مجتمعات الإنترنت...مكان البحث عن الأصدقاء القدامى
١٩ فبراير ٢٠٠٨لقد بدا واضحا أن مجتمعات الإنترنت بدأت تتغلغل بشكل كبير في الحياة اليومية لدى العديد من الأشخاص، لدرجة أنها أضحت ظاهرة سائدة لا تخلو منها معظم مجتمعات العالم. وفي ظل تزايد الإقبال على تكوين مجتمعات الإنترنت والمشاركة في مجتمعات افتراضية تجمع في العادة بين أفراد لهم اهتمامات مشتركة أو طلبة الجامعات، لجأت العديد من مواقع تلك المجتمعات إلى تطوير واستحداث أدواة استخدام جديدة لتسهيل التفاعل بين أعضائها. وعمدت الشركات القائمة على تلك المواقع إلى توسيع الأفق التفاعلي بين الأعضاء عبر فتح مجالات تفاعلية جديدة أمام مستخدمي تلك المجتمعات بغية توفير تواصل متعدد الجوانب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المواقع تعرض خدماتها مجانا ويسمح لكل مشارك التعريف بنفسه وتقديم نبذة عن سيرته الشخصية على الشبكة. ومنذ ظهورها شهدت ظاهرة مجتمعات الإنترنت عدة تطورات سواء في مجالات الاستخدام أو محتوياتها، إلى أن أضحت اليوم وسيلة جذابة للبحث عن الأصدقاء القدامى وتتبع أخبارهم.
تطور يفوق حاجة مستخدمي شبكة الإنترنت
لقد كان مطورو مجتمعات الإنترنت يتوقعون أن تتسع مجالات استخدام تلك المواقع، حيث تتحول إلى ساحة تفاعلية واسعة يقوم فيها المشاركون بنشر مدوناتهم وتقيمهم كتبهم المفضلة وتبادل الصور، كما يرى الباحث في العلوم الاقتصادية في جامعة الراين زيغ في مدينة بون الألمانية، يانس بوكر. لكن هذه التوقعات كانت مغرقة في التفاؤل. فقد أجرى الباحث استطلاع للرأي في إطار مشروع بحثي شمل العديد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية حاول من خلاله التعرف على العوامل المساهمة في نجاح مجتمعات الإنترنت في الويب 2.
وتوصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن الشركات المطورة لتلك المجتمعات الافتراضية أخطأت إلى حد ما في تقديراتها فيما يتعلق باهتمامات زبائنها. فالعديد من الخدمات التي طرحتها لم تلقى اهتمام واستحسان مستخدمي شبكة الإنترنت وأن معظمها يُمكن الاستغناء عنه. وشبه بوكر تلك المواقع المزودة بأدوات وظيفية متنوعة بمثل هاتف يضم 400 وظيفة يحتاج المستهلك منها ربما خمس وظائف لا أكثر.
مجتمعات الإنترنت للقاء الأصدقاء ومكان للتسلية
ومن ناحية أخرى فقد لقيت جداول مواعيد أعياد الميلاد الخاصة بالأصدقاء والأقارب اهتماماً كبيرا لدى مستخدمي تلك المجتمعات. كما تبين أن معظمهم يستخدم مجتمعات الإنترنت للحفاظ على علاقتهم بأشخاص تجمعهم بهم صداقات في الحياة الواقعية، بينما لا يُبدون اهتماما كبيرا بعقد صداقات جديدة في مجتمع افتراضي.
والواقع أن مجتمعات الإنترنت باتت بالنسبة للعديد من مستخدميها وسيلة للبحث عن أصدقاء قدامى أو للبحث عن الأشخاص الذين انقطعت الصلة بهم لسبب ما. وعلى الرغم من ذلك تظل مجتمعات الإنترنت في نظر بوكر وسيلة ترفيهية بالدرجة الأولى ويمكنها في يوم من الأيام أن تنافس التلفاز كوسيلة للتسلية. لذا لا يستبعد بوكر أن يتسلى المرء مستقبلا بمراسلة أصدقائه عبر مجتمعات الإنترنت عوض مشاهدة مسلسلاته التلفزيونية المفضلة.
سارا ميرش/ إعداد: طارق أنكاي