برلين: أوروبا لن تخضع للضغوط الأمريكية بشأن إيران
١٣ مايو ٢٠١٩
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والذي من المنتظر أن يشارك فيه أيضا وزير الخارجية الأمريكي " نحن متفقون في أوروبا على ضرورة هذا الاتفاق (النووي) لأمننا". وذكر ماس أنه لا يوجد هناك من يريد أن تمتلك إيران قنبلة نووية، موضحا أنه سيُجرى لذلك الدفاع على نحو موحد عن تطبيق الاتفاق. وتدور مساعي إنقاذ الاتفاق النووي بالتحديد حول الحفاظ على العلاقات التجارية مع إيران، برغم تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات، وإذا باءت هذه المساعي بالفشل، قد تستأنف إيران برنامجها النووي، الموقوف بموجب الاتفاق، لتصنيع قنبلة نووية.
وبسبب التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات، تتراجع شركات أجنبية عن إتمام صفقات مع إيران. وتهدد إيران منذ الأسبوع الماضي بالبدء في الخروج من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عقب انتهاء مهلة 60 يوما.
وغيّر وزير الخارجية الأمريكي من جدول زياراته الخارجية واستبدل زيارته إلى موسكو، كما كان مقررا، بأخرى إلى بروكسل لمناقشة إيران والقضايا الأخرى مع المسؤولين الأوروبيين. وأوردت وكالة أنباء بلومبرغ الأمريكية أن بومبيو سيصل اليوم (الإثنين 13 مايو/ أيار 2019) إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث الملف الإيراني والتطورات في المنطقة إلى جانب قضايا أخرى، وفقا لمسؤول بالخارجية الأمريكية رفض الكشف عن هويته. وأضاف المسؤول أن بومبيو، الذي غادر من قاعدة أندروز المشتركة القريبة من واشنطن في طريقه إلى بروكسل، سيعقد محادثات مع مسؤولين أوروبيين اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى روسيا.
موغيريني: لا خطط محددة للمحادثات
ومن جانبها صرحت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأنه "لا توجد خطط محددة" بشأن المحادثات التي سيتم إجراؤها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي المفاجئة لبروكسل، حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني.
وقالت موغيريني للصحفيين: "لقد تم إبلاغنا خلال الليل بأنه بصدد تغيير خطط سفره وأن يتوقف هنا في بروكسل". وأضافت :"سنظل هنا طوال اليوم وهناك جدول أعمال مزدحم. وسننظر خلال اليوم كيف وما إذا كنا نستطيع الترتيب للقاء".
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس صرح بأنه سيبحث تطورات الشأن الإيراني مع نظيريه الفرنسي والبريطاني، مشيرا إلى أنه سيكون هناك الكثير الذي تجدر مناقشته مع بومبيو، إلا أنه أضاف أنه لم يتضح بعد من الأساس ما إذا كان سيتم عقد مثل هذا الاجتماع.
وقالت دول أوروبية الأسبوع الماضي إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران ورفضت "إنذارات" من طهران بعد أن تحللت من قيود مفروضة على برنامجها النووي وهددت بتحركات قد تشكل انتهاكا للاتفاق.
ملفات شائكة في لقاء بوتين
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيلغي زيارة موسكو خلال رحلته إلى روسيا، لكنه سيلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، كما هو مقرر يوم الثلاثاء.
وتأتي محادثات بومبيو في أوروبا وسط تصاعد التوترات في الخليج؛ حيث نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات وطائرات قاذفة وصواريخ دفاعية في المنطقة في الوقت الذي هددت فيه إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا منعت من تصدير نفطها عبر المضيق.
وكان مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية قد قال الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن يناقش بومبيو مع بوتين ولافروف في أول زيارة له إلى روسيا وهو في المنصب "الأعمال العدائية والمزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها موسكو في أنحاء العالم.
وأضاف المسؤول للصحفيين في إفادة بشأن زيارة بومبيو أن الوزير سيؤكد مجددا على بواعث القلق الأمريكية بشأن دور روسيا في فنزويلا وسوريا وانتهاكها لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى ومحاولاتها التدخل في الانتخابات الأمريكية.
ص.ش/ح.ز (رويترز، د ب أ)