لاجئ سوري: إجراءات اللجوء في إيطاليا ذكرتني بنظام الأسد
٢٣ يوليو ٢٠١٥حين قرر الشاب السور حمزة، اسم مستعار، التوجه إلى أوروبا بحثا عن مستقبل أفضل، كان مؤمنا بأن أوروبا تحترم حقوق الإنسان. ولم يكن يتصور أنه سيُحرم من الماء والطعام وسيتعرض للضرب من قبل مسؤولي الحدود الإيطالية. لكن هذا ما حدث، كما يقول.
من سوريا فرّ حمزة إلى الأردن ومنها إلى تونس عبر الجزائر. لكن القارب الذي استقله غرق في البحر المتوسط ككثير من القوارب. ومن بين ركابه الـ 45 غرق ثلاثة أشخاص ونجا الآخرون. "سبحنا 500 متر إلى اليابسة، وحين وصلنا وجدنا مكانا مهجورا"، يقول حمزة.
أحد المسافرين كان معه هاتفا يعمل بالأقمار الاصطناعية، فاتصل بخفر السواحل لمساعدتهم، ويقول حمزة: "حضروا بعد ست ساعات، وحين وصلوا أخذوا النساء والأطفال وتركوا الرجال على الجزيرة". ويضيف "بقينا على الجزيرة لعشرين ساعة بدون ماء ولا طعام".
وحين عاد خفر السواحل تم نقلهم إلى جزيرة صقلية وتسليمهم للشرطة. رحلة حمزة استغرقت شهرا و18 يوما للوصول إلى أوروبا.
عيوب لائحة دبلن
ما حدث مع حمزة بعد ذلك هو ما تنتقده منظمات حقوق الإنسان. فحسب "لائحة دبلن"، التي تنظم أوضاع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، يجب أخذ بصمات من اللاجئ في أول دولة يصل إليها، وتلك الدولة تبت في طلبه الخاص بالحصول على اللجوء السياسي.
ميشتيلد وينك أنسون، رئيسة العيادة الخارجية في مركز علاج ضحايا التعذيب في برلين، تقول إن هذا الإجراء يفضي إلى استعمال العنف بشكل منظم في نقاط الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وقد نشر المركز مؤخرا وثيقة عن معاناة اللاجئين بعيد وصولهم الأراضي الأوروبية، وعن ذلك تقول: "بدأنا بالاستماع إلى تقارير عن أعمال عنف على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في عام 2013، وسرعان ما أدركنا أن الأمر يحدث بشكل منتظم، فبدأنا بجمع البيانات".
ومنذ آذار/ مارس 2014 وأيار/ مايو 2015 تم تسجيل 186 حالة عنف وانتهاك للائحة دبلن معظمها في إيطاليا والمجر وبلغاريا. بعض اللاجئين ضُربوا وعُذبوا بالصدمات الكهربائية. ومعظم حالات العنف حصلت لأن بعض المهاجرين رفض أن تأخذ الشرطة بصمات أصابعه، إما خوفا أو لأن اللاجئين يعرفون أن هذا سيعني بقاءهم في ذاك البلد. وعن ذلك تقول ميشتيلد وينك أنسون: "يعرف اللاجئون أن بقاءهم في إيطاليا سيعني العيش في الشوارع لعدم وجود أماكن إيواء كافية هناك". وتضيف أن وضع اللاجئين في بلغاريا والمجر يشبه العيش في "سجن"، وحتى الذين يحصلون على حق اللجوء السياسي، لا يتلقون مساعدة للاندماج في المجتمع.
"الناس لا يريدون ذلك، هم يأملون بإحضار عائلاتهم من سوريا، لذلك يريدون الوصول إلى ألمانيا أو السويد، لذلك يرفضون بصمات الأصابع".
المقاومة تساوي العنف
حمزة وآخرون ممن وصلوا معه كان أحد من رفضوا البصمات في صقلية. ثم وافق الآخرون باستثناء حمزة وخمسة آخرين.
"استخدموا هراوات مطاطية لضربي على رجلي وضربوا شخصا آخر على ظهره، واستمروا في ضربنا لأربع أو خمس ساعات وسألونا إن كنا غيرنا رأينا أم لا"، كما يقول حمزة. ثم وافق على أخذ بصمات أصابعه. بعد ذلك تم نقلهم إلى مأوى لتجميع اللاجئين يشبه ثكنة عسكرية. ويقول حمزة: "بعد هذه التجربة لم نعد نفكر أن إيطاليا ليست جيدة لنا. قيل لنا دائما إن أوروبا خالية من المضايقات، لكنني لا أعتقد أن هناك فرقا بين إيطاليا ونظام بشار الأسد".
حمزة نجح بالوصول إلى ألمانيا، وهو ينتظر الآن البت في طلبه بالحصول على اللجوء السياسي. وهو يقول إنه عومل معاملة حسنة في ألمانيا ويتعلم اللغة الألمانية ويأمل أن يلتحق بالجامعة.