أو "مو" كما يلقبه زملائه. وإنما أيضا لياقته البدنية وقدرته على الجري مسافة كبيرة على أرض الملعب. ففي أول موسم له مع فريق مونشنغلادباخ (2015ـ2016) كان داوود أكثر لاعبي البوندسليغا ركضا داخل الملعب، حيث جرى مرارا مسافة 13 كيلومترا في 90 دقيقة. كما عُرف أيضا بتمريراته الدقيقة وأهدافه الحاسمة والتي بلغت الموسم الماضي خمسة أهداف.
بداية متعثرة هذا الموسم
بيد أن بداية "مو" هذا الموسم لم تكن مثالية، حيث لوحظ تراجع في مستوى اللاعب السوري الأصل. كما أن مشاركة فريقه في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا فوتت عليه المشاركة مع المنتخب الألماني الأولمبي في أولمبياد ريو دي جانيرو، والتي أحرز فيها المنتخب الألماني على الميدالية الفضية.
وحتى على مستوى فريقه مونشنغلادباخ، لم يكن محمود داوود، الخيار الأول للمدير الفني آندري شوبرت في الكثير من المباريات، حيث فضل عليه كرستوف كرامر وتوبياس شتروبل لامتلاكمها خبرة أكبر من داوود.
بيد أن الشاب الموهوب "مو" عاد لإقناع مدربه للاعتماد عليه كلاعب محوري بالفريق وبتوظيف جديد، حيث أصبح داوود يلعب في خط وسط متقدم وراء المهاجم. وأثبت فعالية جيدة في هذا المركز، فنجح في إحراز هدف في شباك هوفنهايم الأسبوع قبل الماضي وهو أول هدف له هذا الموسم.
"مستوى مو دائما في تصاعد مع مرور المباريات" يثني شوبرت على لاعبه الشاب ويضيف "لكن عليه أن يحذر كما في السابق من ضياع الكرة خاصة في الأماكن الخطرة.
المبالغة في اللعب المهاري
متتبعون لمسار محمود داوود يأخذون عليه افتقاده للتعامل بتوازن بين المهارة الفنية والكرة الواقعية، حيث يرى البعض أنه يبالغ في اللعب الاستعراضي والإكثار من المراوغات وهو ما قد يكلف فريقه غاليا في بعض الأحيان. ويبدو أن اللاعب الشاب بات الآن واعيا بهذا الأمر وهو ما جعله يجتهد أكثر لتأكيد المستوى الجيد الذي ظهر به في الموسم الماضي.
ويصف داوود نفسه بالشخص الحريص على الوصول للكمال، ويقول بأنه لم يسبق له أن كان راضيا كليا عن الأداء الذي يقدمه فوق أرض الملعب. وأوضح "مو" في حوار مع صحيفة "كيكر" الرياضية أن صفة الرغبة في الكمال ورثها عن والده. وقال ابن 20 ربيعا إن زين الدين زيدان ولوكا مودريتش شكلا المثال الأعلى له وأنه يأمل في أن يبلغ ما بلغ هذان النجمان
من أجل ذلك يجب على داوود شق طريقه بثبات مع فريقه وإيجاد توازن بين الكرة الهجومية الممتعة وعدم المغامرة حتى يصل إلى النضج المأمول. ويبدو أنه في الطريق الصحيح كما أكد مدربه شوبرت بعد مباراة هوفنهايم، إذ قال "مو أظهر الكثير من الأشياء الإيجابية التي تؤكد تطوره نحو الأفضل". من جهته قال زميل داوود في خط وسط مونشنغلادباخ كريستوف كرامر "إن الموسم الثاني لكل لاعب يكون دائما صعبا بعض الشيء، لذلك علينا تركه يعمل وعدم انتظار الكثير منه".
وستكون أمام داوود غدا الثلاثاء فرصة جيدة لإظهار إمكانياته أمام أنظار اللالاف من جماهير كرة القدم من مختلف الأقطار عندما يلتقي فريقه مونشنغلادباخ بمضيفه برشلونة في ملعب "كامب نيو" ضمن الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا.