لماذا يرى العلماء أن تغير المناخ أكثر خطورة من كورونا؟
١٤ يناير ٢٠٢٢تهدد ثلاثة مخاطر بيئية الحياة على سطح كوكب الأرض وهي فشل التوافق على استراتيجية عالمية لحماية المناخ، والطقس القاسي، وفقدان التنوع البيولوجي، وهي المخاطر التي أثارت القلق أكثر من أي شيء آخر، وفقًا لمسح سنوي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن المخاطر العالمية.
وفي أوائل عام 2020 أزالت جائحة كوفيد-19 المخاوف بشأن العمل علىحماية المناخ من على رأس القائمة، بعد أن كان تغير المناخ مصدر القلق الأكبر في عام 2016 ، بعد محادثات قمة باريس.
يرى مات ويليامز من مركز أبحاث المناخ ECIU أن الأوبئة وأزمات الطبيعة والمناخ مرتبطة ببعضها البعض: "كلما زاد الضرر الذي نلحقه بالعالم وبالبيئة من حولنا، كلما ارتفعت احتمالات تعرضنا لأمراض جديدة. كما سيصبح الطقس أكثر قسوة وستقل قدرتنا على التعامل معه والعمل مع الطبيعة لخفض الانبعاثات الكربونية.
ويقول ويليامز إن استعادة الغابات والأراضي الخضراء مسألة ضرورية لحماية المجتمعات الضعيفة من الفيضانات وكذلك امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، بحسب ما نقل موقع شبكة سكاي الإخبارية.
تهديد طويل الأمد
بدوره يقول بيتر غيغر، كبير مسؤولي المخاطر في مجموعة زيورخ للتأمين: "تظل أزمة المناخ أكبر تهديد طويل الأمد يواجه البشرية"، محذرا من أن "الفشل في اتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ قد يؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار السدس، كما أن الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة المناخ COP26 لا تزال غير كافية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية" (والمقصود هو محاولة خفض درجة حرارة احترار الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية).
وفي استطلاع للرأي أنجز في عدة بلدان أوروبية، أكد أكثر من 84٪ من المشاركين أنهم قلقون بشأن مستقبل العالم. ويخشى الكثيرون من أن يكون الوباء قد أصاب التماسك الاجتماعي وسبب أزمات في سبل العيش، فضلاً عن تأثيره على العمل لحماية المناخ وتضرر الصحة العقلية إلى جانب الطقس القاسي.
وتقول سعدية زهيدي العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي إن "الاضطرابات الصحية والاقتصادية تفاقم الانقسامات الاجتماعية"، مضيفة أن "هذا الأمر يخلق توترات في وقت سيكون فيه التعاون داخل المجتمعات وبين أسرة المجتمع الدولي أمرًا أساسيًا لضمان انتعاش عالمي أكثر سرعة وكفاءة."
ومع ذلك، كان خبراء المملكة المتحدة أكثر قلقًا بشأن فشل إجراءات الأمن السيبراني، كما لم يظهر "تغير المناخ" حتى ضمن أهم خمسة مخاوف لخبراء المملكة المتحدة الذين شملهم الاستطلاع.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع منفصل نشرته مؤسسة "إبسوس موري" أن الجمهور البريطاني قلق بشأن فيروس كورونا أكثر من القضايا البيئية، التي تصدرت استطلاعات الرأي حول محادثات كوب (قمة المناخ).
ع.ح/ أ.ح