لأول مرة: مسلم من أصل ألماني رئيساً للمجلس الأعلى للمسلمين
١٦ يونيو ٢٠٠٦يأمل أيوب أكسل كولر البالغ من العمر سبعة وستون عاماً والذي يتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا منذ بداية عام 2006، أن يعطي للرأي العام صورة أفضل عن الإسلام. استلم المنصب من سلفه نديم اليأس - السعودي الأصل - والذي ترأس المجلس منذ تأسيسه في عام 1994. والمثير للاهتمام ان كولر، الذي اعتنق الاسلام منذ عام 1963، هو أول مسلم من أصل ألماني يصل الى رئاسة منظمة إسلامية مركزية. يقول كولر بان هناك العديد من التحفظات ضد الأجانب عامة والمسلمين خاصة، "وإذا نظرنا من زاوية ايجابية فيمكن القول إن الألماني يألف ابن بلده أكثر، لذلك سوف يستحوذ على تسهيلات أكثر من غيره".
التخلص من صورة "دين الأجانب"
يأمل مراد فيلفريد هوفمان، الألماني الأصل، أن يعطي كولر الإسلام في ألمانيا وجهاً ألمانياً. كان هوفمان سفيراً لألمانيا لسنوات طويلة لدى دول متعددة ومنها دول اسلامية، وهو أيضاً عضو في المجلس الأعلى للمسلمين. يقول هوفمان: "على كل حال، فأنا باعتقادي أنه من الأفضل تمثيل دين ليس هو عربي بحت أو تركي بحت في المانيا من قبل ألماني". ويتابع هوفمان أن الكثير من الناس في المانيا يرون في الاسلام "دين الأجانب"، ويتجاهلون حقيقة ان الكثير من ألألمان يعتنقون الديانة الإسلامية. ويتحدث محمد سڤن كاليش، ذو الأربعين عاماً، عن خبرته في المواقف التي يتعرض لها الألماني المتحول الى الإسلام والتي يضطر بها إلى تبرير اعتناقه لهذا الدين. كان كاليش قد دخل الإسلام في سن الخامسة عشر، وهو يعتبر منذ تعينه - كأستاذ بروفسور للدين الإسلامي في جامعة مونستر الالمانية - من أشهر ممثلي المسلمين في ألمانيا. وهو يوافق هوفمان الرأي بأن اختيار مسلم من أصل ألماني، لتمثيل المسلمين، يعتبر فرصةً للتخلص من صورة "دين الأجانب" البحت. ويضيف قائلا بأن المسلم "ينغمس تلقائياً" بمشاكل الأجانب، وهذا ما يثير دهشة الألماني لغرابتها عليه كما يثير أيضاً غرابة المسلمين الأجانب حاملي الجنسيات الألمانية أو المولودين في ألمانيا. من هذا المنظور، فإن هناك حسنات لتعيين ألماني رئيساً للمجلس الأعلى الإسلامي، كما يعتقد كاليش.
تسهيلات أكبر للمسلمين الألمان
بين الثلاثة ملايين مسلم الذين يعيشون في ألمانيا، هناك بلا شك حوالي 250 مسلماً من أصل ألماني، نسبة قليلة تنعكس على تمثيلهم في الجمعيات والمنظمات الإسلامية، التي غالباً ما تهيمن عليها الجالية التركية في ألمانيا. إلا أنه من الملفت للنظر، أن كثير من المسلمين الألمان أعضاء ناشطين في المجلس الأعلى للمسلمين. ولكن يبقى لنا ان ننتظر ونرى إن كان المسلمون من أصل ألماني سيحصلون إجمالا على وزن أكبر تحت قيادة كولر. وبصفته عضو سابق في معهد التجارة والاقتصاد في مدينة كولونيا، وعضو نشيط في حزب الديمقراطيين الأحرار، فإن كولر - الحاصل على دكتوراه في الدراسات الجيولوجية - يتمتع بعلاقات طيبة جداً في مجالي الاقتصاد والسياسة الالمانيين، والتي من المحتمل أن تفتح له أبواباً بقيت موصدة في وجه سلفه.
مهمة صعبة
من غير الواضح حتى اليوم كيف ستكون ردة فعل المسليمن من غير الألمان، ولكن اختيار كولر كان قد لاقى ترحيباً داخل المجلس. إلا انه ما علينا الا ان نترقب إن كان المسلمون الالمان من الآن فصاعداً سيحظون على حوافز أكثر في توطيد الاسلام في بلدهم. ومن أهم وأصعب المهام التي تنتظر أيوب كولر، هي توحيد الاتحادات والمنظمات الإسلامية المتنافسة في ألمانيا، وتقديم شريك واحد لتحاوره الدولة الالمانية. وهي مهمة شبه مستحيلة، حسب رأي مراد فيلفريد هوفمان، الذي أضاف قائلاً: "لا أعتقد أن إمكانياته ستكون أكبر من سلفه، طالما أن الجمعيات التركية تُدار من أنقره أو أسطنبول".
بقلم عبد الأحمد رشيد
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبع قنطرة 2006