مجموعات من "مجتمع الميم" تقاطع مونديال قطر
٢٩ أكتوبر ٢٠٢٢أعلنت مجموعات لمشجعي كرة القدم من "مجتمع الميم" ( المثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا)، أن أعضاءها سيقاطعون كأس العالم 2022 المقررة في قطر "كإعلان عن مبدأ" نظرا لموقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيما يتعلق بتعامل قطر مع "مجتمع الميم".
وتتأهب قطر لاستضافة كأس العالم 2022 في الفترة ما بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر، وقد أبدت مجموعات لمشجعي كرة القدم من المثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين، مخاوفها.
وقال كارل فيرن، الشريك في رئاسة مجموعة "جايجونرز" لمشجعي نادي أرسنال الإنجليزي في مجتمع الميم، والتي تضم أكثر من 1250 عضوا في أنحاء العالم، إن هناك "صمت مطبق " من جانب الفيفا إزاء القضية.
وأضاف فيرن 59/ عاما/ الذي يعيش في كمبريا، شمال غرب إنجلترا، في تصريحات لوكالة الأنباء البريطانية "بي أيه ميديا" :"تعتمد اعتراضات المجموعات مثل مجموعتنا على غياب حقوق الإنسان الأساسية لأفراد مجتمع الميم في قطر (وكذلك في دول أخرى لا تزال تجرمهم)، والحق الأساسي لتواجدهم."
وكان ناشط بريطاني، هو بيتر تاتشيل، قد رفع لافتةً في الدوحة هذا الأسبوع اعتراضاً على تجريم المثلية الجنسية في قطر، لكن وخلافاً لما حصل معه في روسيا عشيّة استضافتها كأس العالم في 2018 حين اعتقلته قوات الأمن الروسية، لم يتم اعتقاله في الدوحة.
ومنذ منح قطر حقّ استضافة المونديال في كانون الأول/ديسمبر 2010، اضطّرت السلطات القطرية والمنظمون وفيفا إلى تبرير أنفسهم بشأن سلسلة مواضيع، مثل الاتهامات بالفساد للحصول على حقّ تنظيم المونديال وطريقة معاملة العمّال الأجانب في الورش ومجتمع المثليين.
وأكّدت الدوحة مراراً أنها توصّلت إلى إدخال تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فرض حد أدنى للأجور وتخفيف جوانب كثيرة من نظام الكفالة الذي أعطى أصحاب العمل سلطات على حقوق العمّال في تغيير وظائفهم وحتى مغادرة البلاد.
وعبّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء عن أسفه لأنّ بلاده تتعرّض لـ"حملة غير مسبوقة" من "الافتراءات" و"ازدواجية المعايير" بسبب استضافتها المونديال.
كندا وأستراليا تدخلان على الخط
كما انضم الاتحاد الكندي لكرة القدم الجمعة إلى حملة المطالبين بتعزيز حقوق العمّال ومجتمع الميم في قطر، وجاء في بيان الاتحاد الكندي انه "يدعم السعي المستمر لتحقيق مزيد من التقدّم حيال حقوق العمال والادماج"، مضيفاً ان الاتحاد الدولي "فيفا نفسه أقرّ بأهمية هذه المسألة".
وفيما أقرّ باحراز تقدّم، أراد الاتحاد "ضمان ان تؤدي تلك الاصلاحات إلى تحسينات ملموسة"، حتى موعد انطلاق البطولة المقررة للمرّة الأولى في الشرق الأوسط. وشدّد الاتحاد الكندي "نعتقد ان إرث هذه البطولة يجب أن يتضمّن الهام وتشجيع تحسينات أخرى في هذا المجال، ليس فقط في قطر، بل في كامل المنطقة".
وشدّد الاتحاد الكندي للعبة انه منذ تأهل منتخبه إلى النهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخه، بعد الأولى في 1986، التقى ممثلين عن السفارة الكندية في الدوحة في ثلاث مناسبات بالإضافة لمنظمة العمل الدولية ومنظمة العفو الدولية.
ونتيجة لتلك الاجتماعات، يعتقد الاتحاد ان "الاصلاحات القانونية في قطر يمكن ان يكون لها تأثير حقيقي" إذا تمّ تنفيذها بالكامل.
وكان منتخب أستراليا اعتبر الخميس أنه لا يمكن تجاهل "المعاناة" التي رافقت تنظيم بطولة كأس العالم في قطر، ليصبح بذلك أول فريق متأهّل للمونديال ينتقد البلد المضيف علنًا.
وقال الاتحاد الاسترالي الذي أرفق بيانه بمقطع فيديو قصير يظهر فيه 16 لاعبًا من فريق "سوكيروس": "علمنا أيضًا أن المسابقة ارتبطت بمعاناة العمّال المهاجرين وعائلاتهم وهذا الأمر لا يمكن تجاهله".
وردّت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" المنظّمة للمونديال مؤكّدة أنّ "ما من بلد مثالي" مضيفة "أنّ "حماية صحّة وسلامة وأمن وكرامة كلّ عامل يساهم في كأس العالم هي أولويتنا
وتابع البيان القطري أنّه "غالباً ما يستغرق تنفيذ القوانين الجديدة والإصلاحات وقتاً، والتطبيق الصارم لقوانين العمل يمثّل تحدّياً عالمياً، بما في ذلك في أستراليا".
ع.ا/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)