ما حجم خطورة تهديدات الإسلاميين المتطرفين بهجمات في ألمانيا؟
١٤ سبتمبر ٢٠١٤طارق س من مدينة بيليفيلد في مقاطعة شمال الراين وستفاليا، قد تعطي صوره على الانترنت انطباعا لطيفا للوهلة الأولى إلا أن هذه الصور قد لا تعكس حقيقة ما يفعله طارق او "ابن أسامة الألماني"، كما يطلق عليه زملائه المجاهدين. فطارق هو واحد من أصل عشرات غيره انتقلوا من المانيا الى سوريا من أجل الجهاد.
فيما يتعلق بالإسلاميين الألمان يتابع المخبر توماس هوخهاوس من مكتب حماية الدستور في برلين المعلومات الخاصة بدينس غوسبرت ويرتبها بطريقة خاصة، اذ انه يرغب في معرفة كيف يمكن لمغني راب سابق أن يترك الغناء وينتقل الى سوريا لينضم الى الإرهابيين في تنظيم "الدولة الإسلامية"، هذه الحالة وغيرها دقت ناقوس الخطر في المانيا ولعل الوصف الادق لهذه الحالة كانت للمخبر هوخهاوس والذي قال لصحيفة فيستفالين بلات "بأنه يشعر وكأننا نجلس على قذيفة مدفع والشرطة تعرف القليل جدا عن هذه القذيفة".
ارهاب الدولة الإسلامية وصل ألمانيا؟
لعل "الجهاد" الذي كان يبدو بعيدا عن الألمان، ويشاهدونه فقط عبر شاشات التلفزة أصبح قريبا منهم، بل في معقل دارهم، والخوف من الهجمات الإرهابية يتنامى خاصة بعد تعاطف إسلاميين ألمان مع إرهابي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. فبحسب المفتش من مكتب مكافحة الجرائم أندريه شولتس في حديث له مع صحيفة هاندل بلات اونلاين " بات الكلام في الأواسط الأمنية يتردد حول متى سيقع هجوم في ألمانيا ولم يعد الحديث حول إذا كان ما سيقع هجوم من عدمه".
مقاطعة شمال الراين وستفاليا تحديدا أصبحت معقلا "للمشهد الإسلامي"، بحسب مكتب حماية الدستور، إذ يبلغ عدد الإسلاميين المتشددين حوالي 1800 في الولاية من أصل 6000 في ألمانيا بأكملها.
صراع إرهابيو الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط رفع من خطر المتطرفين الاسلامين على ألمانيا وعلى أوروبا بأكملها بحسب بوركهارد فراير مدير مكتب حماية الدستور في مقاطعة شمال الراين وستفاليا، الذي أكد في حديث له مع DW بأن "الهدف الجذاب لهؤلاء السلفيين المتطرفين هو اقامة خلافة إسلامية". ويوضح فراير ان هؤلاء صغار السن "يبحثون عن اعتراف المجتمع بهم، وهو ما تقدمه لهم هذه الجماعات والأمر لا تعلق بالضرورة بالدين نفسه".
تسليح الأكراد في العراق
ويؤكد مدير معهد الدستور "أن تسليح الأكراد في العراق، ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لن يزيد من المخاطر ضد الدولة الألمانية، لأن الإسلاميين يحاولون استغلال أية فرصة لتنفيذ مخططاتهم ضد الغرب بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق بتوريد الأسلحة أو أي نوع من أنواع الدعم الدبلوماسي". إلا أن الحرب الدائرة في العراق وسوريا لها اثر كبير على الامن الداخلي بحسب فراير "فالمقاتلون الألمان العائدون من ساحات الحرب، هم يمثلون خطرا على الأمن العام وبعضهم قد يكون قنبلة موقوتة". وطبقا لمعلومات مكتب حماية الدستور فقد تم رصد زهاء 40 شخصا مؤخرا ممن شاركوا في القتال في سوريا أو العراق،لذلك تسعى السلطات الألمانية حاليا إلى الحيلولة دون مغادرة هؤلاء ألمانيا.
إلا انه وبحسب فراير فانه "من الصعب تشخيص الجميع، خاصة انه من غير الممكن اثبات ان كل يغادر المانيا هدفه النهائي هو المشاركة في القتال في سوريا، ومما يصعب الأمور أكثر أن 80% تقريبا من المتوجهين للقتال هم رجال ويحملون الجنسية الألمانية، أو ألمان اعتنقوا الإسلام وليسوا ذوي أصول مهاجرة، وفي هذه الحالة يكفي إبراز الشخص المسافر لهويته الشخصية من أجل الدخول الى تركيا، لينتقل بعدها الى سوريا، دون أية دلائل تثبت سفره".
المبالغة في المخاوف يضر ألمانيا
ولكن الباحث في جامعةأوربا فايدرينا في فرانكفورت-أودر له رأي معاكس للسيد فراير، إذ انه يعتقد بأنه من المهم عدم المبالغة في اطلاق المخاوف والتحذيرات من عمليات تفجيرية، لان هذا الامر سيخلق مزيدا من الخوف في المجتمع، مما يؤدي الى ايجاد فجوة بين الناس ويولد مزيدا من عدم الثقة بين الأفراد، كما انه سيصعب الامر على المسلمين المعتدلين، وسيظهر الدولة الألمانية بأنها ضد الإسلام، وهو ما قد يزيد من حالات التطرف بالبلاد وتشكيل دافع كبير للإرهابيين لتنفيذ هجماتهم.مؤكدا في الوقت ذاته على أنه جزء صغير من السلفيين في ألمانيا يمكن تصنيفهم على أنهم يمثلون خطرا.