ما سر قدرة الإوز على الطيران فوق الهيمالايا؟
٢٤ أبريل ٢٠١٤في فصل الشتاء، تبدأ رحلة الإوز الموسمية من الهند باتجاه وسط آسيا، ما يعني أن هذا الطير لا يقطع مسافات طويلة فحسب، وإنما يكون مجبراً أيضاً على قطع جبال الهيمالايا على ارتفاع لا يقل عن سبعة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر.
ولأن كثافة الهواء في هذا العلو تكون أقل بكثير مما هي عليه على ارتفاع مماثل فوق سطح البحر، فلا خيار أمام أسراب الإوز سوى الاكتفاء بنصف كميات الأوكسجين التي تستنشقها في الظروف العادية. بيد أن الإوز الثلجي ولحسن حظه يستطيع ذلك من دون أي مشاكل.
وقام خبراء من جامعة إيكستير الأمريكية بدراسة كيفية تعاطي هذه الطيور مع الظروف البيئة القاسية، وذلك بإخضاع الإوز لتمارين رياضية بوضعها داخل قفص بلاستيكي شفاف فوق آلة للركض يستخدمها الرياضيون. وقامت الإوز بطريقتها بالركض فوق الآلة.
وأظهرت نتائج التجربة أن هذه الطيور استطاعت الحفاظ على إيقاع الركض ذاته لمدة 15 دقيقة كاملة من دون إعياء، وهو ما لا يستطيع عادة حتى متسلق الجبال المحترف القيام به، كما يقول ليكي هاوكس من فريق الباحثين.
عملية نقل الأوكسجين إلى الأنسجة
كما هو معلوم فإن العضلات تحتاج إلى الأوكسجين للقيام بمهامها. والأوكسجين ينتقل عبر اليحمور المتواجد داخل خلايا الكريات الحمراء إلى الأنسجة، ثم إلى الميتوكوندريا أو ما يعرف بالنواة الخلوية، التي تحوله إلى طاقة. وميزة الإوز الثلجي تكمن في أنه يمتلك كميات أكبر من الأوعية الدموية داخل العضلات مقارنة بباقي أنواع الطيور أو الثدييات. ويرجح الخبراء أن ذلك يمنحه كميات مشبعة من الأوكسجين، ومن ثم حصوله على طاقة أكبر. أيضاً مادة الميتوكوندريا لدى هذا النوع من الطيور قريبة جداً من الأوعية الدموية، ما يعني أن انتقال الأوكسجين يتم بشكل أسرع، وهذا ينطبق أيضاً على عملية تحويله إلى طاقة.
كل هذه العوامل تساعد الإوز الثلجي على قطع مسافات طويلة على علو ساحق وبسرعة فائقة نسبية، ما يدفع أي متسلق جبال محترف للغيرة من هذا الطائر.