لأنه من أرمينيا؟.. لماذا تخلى مخيتاريان عن حلمه مع أرسنال؟
٢٤ مايو ٢٠١٩هل هو حذر مبالغ فيه؟ أم قلق مبرر؟ اختلفت الآراء في حالة نجم خط وسط أرسنال هنريك مخيتاريان. فقد قرر اللاعب الأرميني، بدافع من الخوف على سلامته الشخصية، عدم السفر مع فريقه إلى نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم (أوروباليغ)، الذي يخوضه أرسنال ضد مواطنه تشيلسي يوم الأربعاء 29 مايو/ أيار في باكو، عاصمة أذربيجان.
وغرَّد مخيتاريان على تويتر متأسفا لعدم مشاركته في اللقاء وقال: إنها نوع من المباريات، التي لا تأتي كثيرا بالنسبة لنا كلاعبين، ويجب أن أعترف، أن عدم المشاركة يؤلمني كثيرًا.."
قرار مخيتاريان يأتي على خلفية التوترات السياسية بين أذربيجان ووطنه أرمينيا، والأمر يتعلق في الواقع بشأن مصير إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي يطالب به كلا البلدين. وخاضت أرمينيا وأذربيجان بين عامي 1992 و1994 حربا مريرة من أجل هذا الإقليم.
حكومة أذربيجان تحاول تهدئة الموقف
هنريك مخيتاريان تخلى في السنوات الماضية عن السفر إلى أذربيجان عندما كان فريقه السابق دورتموند أو الحالي أرسنال يخوض مباريات هناك. غير أن تلك المباريات لم تكن ذات أهمية مقارنة بنهائي الدوري الأوروبي الآن.
وعلق أرسنال على قرار مخيتاريان: "ميكي كان لاعبا رئيسيا في طريقنا إلى المباراة النهائية ، لذلك من وجهة نظر الفريق فهذه تعد خسارة كبيرة لنا". وأعلن النادي أنه سيسعى بعد النهائي إلى الاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا): "سنعبر عن أن هذا الموقف غير مقبول ونحاول منع تكرار حدوثه في المستقبل".
وعلى الجانب الآخر لا تشارك حكومة أذربيجان المخاوف الأمنية للاعب والنادي، فقد صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأذربيجانية لوكالة الأنباء الفرنسية: "على الرغم من صعوبة العلاقة بين أذربيجان وأرمينيا ، بإمكان مخيتاريان المشاركة في نهائي الدوري الأوروبي في باكو". كما أشار الأمين العام للاتحاد الأذربيجاني لكرة القدم ألكان مامدوف إلى ضمانات أمنية تجاه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقال "لن تواجهه أية مشاكل هنا".
وذكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أيضا أن مخيتاريان ليس لديه سبب يدعو للقلق بشأن سلامته. وأصدر الاتحاد بيانا جاء فيه: "حصل يويفا على ضمانات من أعلى السلطات في البلاد فيما يتعلق بسلامة اللاعب في أذربيجان ونتيجة لهذه الضمانات فقد تم وضع خطة أمنية شاملة وتم تسليمها للنادي.."
"أعلى السلطات" و "الخطة الأمنية الشاملة" عبارتان تجعلان الأمر يبدو وكأن ثمة تهديد أمني جسيم هناك. لكن ما يخافه مخيتاريان بالضبط يبقى أمراً غير واضح. وقد رفض أو لم يستطع مسؤولو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الإجابة عن مزيد من أسئلة DW بخصوص هذا الأمر.
شعور غريزي أم حسابات سياسية؟
سوف يتساءل البعض: ما الذي يمكن أن يحدث له؟ أليس مخيتاريان محميًا بمكانته المشهورة؟ ويا لها من فضيحة إذا أصابه شيء ما أو إذا أصبح ضحية لتهديد أو حتى اعتداء أو إذا تم القبض عليه أو اختطافه. أمور لا يمكن تصورها في الواقع. ومع ذلك تظل مخاوف مخيتاريان قائمة وكذلك شعوره الغريزي، الذي ينساق وراءه.
وعلق مدربه أوناي إيمري على هذا الأمر يوم الثلاثاء قائلا: "إنه أمر شخصي للغاية"، موضحا أنه كان يود أن يكون معه لاعب الوسط المهاجم في باكو. "لكن لا يمكننا فعل أي شيء لأن علينا احترام رغبته".
فهل تعمد مخيتاريان احداث هذه الجلبة من أجل لفت انتباه وسائل الإعلام والجمهور إلى صراع ناغورنو كاراباخ من خلال عدم مشاركته؟ بيد أن هذا أمر لا يمكن تصوره إلى حد ما بالنسبة لرياضي طموح مثله لم يعد شابا، فقد بلغ عامه الثلاثين.
أندرياس شتن تسيمونس/ ص.ش