كييف تستعد لمهاجمة الانفصاليين وموسكو تحذرها
١٣ أبريل ٢٠١٤اتهم الرئيس الأوكراني المؤقت (القائم بأعمال الرئيس) اولكسندر تورتشينوف الأحد (13 نيسان/ أبريل 2014) روسيا بـ"شن حرب على أوكرانيا"، وذلك في خطاب إلى الأمة غداة سلسلة هجمات شنتها مجموعات مسلحة موالية لموسكو في شرق البلاد. وقال تورتشينوف "لقد أريقت دماء في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا"، مضيفا أنه بدأ "عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب"، بهدف وضع حد لهذه الاضطرابات. وأضاف أن "المعتدي لا يتوقف ويستمر في التسبب بهذه الاضطرابات في شرق البلاد". وتابع تورتشينوف "لن ندع روسيا تكرر سيناريو القرم في مناطق الشرق"، في إشارة إلى ضم شبه الجزيرة الأوكرانية على البحر الأسود إلى روسيا في آذار/ مارس. وأكد أن "جميع من يدعمون المعتدين والمحتلين ويقومون بعمل مسلح ضد وطننا لن يفلتوا من العقاب ومن مسؤوليتهم" عما يحصل. لكن تورتشينوف كرر استعداده لإصدار عفو عن المهاجمين الذين يسلمون أسلحتهم "قبل صباح الاثنين".
وبدأت السلطات الأوكرانية، التي نددت بـ"عدوان" روسي بعد سلسلة من الهجمات المنسقة على ما يبدو طوال نهار السبت،"عملية لمكافحة الإرهاب (...) في سلافيانسك" المدينة الواقعة شرق أوكرانيا التي استولى فيها مسلحون السبت على مبان للشرطة وأجهزة الأمن، بحسب وزير الداخلية في الحكومة الأوكرانية الانتقالية ارسين افاكوف. وتحدث افاكوف على صفحته على فيسبوك عن "قتلى وجرحى من الجانبين"، هم قتيل وخمسة جرحى في الجانب الأوكراني و"عدد غير محدد" لدى الانفصاليين مؤكدا أن القوات الموالية لكييف "تتجمع".
موسكو تطالب كييف "بوقف الحرب على شعبها"
من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية الأحد السلطات في كييف إلى وقف "الحرب على شعبها"، مبدية استياءها من تهديد الحكومة الأوكرانية باللجوء إلى الجيش لإنهاء الاضطرابات في شرق أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية. وقالت الخارجية "نطالب عملاء (ساحة) ميدان الذين أطاحوا بالرئيس الشرعي لأوكرانيا بأن يوقفوا فورا الحرب على شعبهم"، مضيفة أن "الأمر الإجرامي الذي أصدره تورتشينوف باللجوء إلى الجيش لقمع الاحتجاجات يثير الاستياء الشديد". وطالبت الخارجية الروسية الغرب أن يكبح جماح حلفائه في الحكومة الأوكرانية. وأضافت في بيان "إنها مسؤولية الغرب الآن أن يمنع الحرب الأهلية في أوكرانيا". وقال البيان أيضا إن روسيا ستضع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي مناقشة عاجلة للوضع في شرق أوكرانيا.
ويلقي تصعيد العنف بظله على المحادثات المقررة الأسبوع المقبل لمحاولة حل أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. كما يثير مخاوف من استغلال موسكو التي حشدت ـ حسب حلف الناتو ـ 40 ألف جندي على الحدود هذا الوضع كذريعة للتدخل، بعد أن وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدفاع عن المواطنين الروس في الاتحاد السوفيتي السابق "بأي ثمن".
"مؤشرات على ضلوع موسكو"
من جانبها اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أن هجمات المجموعات المسلحة الموالية لروسيا في مدن شرق أوكرانيا تنطوي على "مؤشرات إلى ضلوع موسكو"، متوعدة بعقوبات جديدة في حال استمر الأمر على هذا النحو.
وأوضحت باور أن العقوبات التي فرضتها واشنطن بحق عدد من الشركات والمسؤولين الروس "دفعت الروبل إلى أدنى مستوى له تاريخيا" والى تراجع البورصة الروسية "بنسبة عشرين في المائة" والى هروب الاستثمارات.
ع.خ/ع.ج.م (د ب أ، ا.ف.ب، د ب أ)