بريطاني يتظاهر في قطر دفاعاً عن حقوق المثليين
٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢رفع بريطاني ينشط منذ سنوات في الدفاع عن حقوق "مجتمع الميم" لافتةً في الدوحة الثلاثاء (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) اعتراضاً على تجريم المثلية الجنسية في قطر، في وقت ردّت فيه الإمارة على تعرّضها لـ"حملة غير مسبوقة من الافتراءات" بسبب استضافتها مونديال 2022.
وخلافاً لما حصل معه في روسيا عشيّة استضافتها كأس العالم في 2018 حين اعتقلته قوات الأمن الروسية، لم ينجح بيتر تاتشيل (70 عاماً) هذه المرة في الدوحة في أن يدفع قوات الأمن القطرية لاعتقاله.
وقال مكتب الاتّصال الحكومي في قطر إنّ "شخصاً كان واقفاً عند مستديرة مرور، طُلب منه بكلّ لباقة ومهنية أن ينتقل إلى الرصيف، ولم يتمّ توقيف أيّ شخص".
ومع اقتراب موعد صفارة انطلاق كأس العالم، تتزايد حساسية السلطات القطرية تجاه انتقادات منظمات حقوقية غير حكومية.
وأكّدت الدوحة أنّ جميع المشجّعين هم موضع ترحيب في كأس العالم، بغضّ النظر عن ميولهم الجنسية، لكنّها لم تدافع عن قوانينها.
وفي بيان على الموقع الإلكتروني لمنظمته، قال تاتشيل إنّه تعرّض "للاعتقال"، بينما كان يتظاهر أمام متحف قطر الوطني وأنّه أُبقي على الرصيف لمدة 49 دقيقة بينما أحاط به تسعة من رجال الشرطة. وأضاف أنّ الشرطة حذفت صوراً ومقاطع فيديو التقطها بواسطة هاتفه المحمول زميل له كان برفقته.
لكنّ السلطات القطرية نفت هذه الرواية وجدّدت انتقاداتها للطريقة التي تغطّي بها وسائل إعلام ما يجري في البلاد.
وقالت الحكومة في بيانها "نشعر بخيبة أمل شديدة لرؤية اتّهامات لا أساس لها من الصحّة، تنقلها بكل حريّة وسائل إعلام، بلا وقائع".
وقالت وكالة رويترز للأنباء "وصل ضابطا شرطة بالزي الرسمي وثلاثة مسؤولين بملابس مدنية إلى مكان الاحتجاج. وقاموا بطي لافتة تاتشل وتصوير جواز السفر ووثائق أخرى يحملها، بالإضافة إلى وثائق رجل يرافقه". وغادرت الشرطة بعد مصافحة تاتشل، الذي ظل على الرصيف، بحسب رويترز.
وقال شهود عيان إنّهم رأوا خمسة من رجال الشرطة وهم يتقدّمون باتجاه تاتشيل وينصحونه بأن يطوي اللافتة التي كان يرفعها وقد كُتب عليها "قطر تعتقل أفراد مجتمع الميم وتسجنهم وتُخضعهملتحويل لميولهم الجنسية".
وبحسب أحد هؤلاء الشهود فقد صافح أحد الشرطيين تاتشيل قبل أن يعود مع بقية عناصر الشرطة إلى سياراتهم.
وبالفعل فقد نشر تاتشيل مقطع فيديو يظهر فيه واقفاً أمام المتحف وقد ارتدى قميصاً كتب عليه "قطر ضدّ المثليين"، مؤكّداً أنّ السلطات القطرية "أطلقت سراحه" وأنّه سيتوجّه مع رفيقه إلى المطار.
وتأتي هذه الواقعة غداة نشر منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً أكّدت فيه أنّ قوات الأمن القطرية اعتقلت أفراداً من مجتمع الميم وأساءت معاملتهم أثناء احتجازهم، في اتّهامات نفت الدوحة صحّتها.
هـ.د/ص.ش (أ ف ب، روتيرز)