مانويل نوير حارس مرمى وليبرو
١٢ يناير ٢٠١٥تحدث الهداف التاريخي لكأس العالم لكرة القدم، ميروسلاف كلوزه عن زميله حارس المرمى مانويل نوير، الذي فاز معه الصيف الماضي بمونديال البرازيل 2014 قائلا "أعتقد أنه لو كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، فإنه كان سيقوم بالتأكيد بتنفيذ بعض الهجمات على مرمى الفريق المنافس." ومنذ كأس العالم لكرة القدم يتمتع مانويل نوير بعشق الجماهير في تعليقاتها في شبكة الانترنت منذ أن كان الحارس صاحب الـ 28 عاما يخرج من مرماه ليوقف ويقطع الهجمات المرتدة للفرق المنافسة، وكان لأجل هذه المهمة يصل أحيانا إلى منتصف الملعب، ما جعل شبكات التواصل الاجتماعي تحتفي به كـ"عودة لمهمة الليبرو". وقد منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مانويل نويل لقب أفضل حارس مرمى في مونديال 2014. حارس ألمانيا السابق أوليفر كان الذي كان يوما ما أفضل حارس مرمى في العالم قال عن مانويل نوير "إنه رفع مركز حارس المرمى إلى مكانة جديدة."
إسكات المنتقدين
قبل انتقاله إلى بايرن ميونخ في صيف عام 2011، كان مانويل نوير يعد حجر أساس في فريق شالكه. فقد ولد في ضاحية غيلزكيرشن- بور بالقرب من ملعب شالكه القديم والتحق بمدرسة الكرة في شالكه قبل بلوغه سن الخامسة. وحكي نوير لاحقا أنه لم يكن لدى فريق الأشبال حارس مرمى، لذلك أرسلوه لحراسة المرمى. وتدرج في فرق الناشين والشباب داخل شالكه إلى أن وصل للفريق الأول. ولعب أول مباراة له في الدوري الألماني (بوندسليغا) وهو في العشرين من عمره، كان ذلك في أغسطس 2006 أمام فريق آلمانيا آخن وفاز شالكه حينها بالمباراة بهدف دون رد.
وبعد ثلاثة أشهر من هذه المباراة فاجأ مدرب شالكه آنذاك ميركو سلومكا الجميع واختار نوير ليكون حارس المرمى رقم واحد في الفريق. وفي عام 2010 فاز نوير مع فريقه بالمركز الثاني في البوندسليغا وفي العام التالي (2011) فاز بكأس ألمانيا لكرة القدم. وبعد الفوز بالكأس ترك مانويل نوير شالكه متجها إلى بايرن ميونيخ. هذه الخطوة لم تغضب منها جماهير شالكه فقط وإنما أيضا جماهير بايرن ميونيخ اعترضت على انتقاله لفريقهم. ورفعت جماهير في مدرجات ملعب بايرن لافتات كتب عليها "لا لنوير" لكن هذه اللافتات سرعان ما اختفت من المدرجات، فقد أقنع الحارس الجديد آخر المتشككين منه في ميونيخ من خلال أداء رائع وقوي. في موسم 2012/ 2013 سجل مانويل نوير رقما قياسيا جديدا في البوندسليغا عندما تلقت شباكه 18 هدفا فقط. وفي ذلك الوقت كان مانويل نوير بالنسبة لبايرن ميونيخ أحد أبرز أعمدة النجاح الرئيسية في الفريق الذي فاز بالثلاثية، أي بالدوري والكأس الألمانيين، ودوري أبطال أوروبا.
طريقة نوير الجديدة
كان مانويل نوير حارسا لمرمى منتخب ألمانيا للشباب، وانتقل لمنتخب ألمانيا للكبار وخاض أول مبارياته معه عام 2009 في مواجهة منتخب الإمارات العربية خلال رحلة المانشافت في قارة آسيا. وحرس نوير عرين المنتخب طوال المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا 7-2. وبعد ذلك بعام، أصبح مانويل نوير الحارس الأساسي لمنتخب ألمانيا الذي يدربه يوآخيم لوف. فقد أصيب حارس مرمى ليفركوزن رينيه أدلر قبل كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، فوضع لوف ثقته في نويو، الذي لم يخيب ظنه. فقد أدى مانويل بقوة وجدية في مونديال جنوب إفريقيا. ومنذ ذلك الوقت أصبح مانويل عامودا أساسيا في تشكيلة يوآخيم لوف الذي تحدث عن "أسلوب جديد في مركز حراسة المرمى" صنعه نوير.
رد الفعل القوي عند خط المرمى والسيطرة على منطقة الجزاء مسألة معروفة منذ زمن بعيد عند الحراس الألمان الذين تمتعوا بشهرة عالمية مثل سيب ماير وتوني شوماخر وأوليفر كان. لكن مانويل نوير أضاف إلى ذلك التحكم في مجرى اللعب في المباراة. فمن خلال قذفه الكرة بيده لمسافات بعيدة وبدقة شديدة يبدأ نوير الهجمات. أما ما يتفرد به نوير حتى عُدَ "ماركة مسجلة" له فهو خروجه من منطقة الجزاء بطريقة مذهلة. وكان غالبا (ليس دائما) ما ينجح في إفساد الهجمات المضادة للفريق المنافس. حيث يقوم نوير بـ"قراءة" الموقف، ثم يتوقع الخطر مسبقا فيسرع إلى ملاقاة الكرة والخصم لكي يفشل الهجوم على مرماه، ويؤازره في هذه المهمة إمكانياته الكروية، فمانويل نوير طوله 1.90 متر ويسدد بكلتا قدميه، كما أن لديه قدرة هائلة على أبعاد الكرات الخطرة برأسه. ويقول عنه أندرياس كوبكه، مدرب حراس مرمى المنتخب الألماني: "مانويل نوير حارس كامل متكامل"
شخص مقل في الحديث
فوق أرض الملعب يبدو مانويل نوير أقل انفعالا وعدوانية من الحارسين السابقين أوليفر كان وتوني شوماخر. وكذلك خارج الملعب لا يتحدث نوير بلهجة حادة أو يلقي أقولا وقعها ضخم، وإنما يبدو في المقابلات الصحافية هادئا وواعيا لما يقوله كما لو أنه أمضى ليلته يفكر في إجاباته خلال المقابلة.
ومن خلال "مؤسسة مانويل نوير للأطفال" يدعم نوير الأطفال المحتاجين في منطقة الرور في شمال غرب ألمانيا. وعلى العكس من لاعبي كرة القدم الآخرين نادرا ما يتحدث مانويل نوير عن حياته الخاصة. مع هذا فمانويل مشهور ويتابع الجمهور أخباره. فقد انتشر في أكتوبر الماضي خبر كان نوير يعتقد أنه سيطيل إخفاءه عن الرأي العام وهو خبر انفصاله عن رفيقة حياته التي عاش معها لمدة طويلة.