محقق سابق في غوانتانامو يقرّ بممارسة التعذيب ويلتقي ضحيته
٢ سبتمبر ٢٠٢١"ما فعلته كان تعذيبا بلا شك وبنسبة مئة في المائة"..هكذا أقرّ عسكري أمريكي سابق بممارسة التعذيب في معتقل غوانتانامو الأمريكي، كاشفا الكثير من تفاصيل عمليات الاستجواب التي تمت داخل المعتقل.
وعمل المحقق الذي أطلق عليه التحقيق اسم "مستر إكس"، ضمن فريق تولى في صيف عام 2003 مهمة استجواب المعتقل محمدو ولد صلاحي والذي كانت الولايات المتحدة تشتبه في قيامه بتجنيد طيارين شاركوا في هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
وأقرّ "مستر إكس" الذي لم يكشف الصحفيون الألمان عن هويته، بإجبار صلاحي على الوقوف منحنيا لساعات طويلة وتعريضه لأصوات وأضواء لا يمكن تحملها علاوة على تهديده بالعنف الجسدي وتعريضه للحرارة والبرودة.
وأضاف المحقق الأمريكي:"مخاوفه (صلاحي) كانت كبيرة، ربما اعتقد أنه على وشك أن يقتل". ,شدد بأنه كان على علم بقيام آخرين في المعتقل بالتعذيب.
صلاحي تطرق في التقرير الإخباري، لتفاصيل ما تعرض له وقال الرجل البالغ من العمر اليوم 51 عاما والذي قضى 17 عاما من المعتقل، إن أحد الأشخاص كان يصب الماء البارد على رأسه بشكل مستمر من أجل إجباره على الاعتراف. وأضاف صلاحي: "كانوا يريدوني أن أدلي باعترافات لكن حتى ذلك لم يكن ممكنا، فلم يكن بوسعي الكلام بسبب البرودة الشديدة". وقال صلاحي الذي يعيش حاليا في موريتانيا، إن هذا الشخص كاد أن يقتله مرتين.
"لقاء بين الجاني والضحية"
وحضر صحفيو "إن دي إر" و "دي تسايت" لقاء الفيديو الذي جمع بين صلاحي "مستر إكس" بعد 17 عاما على ما دار بينهما في المعتقل. ووفقا للتقرير، فقد قال "مستر إكس" لصلاحي: " مازلت على قناعة بأنك عدو للولايات المتحدة لكن ما فعلناه معك كان خاطئا بلا شك..لا يستحق أي شخص هذه المعاملة".
وكشف "مستر إكس" عن معاناته النفسية بعد مهمته في غوانتانامو وأوضح: "أكره بلدي لأنها جعلت مني هذا الوحش" ليرد عليه صلاحي: "أسامحك كما سامحت كل من تسببوا لي في الألم".
وقضى صلاحي المولود في موريتانيا، 14 عاما في معتقل غوانتانامو بكوبا دون أي إجراءات قضائية. وبعد إطلاق سراحه في عام 2016 أصدر صلاحي كتابه "يوميات غوانتانامو" الذي يحكي فيه تفاصيل احتجازه في المعتقل الأمريكي وما تعرض له بداخله.
وكان صلاحي قد حصل عام 1988 على منحة دراسية في ألمانيا. وخلال دراسته انضم طواعية لما كان يعرف بـ"المجاهدين" في أفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي وقتها، كما قضى عدة أشهر في معسكر تدريبي لأسامة بن لادن زعيم القاعدة لاحقا.
وقال صلاحي إنه قطع اتصالاته بالقاعدة بعد عودته إلى ألمانيا، لكن كانت له صلة ببعض الأصدقاء في هذا المحيط . وفي عام 2002 اختطفت المخابرات الأمريكية صلاحي ونقلته إلى معتقل غوانتانامو، بعد أن اتهمته وزارة الدفاع الأمريكية بتجنيد ثلاثة من الطيارين الأربعة المشاركين في هجمات أيلول/سبتمبر، بتكليف من بن لادن، لكن هذه الاتهامات لم تتبلور مطلقا في وثيقة رسمية أو إجراءات قضائية.
ا.ف/ و.ب (إن.دي.إر)