ليتريكس: جسر يربط بين الثقافة الألمانية والعالم العربي
دشنت المؤسسة الثقافية الاتحادية بالتعاون مع معهد غوتة "مشروع ليتريكس" لترويج ودعم الأدب الألماني في مناطق مختلفة من العالم. ويهدف المشروع بجانب تفعيل عملية ترجمة الكتب الألمانية المعاصرة إلى خلق توازن بين عدد الكتب المترجمة إلى الألمانية وعدد الكتب المترجمة عنها. ويبلغ عدد الكتب المترجمة عن لغات أجنبية إلى الألمانية سنوياً ضعف عدد الكتب المترجمة عنها إلى لغات أخرى. وتقوم فكرة المشروع على اختيار لغة مختلفة كل عام وتقديم الدعم لترجمة مجموعة من الكتب الألمانية إليها، إضافةً إلى الدعم المستمر للترجمة إلى اللغة الإنجليزية لانتشارها الواسع. وقد وقع اختيار القائمين على مشروع ليتريكس على اللغة العربية لتكون فاتحة المشروع، ورصدوا لها عامين اثنين هما 2004 و2005 وذلك بشكل استثانئي.
ويهدف مشروع ليتريكس في سياق عمله إلى تقديم المعلومات الضرورية لكل المهتمين بترجمة الكتب الألمانية، سواء كانوا من المترجمين أو دور النشر. كما يقدم المشروع إطلالة على إصدارات الكتب الجديدة في ألمانيا عن طريق موقعه الاليكتروني www.litrix.de. ويقدم هذا الموقع مراجعات عن الكتب الألمانية المرشحة للترجمة باللغتين الإنجليزية والعربية. كما تنشر صفحات ليتركس مقالات نقدية وترجمات لمقتطفات من الكتب. ويستطيع زوار الموقع الحصول على معلومات عامة عن الأدب الألماني المعاصر وعن أهم دور النشر الألمانية.
دعم سنوي لعشرين كتابا ألمانياً
يعد الأدب جسر حيوي للتعريف بالحضارات وإقامة حوار بينها، لهذا السبب جاء تركيز مشروع ليتريكس على ترويج الأدب الألماني وخصوصا المعاصر منه. الدكتورة آنه غريكة مديرة مشروع ليتريكس قالت في حوار أجراه معها موقعنا إن الأدب له مزايا خاصة في نقل الثقافات وتأثير واضح في حوار الحضارات على المدى البعيد. فالعمل الأدبي لا ينقل مضمونا اجتماعيا أو سياسيا فحسب، بل يحتوى على جماليات فنية جذابة تجعل تأثيره باقياً رغم مرور وقت طويل على كتابته. كما أن الرواية والشعر يمكن قراءتهما في أي مكان ولا يتطلبان معرفة متخصصة. لكن مشروع ليتريكس لم يكتف بالأدب فقط، حيث يدعم المشروع 20 عملا سنويا في مجال الكتب النقدية وكتب الأطفال.
وحول طريقة اختيار المناطق التي يهتم بها المشروع ذكرت الدكتورة "غريكة" أن الهدف يتعلق بنقل الثقافة الألمانية، لهذا كانت اللغة الإنجليزية لغة ثابتة في عمل ليتريكس لما تتمتع به من انتشار عالمي. أما اللغات الأخرى مثل العربية أو الصينية فقد تم اختيارهما بناء على أبحاث استطلاعية أكدت على أهمية دعم الحوار مع مناطق جغرافية بعيدة وثقافات مختلفة. كما أوضحت الدكتورة "غريكة" آليات العمل في المشروع قائلةً إن هناك لجنة متخصصة من النقاد الألمان تابعة لمشروع ليتريكس تقوم باختيار الأعمال التي سترشح للترجمة، ثم يتم التأكد من تناسب هذه الأعمال وصلاحيتها عن طريق عرضها على لجنة أخرى من مترجمي اللغة التي ستنقل إليها الكتب، بعدها تتخذ هذه اللجنة القرار النهائي بشأن الأعمال التي تم ترشيحها.
العالم العربي يحظى باهتمام ليتريكس
كان اختيار العالم العربي كضيف شرف على معرض الكتاب في فرانكفورت سببا جوهريا في إلقاء الضوء على المنطقة العربية في مجالات ثقافية متعددة. واختار مشروع ليتريكس اللغة العربية كمنطقة اهتمام خلال عامي 2004 و2005. ويقدم ليتريكس موقعا باللغة العربية لمخاطبة المهتمين بترجمة الأدب الألماني، حيث يعرض عليه معلومات حول دور النشر العربية وعن وسائل الحصول على دعم مالي في حالة رغبتهم في اختيار أحد الكتب المرشحة للترجمة عن الألمانية. وتقول الدكتورة "غريكة" مديرة المشروع إن ليتريكس حقق نجاحا جيدا في العالم العربي خلال عام واحد فقط. وتم الاتفاق بالفعل مع ثلاث عشرة دار نشر كبيرة من البلدان العربية لدعم وترجمة 20 كتابا. وكان أول الكتب التي ساهم ليتريكس في ترجمتها وإصدارها هو رواية "عازفة البيانو" للكاتبة النمساوية "الفريده يلينك" الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2004، وصدر الكتاب عن دار نشر ميريت القاهرية. وبهذه المناسبة أقيمت عدة ندوات نظمها ليتركس بالتعاون مع معهد غوتة أثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.