مئات القتلى والجرحى في أعنف هجمات بالعراق هذا العام
١٠ مايو ٢٠١٠ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الإرهابية التي شهدتها مناطق متفرقة في العراق اليوم الاثنين ( 10 مايو/ أيار 2010) إلى 90 قتيلا و250 جريحا جلهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، وذلك في أعنف أعمال عنف تشهدها البلاد منذ مطلع العام الحالي.
وتعرضت مدينة الحلة، التي تقع على بعد مائة كيلومترا جنوب بغداد، إلى أعنف الهجمات، إذ قتل 36 شخصا وجرح أكثر من 140 آخرين في ثلاثة تفجيرات استهدفت عمال مصنع النسيج في المدينة، حسب حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية. واستنادا إلى مصادر أمنية فقد نفذ الهجوم على مصنع النسيج في الحلة ،عاصمة محافظة بابل ذات الغالبية الشيعية، بواسطة "سيارتين مفخختين انفجرتا في نفس الوقت أثناء خروج عمال معمل نسيج الناعم في الحلة، تبعه انفجار ثالثا يرجح أن يكون انتحاريا استهدف المسعفين ورجال الإنقاذ الذين وصلوا إلى مكان الحادث"، مما جعل حصيلة الضحايا يرتفع أكثر. وحمل النقيب علي الشمري قوات حماية المنشأة، المسؤولة عن حماية المصنع، مسؤولية تسلسل السيارات المفخخة التي وصلت الى الساحة القريبة من المصنع وأضاف أن" هناك تقصيرا في حماية المصنع، كونهم سمحوا لسيارات لا يعرفون هويات أصحابها الوقوف أمام المنشأة".
هجمات بغداد استهدفت مواقع قوات الأمن
وتعرضت العاصمة بغداد صباح اليوم إلى سلسلة هجمات استهدفت حواجز أمنية ومواقع للشرطة وأودت بحياة تسعة من عناصر الأمن وجرح 25 آخرين، كما انفجرت سيارة مفخخة داخل سوق في بلدة الصويرة شمال محافظة واسط جنوب بغداد. وأوقع الهجوم 25 قتيلا وجرح 70 آخرين. كما وقعت أعمال عنف أخرى في الموصل والفلوجة.
وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن العمليات كانت "منسقة". وأضاف عطا أن هذه الاعتداءات "تقع ضمن العمليات الإرهابية الاعتيادية التي تواجهها قواتنا الأمنية". وأوضح أن "الهجمات التي وقعت بأسلحة كاتمة للصوت وعبوات لاصقة، كانت منسقة"؛ مشيرا إلى أن "الإرهابيين كانوا يرتدون زي منظفي أمانة بغداد". واكدد عطا أن "القوات الأمنية اعتقلت احد الإرهابيين المتورطين باعتداءات العبوات اللاصقة في منطقة بغداد الجديدة".
وحول طبيعة الهجمات التي استهدفت نقاط تفتيش ومواقع للشرطة في العاصمة بغداد صرح مصدر في وزارة الداخلية العراقية لوكالة رويترز بأن مسلحين يستخدمون أسلحة مزودة بكواتم للصوت هاجموا ست نقاط تفتيش على الأقل في بغداد اليوم وقتلوا سبعة من عناصر الجيش والشرطة العراقيين في حين أدت قنابل زرعت في ثلاث نقاط أخرى إلى إصابة عدد آخر. وقال المصدر أن تلك الهجمات نفذت "تقريبا في نفس الوقت عند الفجر". وأضاف المصدر بأن "هذه رسالة لنا بأن بإمكانهم مهاجمتنا في مناطق مختلفة من المدينة، وفي وقت واحد، لأن لهم خلايا في كل مكان". وحسب نفس المصدر فإن الهجمات على نقاط التفتيش، باستخدام كواتم الصوت، تهدف لإضافة عنصر المباغتة والتسبب في حالة من الارتباك. وأوضح المصدر بأن هذه العمليات أظهرت استخدام أسلوب جديد من "قبل المسلحين الذين يشتبه بأنهم من السنة".
موجة عنف جديدة أعقبت الانتخابات
وإضافة للهجمات التي تعرضت لها العاصمة بغداد، ذكرت مصادر أمنية عراقية لوكالة فرنس بريس بأن "ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثون آخرون بجروح إثر انفجار سيارة مفخخة قرب حسينية الحجاج في الصويرة. ومن جهته صرح ماجد عسكر، المسؤول في محافظة واسط، لرويترز أن مهاجمين انتحاريين، أحدهما يرتدي سترة ناسفة والآخر كان يقود سيارة، قتلا 13 شخصا على الأقل وأصابا 40 آخرين في سوق ببلدة الصويرة.
وفي الموصل قتل عنصران من البيشمركة الكردية عندما هاجم انتحاري يقود سيارة مفخخة حاجز تفتيش أمني شرق المدينة. وقال آزاد حويزي، مدير إعلام البيشمركة، لفرانس برس أن"قوات البيشمركة طلبت من سائق شاحنة التوقف لكنه رفضن وفتحوا عليه النار وفجر الانتحاري السيارة ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصرنا وإصابة آخر بجروح". وأكد المتحدث أن السيارة كانت متوجهة إلى المناطق المسيحية شرق الموصل. وقتل أربعة أشخاص في الفلوجة بتفجير خمسة منازل لعناصر الشرطة.
وفي مدينة البصرة بجنوب العراق قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاث سيارات ملغومة حصدت أرواح 21 شخصا وتسببت في إصابة ما يزيد على 70 آخرين بجراح. وانفجرت السيارة الأولى في سوق مركزي بينما انفجرت الأخريان في شمال المدينة قرب محطة للتزود بالوقود ومنطقة سكنية.
وتأتي الهجمات التي استهدفت بغداد ومناطق متفرقة من العراق، في سياق عودة ملحوظة لأعمال العنف تزامنت مع الانتخابات التي شهدها العراق في مارس/ آذار الماضي وما أعقبها من فترة فراغ سياسي جراء المفاوضات الصعبة لتشكيل حكومة عراقية جديدة. وتعتبر موجة العنف الأخيرة الأسوأ منذ ثلاثة أعوام عندما بلغ العنف الطائفي ذروته في البلاد.
(م.س/ د.ب.أ / رويترز/ا.ف.ب)
مراجعة: أحمد حسو