ماكين في خطاب قبول الترشيح- وعود بالتغيير وتنصل من تركة بوش
٥ سبتمبر ٢٠٠٨في خطاب قبول ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسة أمس الخميس (4 سبتمبر/أيلول 2008) وعد جون ماكين (72 عاما) بالكفاح من أجل الولايات المتحدة وبإحداث تغيير سياسي واسع. واستخدم ماكين في الخطاب الذي استمر أكثر من 50 دقيقة أمام نحو 20 ألفا من أنصاره في "اكسل سنتر" في سانت بول في ولاية مينيسوتا شمال سجله كإصلاحي وسعى لاستعادة عباءة التغيير من منافسه الديمقراطي باراك أوباما.
كما انتقد ماكين حزبه بشدة بسبب "فقدان ثقة الشعب الأمريكي" على مدار السنوات الثماني الماضية في البيت الأبيض. وقال: "دعوني أوجه تحذيرا مسبقا إلى الأشخاص في واشنطن الذين لا يقومون بشيء ويبذرون الأموال والذين يفكرون بأنفسهم أولا ومن ثم ببلادهم: التغيير قادم".
وتناول ماكين الطيار السابق في سلاح البحرية الأميركية، الذي أمضى 26 عاما عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، العديد من الأفكار التي كانت محور اهتمام حملة أوباما. غير أن ماكين أكد أنه المرشح الذي لديه القدرة على إدارة البلاد وجمع السياسيين المختلفين معا، وذلك في محاولة لتبديد ما يردده معارضوه من الديمقراطيين من أنه يمثل سياسات وممارسات صديقه الجمهوري الذي لا يحظى بالشعبية الرئيس جورج بوش. وقال ماكين :"انتخبنا من أجل تغيير واشنطن وتركنا واشنطن تغيرنا..فقدنا ثقة الشعب الأمريكي عندما استسلم بعض الجمهوريين لإغراءات الفساد. إننا سنغير ذلك". وأضاف :"سأمد يدي إلى أي شخص يساعدني على تحريك هذا البلد من جديد ، لدي سجلي والإنجازات التي تثبت ذلك، والسيناتور أوباما ليس لديه ذلك "، مشيرا في هذا الصدد إلى السنوات الخمس التي أمضاها كأسير حرب في فيتنام.
ماكين يعد بالدفاع عن المصالح القومية
وفيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة القومية تعهد ماكين باستخدام الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية إضافة إلى العسكرية لهزيمة "أعداء" الولايات المتحدة. وقال:"أكره الحرب فهي مريعة أكثر من الخيال، وسأنافس على منصب الرئاسة من أجل الحفاظ على بلدي التي أحبها آمنة، ومنع الأسر الأخرى من المخاطرة بدفع أبنائهم في الحرب كما حدث لأسرتي". وصاحب ماكين زوجته سيندي في الليلة الأخيرة من أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري في سانت بول بولاية مينيسوتا . وامتدحت سيندي زوجها ووصفته بأنه بطل عسكري وأب متفان ومصلح ومفكر مستقل.
انتقادات الديمقراطيين
من جانبه انتقد المرشح الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية السيناتور باراك أوباما ماكين وساره بالين، المرشحة لتولي منصب نائب الرئيس، أمس الخميس بسبب سلسلة من الهجمات التي شناها خلال مؤتمر الحزب وتركيزهما على القصة الشخصية لماكين كأحد قدامى حرب فيتنام، فيما لم يتحدثا إلا قليلا عن القضايا الاقتصادية. وقال أوباما خلال تجمع انتخابي في يورك بولاية بنسلفانيا: "لقد كان أمامهما مجالا واسعا للتحدث عني إلا أنهما لم يكن لديهما شيء ليقولاه عنكم". وأضاف : "لم تسمعوا كلمة حول الأسلوب الذي سنتعامل به مع أي مجال من الاقتصاد الذي يؤثر عليكم وعلى دخلكم اليومي".
ويأتي خطاب ماكين بعد خطاب بالين، المرشحة لتولي منصب نائب الرئيس من قبل حزبه ، التي ألقت خطابا ناريا مساء أمس الأول الأربعاء والذي كشفت فيه عن اختلافات حادة مع أوباما وتحدثت عن افتقاره للخبرة. وقال أوباما معلقا على خطاب سارة بالين، التي حصلت على لقب سارة باراكودا من خلال قيادتها لفريق مدرستها الثانوية لبطولة الولاية: "وصفوني بأني لا أجيد اللعب في ملعب كرة السلة وهذا ليس بالأمر الخطير".
وعود بالتغيير؟
وذكر بيل بورتون المتحدث باسم حملة أوباما الانتخابية أن الخطاب الذي ألقته حاكمة (ألاسكا) بالين كان جيدا، لكن الذي كتبه هو كاتب خطابات جورج بوش، ويتضمن نفس الهجمات الانقسامية والحزبية التي سمعناها من جورج بوش خلال الأعوام الثمانية الأخيرة".
وفيما يتعلق بوعود ماكين بـ "التغيير" قال بورتون إن الديمقراطيين غير مقتنعين بـ "التغيير" الذي وعد به المرشح الجمهوري جون ماكين الخميس أمام المؤتمر العام لحزبه، مشيرا إلى أن حزب ماكين دعم الرئيس بوش في معظم الحالات متهما إياه برغبته في مواصلة نفس السياسة "الكارثية" في المجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية لأربع سنوات إضافية على حد تعبيره.