ماذا يتوقع لاجئون سوريون في ألمانيا من قمة إسطنبول؟
٢٥ أكتوبر ٢٠١٨تستعد إسطنبول لاستضافة قمة رباعية حول سوريا يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومشاركة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ويقف على رأس جدول أعمال القمة المقررة الوضع في محافظة إدلب و"العملية السياسية" التي من المفترض أن تفضي إلى تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.
تسوية النزاع في سوريا، جملة يجدها بعض اللاجئين في ألمانيا سهلة النطق، لكنها تبقى كهدف صعبة المنال، بالأخص في ظل تضارب مصالح القوى الكبرى المهيمنة على المشهد السوري، "ما حول القضية السورية إلى كعكة يحاول كل طرف الحصول على قطعة منها"، كما يرى اللاجئ السوري يحيى، الذي يعيش في ألمانيا منذ ثلاث سنوات تقريباً.
يحيى لا يعلق آمالاً على ما ستخرج به قمة إسطنبول حول سوريا، "لأن الأطراف السياسة المشاركة في القمة تتماشى مع مصالحها"، كما قال في حواره مع DW عربية. وأضاف يحي: "تركيا غيرت سياستها تجاه الملف السوري وبدأت تتبع مصالحها ومعها روسيا وإيران وأمريكا وحتى أوروبا كل دولة تعمل حسب مصالحها". ولايرى الشاب السوري، الذي انتقد بشدة تعامل تركيا في ملف اللاجئين، مستقبلاً لسوريا في ظل "الكذب" الذي تروج له مثل هذه القمم، تحت ذريعة العمل على تحقيق الاستقرار في البلد. ويلخص يحيى رأيه حول قمة إسطنبول وتوقعاته منها بقوله :" إنها مجرد صفقة".
غياب فاعلين مهمين في المشهد السوري عن المشاركة في قمة إسطنبول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والسعودية وغيرها، يمثل بحد ذاته فشل هذه القمة، بحسب بعض اللاجئين السوريين في ألمانيا، ومنهم حمزة، المنحدر من مدينة كوباني السورية، والمقيم حالياً في مدينة شتوتغارت الألمانية.
تحدث حمزة لـ DW عربية مذكراً بأن القمة ستغيب عنها أقوى دولة الآن على الساحة السورية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم القوات الكردية بشمال شرق سوريا وتحارب إرهاب داعش. وقال إنه يتوقع أن يكون ذلك سببا لفشل القمة الرباعية. وكذلك غياب السعودية "باعتبارها قوة مؤثرة بين الدول العربية والإسلامية". وأضاف حمزة "حل أزمة سوريا لا يكون إلا بجلوس الجميع على طاولة المفاوضات ومشاركة جميع أطياف الشعب السوري وبما فيهم الأكراد والاتفاق على ألية الخروج من الحرب وبدأ مرحلة البناء".
كما لا يتوقع حمزة أن تأتي هذه القمة بشيء جديد بخصوص بلده سوريا، والسبب في ذلك يعود بحسب رأيه إلى: "أن الهدف من هذه القمة ليس إنقاذ الشعب السوري أو حل القضية السورية".
ويتساءل اللاجئ السوري في حديثه مع DW عربية "كيف لبلد مثل تركيا يحتل أجزاء من سوريا ويحتل عفرين ويهجر أهلها أن يكون طرفاً بالحل؟". ويعتقد حمزة أن الهدف من القمة هو محاولة تركيا التقارب مع أوروبا وروسيا من جهة والتقارب التركي الأوروبي من جهة أخرى.
في ألمانيا يوجد لاجئون سوريون لا يهتمون بما ستسفر عنه القمة المقررة في إسطنبول حول بلدهم، "لأنها لا تأتي غالباً بنتائج ملموسة في النزاع السوري". غير أن هناك فئةً من السوريين ما زالوا يتأملون خيراً من هذه اللقاءات. والناشط الحقوقي، علي عيسو، واحد من بين اللاجئين المقيمين في ألمانيا والمتتبعين للمشهد السوري، الذي لهم توقعات عالية نسبياً من القمة وتأثيرها على مستقبل الحل السياسي في سوريا، والسبب يكمن في "مشاركة كل من فرنسا وألمانيا، اللتين تدعمان حقوق جميع المكونات السورية بانتماءاتها العرقية والدينية، وهذا ما يضيف لهذه القمة فرصة حقيقية"، حسب عيسو.
الكاتبة: إيمان ملوك