مجموعة عمل في برلين للتخطيط لمرحلة ما بعد الأسد
٢٥ يوليو ٢٠١٢بعيداً عن وسائل الإعلام والرأي العام عمل خمسون عضواً من المعارضة السورية في برلين قبل ستة أشهر على إعداد وثيقة للتهيؤ لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، حال سقوطه. وعمل ممثلو المعارضة على إعداد وثيقة شاملة، يمكن أن تكون مخططاً لدستور سوري جديد. ونُظم هذه الحوارات والاجتماعات بالتعاون مع مؤسسة العلوم والسياسة في برلين وذلك حسب ما نقلته صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء (25 يوليو/ تموز). وأكد رئيس المؤسسة الألمانية فولكر بيرتيس للصحيفة عقد حلقات النقاش هذه، التي ساهم في تنظيمها أيضاً "معهد السلام" الأمريكي، الذي تولى الجزء الأكبر من تمويلها، كما سامت وزارتا خارجية كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية في دعم المشروع. ولم يتسن لـ DWالحصول على تأكيد من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين لعقد هذه اللقاءات.
جوانب مختلفة
وأشارت الصحيفة الألمانية، التي نشرت اليوم تقريراً عن الموضوع بعنوان "التخطيط لمرحلة ما بعد الأسد" إلى أن اللقاء، التي من المقرر أن ينتهي في آب/ أغسطس القادم، أُحيطت بالسرية، لكن مجموعة العمل تخطط لنشر نتائج نقاشاتها حول وضع خطة لتنظيم الانتقال إلى سوريا ديمقراطية في مرحلة ما بعد الأسد. ونقلت الصحيفة عن برتيس أن النتيجة قد تشكل أساساً للتباحث حول وضع دستور لسوريا في مرحلة ما بعد انتقال السلطة، وناقش المشاركون مواضيع تتعلق بإصلاحات الجهاز الأمني والدستور والقضاء في المرحلة الانتقالية والمصالحة وجوانب اقتصادية أخرى.
وبحسب الصحيفة فإن المجموعة، التي تعمل على إعداد الوثيقة، تمثل جميع مكونات الطيف الديني في سوريا، بما فيهم الأخوان المسلمون، لكن اختيارهم لم يكن من مسؤولية مؤسسة العلوم والسياسة في برلين أو المعهد الأمريكي للسلام. وأشار بيرتيس إلى أن مجموعة العمل مكونة من سوريين من الداخل ومن الموجودين في المنفى كالممثلين عن المجلس الوطني السوري، ومن بين المشاركين ضباط منشقون وعلماء ومثقفون، مضيفاً أن بعض المشاركين قدموا من سوريا لهذا الغرض وعادوا إلى بلادهم فيما بعد، فيما ساهم البعض في هذه الاجتماعات عن طريق الإنترنت. وبحسب التقرير فإن الوثيقة من شأنها العمل على وضع خطة منهجية هدفها تجنب انهيار المجتمع السوري في المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
دور خاص في المرحلة الانتقالية؟
لكن في هذه الأثناء يبقى من غير الواضح، فيما إذا كانت أي حكومة سورية جديدة ستأخذ بنتائج مجموعة العمل، المنتمي أعضاؤها إلى جميع أطياف المعارضة السورية، أو فيما سيضطلع بعض أعضائها بدور خاص في المرحلة الانتقالية. لكن يبدو أن اللقاءات أوضحت أن قوى المعارضة درست المراحل التي مرت بها بعض الدول العربية بعد سقوط أنظمتها، وفي مقدمتها ليبيا، وأنها تخطط لمرحلة انتقالية تقوم على الشفافية. ويشار هنا إلى أن المشاركين في وضع الوثيقة أعلنوا التزامهم بحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية في سوريا.
(ع.غ)
مراجعة: طارق أنكاي